مقالات مختارة

هل سيتم وضع حافلة سير حزب العدالة والتنمية في كراج التعمير؟

1300x600
كتب محمد تازكان: حافلة سير حزب العدالة والتنمية عملت لمدة 13 عاما متكاملة في مجال الحكم المنفرد. هذه الحافلة في بعض الأحيان أسرعت بسرعة البرق إلى أن وصلت إلى الغيار الخامس، وفي بعض الأحيان أبطأت بسرعة الضفدع إلى أن وصلت الى الغيار الأول، وفي بعض الأحيان تراجعت بشكل كبير عن طريق وضع غيار الرجوع للخلف، كما هو الحال اليوم.

يبدو أن حافلة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة تعرّضت لحادث طفيف أَرجع نسبتها الانتخابية 9 نقاط. يُقال إن حافلة حزب العدالة والتنمية تعرّضت لهذا الحادث لتعطينا إيعازا بأنها تحتاج إلى تعمير جديد وإعادة تحديث لتغيير بعض القطع (الأفكار والسياسات) المحتاجة للتغير والتحديث.

ماهي المشكلة الرئيسة في حافلة حزب العدالة والتنمية؟

بحسب نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية محمد علي شاهين، فإن هناك مشكلة كبيرة في انخفاض مستويي السحب والدفع الخاصين بالحافلة. يبدو أنها بحاجة لإحداث بعض التغييرات في المحرّك وبعض قطع إمدادات الطاقة الخاصة بها. حزام المروحة الخاص بتوفير التهوية "السياسية" المناسبة للحافلة يعاني من بعض التراخي، والحافلة تتحرّك يمينا ويسارا بشكل غير مستقر وتحتاج إلى موازنة عجلات (خارطة طريق وسياسة جديدة).

يبدو أن الحافلة تعبت بشكل كبير من خلال العمل على الطريق نفسه وبالقطع نفسها، وأصبحت بحاجة شديدة إلى التعمير والتجديد. والغريب في الأمر هو قيام الراكب "الناخب" بتنبيه حزب العدالة والتنمية إلى القطع الهرمة الموجودة داخل حافلة مسيره.. الناخب قال لحزب العدالة والتنمية، إن "عليك أن تسحب السيارة إلى اليمين، وبعد ذلك أن تعطي الحزب بعض التعليمات":

"أعد إعمار حافلتك ولكن لا تسر وحدك بشكل منفرد، بل شارك أصدقاءك من السائقين، لأنهم سيساعدونك بشكل كبير. في بعض الأحيان قد تنعس أو قد تنغلق عيناك، أو قد تضغط على دواسة الوقود بدلا من المكابح، أو قد تحيد عن الطريق على الفور.. فستجد من ينبهك".

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل سيكفي تعمير هذه الحافلة عن طريق الحكومة الائتلافية؟

أعتقد أن الجواب "لا"، وذلك لأن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية بنفسه أفاد بأن الحافلة بحاجة إلى عدة إصلاحات داخلية تغيّر فيها الكثير لكي ترجع إلى حالتها الطبيعية، وتستعيد فكرة استيعاب جميع الركاب، بـ"إعطاء مجال للسياسة التعددية والأفكار المختلفة" دون تمييز أو إقصاء، ولتهتم بالراكب التركي ومصلحته كأهم راكب يركب الحافلة.

هناك الكثير من الإصلاحات التي تحتاجها حافلة مسير حزب العدالة والتنمية.. والسؤال الذي نستطيع طرحه هو: هل يستطيع أحمد داود أغلو إصلاح هذه الحافلة بشكل كامل؟

(عن صحيفة "ميليات" التركية- ترجمة وتحرير: تركيا بوست، خاص لـ"عربي21")