سياسة عربية

النظام السوري يحول سينما باللاذقية إلى معتقل كبير

المعتقل قريب للأحياء المعارضة في اللاذقية - (أرشيفية) أ ف ب
كانت في السابق مكانا يلتقي فيه العائلات والأطفال يشاهدون "أفلام الكرتون، توم وجيري" لكن الثورة حولتها إلى مكان تنطلق منه الصرخات التي تسببها أيدي السطلة الحاكمة في سوريا، تعود الجميع على أسماء سجون عريقة، ولها تاريخ في التعذيب لكنها بعيدة عن أعين أو مسامع الناس من عامة الشعب، وسط مدينة اللاذقية حول النظام السوري سينما أوغاريت إلى معتقل كبير يحيط به رجال الأمن من كل جانب لا يملك المدنيون إلا أن يسمعوا أصوات التعذيب والآهات التي تخرج من داخل السينما "المعتقل الجديد".
 
أحد نشطاء المدينة ويلقب بمهند العبد الله قال في تصريح خاص لـ "عربي 21": لا يمكن لأحد الاقتراب من المكان فقط يمكن للمرء أن يسمع، ولا يحق له التكلم لأنه إذا تكلم سينتقل إلى داخل هذا المكان، وسيسمع الجميع صوته في الخارج، ولن يكون أحد قادر على فعل أي شيء. 

ويشير ناشطون إلى أن النظام السوري عمد في الآونة الأخيرة إلى إفراغ المعتقل من السجون بضغط من التجار الذين تتجاور متاجرهم مع المعتقل، وهذا تسبب بوقف الحركة الشرائية، عدا عن الأصوات المخيفة التي تصدر من الداخل، حيث تقع السينما في أحد أبرز الشوارع الرئيسية المتاخم لسوق الذهب.

ويشرف على المعتقل العديد من أفرع الأمن أبرزها الأمن العسكري، والأمن السياسي كما ويعد المعتقل هذا قريبا للأحياء المعارضة في اللاذقية، وأبرزها حي الصليبة، والرمل الجنوبي.
 
وأشار ناشطون إلى أن جميع المعتقلين يتم تحويلهم إلى سجون رئيسية أخرى بعد أن يتم توجيه تهم لهم، والعديد من أبناء اللاذقية الذين سجنوا داخل هذا المكان رفضوا إعطاء أي تصاريح أو حتى شهادات عن التعذيب خوفا من الاعتقال مرة أخرى، وأكد الناشط مهند أن حالة الخوف لدى السكان جعلت كل زائر لهذا المكان يعتقد أنه هو الوحيد، وسيتم اكتشاف أمره فور إعطائه معلومات أو تصريح.
 
تحيط بالمكان براميل مليئة بالأتربة تشبه الحواجز الكبرى بين الدول المتحاربة، لكن المفارقة هنا أنها وسط مدينة خرج أهلها يطالبون بالحرية، وهم ذاقوا طعم الطغيان على مرور أربعين عاما، والجدير للانتباه أن هذه البراميل ملونة بالألوان الأحمر والأصفر كي لا تكون ملفتة للانتباه خصوصا لأي زائر غريب.
 
شهدت مدينة اللاذقية أبرز مدن الساحل السوري العديد من المظاهرات التي نادت بالحرية قابلتها أجهزة النظام ببندقية تحمل رصاصا حيا في طياتها، استقرت معظم هذه الرصاصات في صدور شبان المدينة، عدا عن اعتقال المئات منهم وحرم ذويهم حتى من حق معرفة المصير، الأمر الذي رفع جدران الخوف في من بقي من السكان السنة المعارضين، وباتوا يفكرون ألف مرة في أي فعل مناهض للسلطة الحاكمة.