سياسة عربية

من المنتصر مع مرور الأيام الأولى من معركة الزبداني؟

صورة للدمار الهائل الذي أحدثته البراميل المتفجرة التي يلقيها الجيش السوري فوق الزبداني
خلال أقل من يومين، تحولّت مدينة الزبداني السياحية، المعروفة بطبيعتها الخلابة، إلى أسخن بؤرة للمعارك في سوريا، حيث يخوض قرابة الألف وخمسمائة من الثوار معارك عنيفة ضد قوات النظام، ومليشيات حزب الله اللبناني.

وتعد الزبداني من أكثر المدن استراتيجية في سوريا، حيث لا تبعد عن العاصمة دمشق سوى 45 كم، من جهة الشمال الغربي، وهو ما اضطر جيش النظام في بداية الثورة لإحكام السيطرة عليها، ونصب أكثر من 150 حاجزا حولها.

كما تعد الزبداني إحدى المدن الحدودية، حيث تبعد عن الحدود مع لبنان 8 كم فقط، وتقع قرب الطريق الدولي الذي يربط دمشق، ببيروت.

وبالرغم من السيطرة المطلقة للثوار على مدينة الزبداني منذ ثلاث سنوات، إلا أن الحصار المفروض عليها وقف حاجزا أمام فصائل المعارضة للتمدد إلى مناطق أخرى.

وبالانتقال إلى معركة "البركان الثائر"، التي أطلقها الثوار منذ أسبوع، ردا على قصف ضد حزب الله، وقوات الأسد للزبداني، نجد أن الحزب يعاني بشكل كبير منذ اليوم الأول من المعركة، حيث تفيد تقارير بأن قتلاه قاربوا على الخمسين، بينهم عدد من الضباط والقادة.

ويبدو التفاؤل واضحا على السوريين المعارضين للأسد بالنصر في الزبداني، لا سيما أن الخلافات بين فصائل الجيش الحر، والفصائل الإسلامية مثل جبهة النصرة، وأحرار الشام، وغيرها معدومة بالكامل منذ اليوم الأول للمعركة.

بينما تزعم صفحات "حزب الله" أن مقاتلي الحزب سيطروا على جميع المرتفعات المحيطة بالزبداني، ما مكّنهم من شلّ حركة الفصائل السورية المعارضة، إلّا أن الثوار ينفون تلك المزاعم باستمرار، ويؤكدون أن "الكفة تميل لصالحهم".

وتوعّد "أبو مالك التلي"، أمير تنظيم جبهة النصرة في القلمون، قوات النظام، وحزب الله بالهزيمة في الزبداني، قائلا في كلمة صوتية نُشرت الأربعاء: "إلى حزب اللات المجرم، الموعد بيننا في ساحات الوغى، وميادين القتال".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه أحصى تدمير دبابة لقوات النظام وخسائر بشرية في صفوفها، فيما أسقط الثوار طائرة لحزب الله فوق سماء الزبداني.

وقال ناشطون إنهم أحصوا أكثر من 300 برميل متفجر، سقطت على المدنيين في الزبداني خلال ثمانية أيام فقط، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، جلهم من الأطفال والنساء، وفق قولهم.

وبحسب موقع "جنوبية" اللبناني، فإن قرار حزب الله وقوات النظام السوري بإطلاق معركة الزبداني، جاء لأهمية المدينة الاستراتيجية، وأضاف: "باتت اليوم هذه المعركة امتدادا لمعركة القلمون".

وتابع الموقع الشيعي المعارض لسياسات "حزب الله": "ففي وقت لا تزال معارك جردود القلمون يعجز حزب الله عن حسمها، على طول الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، يبدو أنّ الحزب قرّر إطلاق معركة الزبداني كامتداد لمعركة القلمون الغربي "في الداخل السوري، غرب الطريق الدولي الذي يربط دمشق بحمص، والقلمون الشرقي، شرق الطريق الدولي، وصولا إلى سلسلة الجرود التي تفصل البلدين".

وعلّق الخبير الاستراتيجي الأردني، العميد المتقاعد فايز الدويري، على تطورات معركة الزبداني، قائلا: "صمود مقاتلي الزبداني مدعاة فخر، ولكنهم بحاجة للتعزيز والمساعدة، انتصارهم في هذه المعركة له تداعيات إيجابية على الثورة السورية".

وتشير التحليلات إلى أن صبر قوات النظام بدأ بالنفاد، وهو ما تأكد عبر الصورة المسربة التي نشرتها صفحة "دمشق الآن" الموالية للأسد، وتظهر "بطاقة أمان"، سيقوم طيران الجيش بإلقائها فوق الزبداني، لحث الثوار على تسليم أنفسهم.

وبحسب الصورة التي اطلعت عليها "عربي21"، فإن "حامل هذه البطاقة يسمح له بعبور حواجز الجيش العربي السوري، ونضمن له حسن المعاملة، والعودة إلى أهله بعد تسوية وضعه لدى الجهات المختصة!".
 
وحول الأيام المقبلة من المعركة، قال مراقبون إنه "في حال لم تأت مساندة عاجلة للثوار المتواجدين داخل الزبداني، فسيضطر المقاتلون داخلها إلى البحث عن مخرج من المعركة، لا سيما أن أجراس خطر "المجاعة" بدأت بالدق.