ملفات وتقارير

في حديثة العراقية.. خلافات بين الصحوات وصراع على المصالح

تقول المصادر إن قيادات الصحوات طلبت عدم فتح معبر الخروج أمام الأهالي - أرشيفية
تتبنى الولايات المتحدة سياسة معلنة تتمحور حول عدم التفريط بسد حديثة في العراق، وأنها ستقوم بالمستحيل لمنع سقوطه، أو سقوط المدينة بيد تنظيم الدولة، لكن وقائع سقوط مدن أكثر أهمية من حديثة، يفند هذه الرؤية. وثمة رأي آخر يقول بأهميتها نظرا لقربها من قاعدة عين الأسد التي يتواجد فيها عشرات المستشارين، والمدربين، الأمريكيين، لكن أيضا هذه الرؤية تفندها سقوط مدينة هيت الأكثر قربا من قاعدة عين الأسد.

وفي كلّ الأحوال، يُعتقد أن صمود مدينة حديثة، ليس بسبب الموقف الأمريكي، وإن كان التحالف الدولي يمثل عاملا مهما، لكن الوقائع الميدانية تشير إلى أن صمود المدينة بالدرجة الأولى نتيجة متوقعة لصمود أبنائها والدفاع عنها تحت مسمى الصحوات، ونتيجة للاهتمام الاستثنائي للحكومة العراقية بتوفير الدعم والإسناد بشكل أكبر بكثير من أيّة مدينة عراقية أخرى.

الصراع على المكاسب المادية يظل الهاجس الأكبر الذي يؤرق وحدة صف الصحوات العشائرية التي تدافع عن المدينة، وقد شهدت الأيام القليلة الماضية "خلافات حادة بيت الفرعين الرئيسيين من عشيرة الجغايفة حول منصب القائمقام"، كما يقول مصدر عشائري من عشيرة الموالي لـ"عربي21"، رفضا الكشف عن اسمه.

ويدور الصراع بن فرع البوخلف الذي يسعى "للإبقاء على المهندس عبد الحكيم الجغيفي، رئيس المجلس المحلي، في هذا المنصب الذي شغله بعد هروب القائمقام باسم ناجي أواخر حزيران/ يونيو 2014، وفرع البوحويش الذي ينتمي له الشيخ ناظم عطا الله الجغيفي، القائد العسكري لقوات الصحوة التي يقودها الشيخ عواد سعيد عصمان الجغيفي"، وفق المصدر ذاته.

وأوضح المصدر أن "هذا الخلاف إلى قاد اشتباكات أدت في النهاية إلى انسحاب بعض مقاتلي فرع البوخلف من السواتر الأمامية للمدينة".

وذكر المصدر أن أسباب هذه الخلافات "لا صلة لها بقتال تنظيم الدولة، أو كميات الأسلحة الموزعة عليهم من الحكومة العراقية".

من جهته، أفاد مصدر مطلع في قاعدة عين الأسد القريبة، من مدينة حديثة، بقيام شيخ عموم عشيرة الجغايفة، عواد سعيد عصمان الجغيفي، بزيارة إلى قاعدة عين الأسد، ولقاء قائد قوات الجزيرة والبادية بالوكالة، اللواء علي دمعون، مطالبا إياه بعدم السماح بفتح سيطرة السكران، المنفذ الوحيد للدخول إلى المدينة، أو الخروج منها".

ويضيف المصدر المطلع لـ"عربي21"، أن الجغيفي قال بالحرف الواحد: لو تنطبق السماء على الأرض لن نسمح بخروج العوائل من حديثة، حيث سيكون هذا حكم بالموت المؤكد على عشيرة الجغايفة، وستتم إبادتنا على يد تنظيم الدولة، وقد استجاب اللواء دمعون الذي أمر بإلغاء قرار فتح منفذ السكران".

لكن ثمة رأي آخر تَمّ استنباطه من خلال أحاديث عدّة أجرتها "عربي21"؛ مع مواطنين عاديين، أجمعوا على أن أسباب الخلاف في حقيقتها جاءت حول الخلاف على الاستسلام أو الاستمرار في قتال تنظيم الدولة، بعد تهديدات المتحدث الرسمي باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، الذي دعا عشيرة الجغايفة إلى الاستسلام أو جعلهم "مثلا للأجيال حتى يمر على حديثة فيقال كان هناك جغايفة"، كما جاء على لسانه في تسجيل صوتي استمعت إليه "عربي21".

وشهدت مدينة حديثة، حالة إفراغ كامل من تجارها الأصليين بالتهجير، أو الابتزاز العلني وإغلاق محلاتهم، وفرض رسوم عالية على توريد البضائع، وغيرها من الأساليب التي تطال الذين "يرفضون إعلان بيعتهم وولائهم لصحوة الجغايفة والحشد الشعبي، الذي حصر تجارة المواد الغذائية بأحد قادة الصحوات المعروف باسم، حافظ الزين الجغيفي"، على حد قول مصدر عشائري كان يمارس التجارة منذ ثلاثين عاما، حسب قوله لـ"عربي21".

ويقول المصدر إن الجغيفي "يمارس احتكار البضائع وبيعها بأسعار عالية جدا، فيما يوفر الحشد الشعبي الحماية الأمنية لإسطوله البري، وهو الأسطول الذي بناه من اغتصاب سيارات تجار حديثة"، حسب قول المصدر.
 
 ويضيف المصدر أنّ مجلس الوزراء العراقي "كان قد أصدر تعميما يخول مقاتلي صحوة الجغايفة والحشد الشعبي بالاستحواذ على السيارات الحكومية لتسهيل مهمة مواجهة تنظيم الدولة، وتم توزيعها على شباب عشيرة الجغايفة بعد رفع اللوحات الحكومية عنها"، حسب قوله.