قضايا وآراء

الإخوان والحالة الثورية (4): منطلقات نحو رؤية جديدة

1300x600
إن من أولى أولويات الحالة الثورية إيجاد أرضية مشتركة بين كل القوى المشاركة في الثورة، ولا عذر لأي من هذه القوى إن وقعت في التشرذم والفرقة مرة أخرى، فكما أن لحظة الغضب وحدت الجميع في يناير 2011، فإن لحظة اليقظة واستجماع القوى لابد وأن توحدهم مرة أخرى وعلى الجميع ألا يضيع هذه اللحظة.

إن حرية الشعوب والقضاء على منظومة الإستعباد كفيل بأن يوحد كل القوى الوطنية وأن يكون هو المنطلق المستهدف من حركتنا جميعاً، آخذين فى الإعتبار أن الثورة لا تعطى للمشاركين فيها حصانة ولا صكوك غفران، ولكن يجب أن يخضع الجميع للمحاسبة إذا أخطأ، خاصة وإن كانت هذه الأخطاء تعمق التفكك وتبعثر الطاقات وتضعف حالة الوعى وإرادة التغيير وتحول دون الوصول بالثورة إلى حالة اليقظة الدائمة التى تنقلنا إلى مرحلة المنعة والقوة.

نعود إلى رؤية مكتب الخارج، فبعد أن تحدثنا فى المرات السابقة عن المنطلقات والتوجهات العامة ثم عن المستهدفات، فإن السؤال المنطقى والمشروع: كيف نحقق هذه المستهدفات؟

وما هى السياسات الحاكمة وآليات العمل التى يتبناها المكتب لضمان أن تتحول هذه الرؤية والأفكار إلى برامج وخطط تشغيلية تحقق هذه المستهدفات، خاصة وأن حالة الإرتباك والسيولة فى المشهد العام قسمت الأفراد إلى عدّة فرق؛ الأول يرفض كل ما هو جديد دونما أية محاولة لإختبار الجدية، وفريق يسبح ضد التيار حاملاً الأفكار، ولكن لا يوجد من يستجيب له، بل ربما يُضًيق عليه فى عرضها، والفريق الثالث مشغول فقط بجلد الذات وممارسة النقد .

وقد دعا ذلك أن يسعي المكتب، كما قلت فى المقال السابق، إلى العمل علي إمتلاك بعض الأدوات من أهمها القدرة على الجمع بمرونة وتوازن بين فكر عميق طويل الأجل وتحرك سريع على مساحات محدودة وإجراءات سريعة ومشاريع قصيرة الأجل توازن بين المطلوب والممكن، آملين أن نقدم نموذجا عمليا يساعد على إخراج بعض الأفراد من حالة الإحباط وفقدان الثقة وأن نؤسس لعمل جاد يساهم الجميع فى إنضاجه وتطويره ونجاحه .

وقد حدد المكتب عددا من البرامج التى سوف يعمل من خلالها علي تطبيق تلك الرؤية وهى كالآتي:

·          البرنامج الفكرى والبحثي

·          البرنامج السياسي

·          برنامج العلاقات الخارجية

·          البرنامج الإعلامي

·          البرنامج الحقوقي والقانوني

·          برنامج الحراك الخارجي

·          البرنامج الاقتصادي

·          برنامج الإدارة والموارد البشرية والمادية

·          برنامج الإعداد للتنمية ومهام المستقبل

وحرصنا أن العمل يكون من خلال حزم برامج وليس مجرد لجان فنية، لأن البرنامج يترجم إلى عدّة مشروعات وكل مشروع يقوم على تنفيذه مؤسسة فنية متخصصة لكى نضمن جودة الأداء. بعد ذلك قمنا بتوصيف السياسات الحاكمة لعمل المكتب، وهي كالآتي:

1- تبني رؤية حاكمة للعمل تجيب عن الأسئلة الحرجة المتعلقة بتشخيصنا للأوضاع الراهنة وتطوراتها وكذا بمواقفنا واختياراتنا المبدئية وأولوياتنا الاستراتيجية فى التعامل مع هذه الأوضاع ونترجمها إلى خطط عمل على مستوى المكتب ككل وكذا على مستوى كل برنامج من البرامج النوعية المشار إليها على أن تطور مفردات هذه الرؤية حسب التطورات والخبرات التى تكتسبها وكذلك نحاكم إليها قرارتنا ومواقفنا.

2- الحرص على الحصول على إستشارات شرعية وفنية متخصصة فى جوانب العمل المختلفة.

3- الشورى والتواصل والتفعيل مع الإخوان بالخارج وإعتبارهم الجسم الشورى بالمكتب مع العمل بشكل منتظم على التوظيف الفعال لطاقات الإخوان بالخارج واعتبارها كنزاَ لا عبئاَ واعتماد المداخل العلمية الفعالة فى إدارة هذه الموارد البشرية الثرية .

4- التواصل والتكامل والشراكة مع الدول التى تدعم قضيتنا وتدعم حرية الشعوب وصياغة مساحات للعلاقات معها تتناسب مع مواقفها.

5- التنسيق الوثيق مع هياكل الجماعة الأخرى الموجودة بالخارج لتحصيل الفاعلية المطلوبة من المشاركة فى الطاقات والموارد والرؤى.

6- تفعيل العمل المؤسسى التخصصى وجعله وحدة التنفيذ فى مشروعات البرامج المختلفة، وذلك من خلال تأسيس ثلاثة أنواع من المؤسسات :

-         مؤسسات متخصصة تابعة للمكتب مباشرة.

-         مؤسسات أخرى يشارك فى إداراتها وتأسيسها أفراد من الاخوان بالمشاركة مع آخرين من شركاء الثورة، بحيث تمثل منصات للتعاون والتكامل بين الجماعة وشركائها.

-         الشراكة مع مؤسسات أخرى فى دول نريد بناء علاقات معها تزيد من فرص تقوية هذه العلاقات.

7- تفعيل العمل الشبكى المكمل والمتداخل مع العمل المؤسسى مع العمل المؤسسى بأشكاله التقليدية، من خلال شبكات مفتوحة متعددة العلاقات يشغلها ناشطون من خلفيات وإمكانيات ومواصفات شديدة التنوع لعبت هذه التشكيلات أدواراً رئيسية فى الحراك المجتمعى والمد الثورى ولا يمكن إدارة صراع من النوع الذى نخوضه الآن دون تفعيل هذه المساحة الهامة.

8- سياسة عامة حاكمة تترتب على كل ما سبق.

أن المكتب يحتاج أن يعمل بعقلية العمل الكبير والإدارة الإستراتيجية للأمور لا بعقلية العمل الصغير المنشغل بالتفصيلات الإجرائية والتفصيلية لمساحة محدودة من العمل.
نكمل فى المرة القادمة بإذن الله آليات عمل المكتب
 
* رئيس مكتب الإخوان المصريين في الخارج