ملفات وتقارير

إيران بين الانقسام وسياسة تبادل الأدوار

المحتجون نددوا بافتتاح السفارة البريطانية مجددا وأحرقوا العلم البريطاني- فارس
صور لعشرات الناشطين في إيران يعتصمون أمام السفارة البريطانية منددين بافتتاحها مجددا، بعد إغلاقها قبل أربع سنوات، صورة ربما تعكس خلافا عميقا وربما تعكس لعبة أدوار منسقة، لكنها بالتأكيد تعكس الصورة الجديدة لإيران بعد الاتفاق النووي.

ففي الوقت الذي رحبت به الحكومة الإيرانية بزيارة وزير الخارجية البريطاني ولقائه بالرئيس روحاني كان مجموعة من الطلبة يتظاهرون أمام السفارة البريطانية ويحرقون العلم البريطاني. صورتان نقلها الإعلام الايراني وأعطى كل مشهد حقه من الحفاوة.

وقد شهد شارع فردوسي المقابل للسفارة، تجمعا للطلاب الإيرانيين الذين توافدوا من جامعات طهران بقصد الاحتجاج والتظاهر أمام السفارة البريطانية، معبرين بذلك عن رفضهم لافتتاح السفارة وإقامة العلاقات بين البلدين. 

ونشرت وكالة "فارس" ألبوم صور خاصة للموضوع، أظهر الطلاب يحرقون الأعلام البريطانية، ويرفعون لافتات منددة ومستنكرة لعودة العلاقة بين البلدين، بعد أربع سنوات من شبه القطيعة.


ويقول مراقبون إن إيران تمسك في يدها اليمنى غضن الزيتون مطالبة بالسلام مع العالم الغربي، وباليد الأخرى حجرا لم يظهر خلال السنوات الماضية والتصريحات السابقة، سوى أنه من ورق، فكل التهديدات بالضرب به ذهبت أدراج الرياح، وهي اليوم تحاول أن تتمسك به، على الرغم من تصريحاتها بإسقاطه.

وتدرج وسائل إعلامها تهديدات ترفع سقفها إلى الجيش الأمريكي، وتعرض بين الفينة والأخرى أسلحة من صنعها تباهي فيها المنطقة، لكنها تنزل في المفاوضات إلى تعرية برنامجها النووي الذي حلمت به، ووضعته في الدرج، على الأقل إلى أن تأمن عقوبات الغرب.

وظهرت اللغة الدبلوماسية بشكل أكبر بعد سنوات من الهتاف "الموت لأمريكا"، بتصعيد رئيس إصلاحي رضي عنه المرشد الأعلى علي خامنئي، في محاولة لحلحلة اقتصادها.

وأعادت بريطانيا افتتاح سفارتها في طهران الأحد في مؤشر واضح على مدى تحسن علاقات الغرب مع ايران منذ قيام محتجين باقتحام مجمع السفارة قبل نحو أربع سنوات.

وتابع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند رفع علم بريطانيا في حديقة المقر الذي يعود تاريخ إنشائه إلى القرن التاسع عشر في العاصمة الإيرانية أثناء عزف السلام الوطني البريطاني. وفي عام 2011 أحرق المهاجمون علم بريطانيا ونهبوا مقر السفير.

وقال هاموند "تمثل مراسم اليوم نهاية مرحلة في العلاقة بين بلدينا وبدء مرحلة جديدة -مرحلة أعتقد أنها تبشر بالأفضل".

وقال إنه بعد فترة تدنت فيها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الى مستوى منخفض تحسنت العلاقات "تدريجيا" منذ انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني عام 2013 .