مقالات مختارة

خطران.. والقلعة الأخيرة تركيا

1300x600
كتب يوسف قابلان: المشهد أولا، وبعد ذلك النظرية والمشهد.. المشهد هو أن العراق وأفغانستان احتلّتا، وباكستان حُوّلت إلى خرقة شبه بالية، ومصر أُسقطت، وسوريا واليمن دُمّرتا واستغلتا لبناء أكبر منطقة عازلة دولية.

التاريخ يعلو فقط فوق أجنحة الرجال

جنوب تركيا أصبح محاصرا بنيران شرسة ومن أسلحة جماعات متنوعة. الداخل التركي مليء بالشبكات الخطيرة الخاضعة لقيادات من الخارج، وتركيا تقاوم في الخارج والداخل. تركيا تحاول صد جميع الفخاخ المنصوبة لها. وفي هذه الحالة أردوغان يلعب دورا تاريخيا ويقاوم، ولكن يقاوم وحده.

ومن أجل ذلك أصبح أردوغان هدفا مُستهدفا من قبل النظام العالمي ودُماه. أردوغان فقط هو من يقاوم ويحاول أن يدافع عن المظلومين في أنحاء العالم. لقد قلت قبل ذلك، وأريد أن أذكّركم مرة أخرى، إن التاريخ يعلو فقط فوق أجنحة الرجال، فقط الرجال هم من يلبسون قمصانا من نيران ويغيّرون تدفق التاريخ.

مشروعان خطيران

يوجد هنا أمران يُراد تنفيذهما؛ وهذان الأمران يعود تاريخهما إلى السبعينيات، عندما خطّ هنري كسينجر وبرنارد لويس نظريات خاصة بالعالم ككل.. هذه النظريات ولدت بعد عدم قدرة العالم الغربي على إخضاع العالم الإسلامي بالقوة، واعتمدت هذه النظريات على مشروعين أساسيين، الهدف منهما ترك العالم الإسلامي ضعيفا ومقطّعا، ويعملان على منع مد الحضارة الإسلامية.. هذان المشروعان هما:

 1ـ "إسلام ضد الإسلام"..

 2ـ و"النتيجة الطبيعية للمشروع الأول وهي تقوية العالم الشيعي ضد العالم السني عن طريق فك العمود الفقري للأخير".

مصر سقطت.. حان دور تركيا في السقوط

هناك عمودان فقريان أساسيّان للعالم الإسلامي في الدنيا، هما مصر وتركيا. الغرب يدعم السعودية بشكل مباشر ويدعم الإيرانيين بشكل غير مباشر، وبالطبع، فإن هذا الدعم الهدف منه فك العمود الفقري للعالم السني. من أجل هذا هم يحاصرون تركيا ويحاولون خنق الإخوان في مصر. والإخوان في مصر يخوضون تحدي استقلال أساسي سيحدّد مستقبل العالم الإسلامي أجمع.

الغرب من أجل ذلك يريد قطع طريق مصر؛ فسقوط مصر يعني استمرار سيطرة الغرب على العالم السني بكل أريحية. 

إذا فُك العمود الفقري السني..

لماذا تعتقدون بأن الطريق فُتحت أمام الفكر الديني لبعض الدول دون أي اعتراض من الغرب؟ ولماذا تعتقدون بأن الفكر الشيعي هو الفكر الوحيد المفتوحة أمامه الطريق؟

في هذا الموضع، أعوذ بالله من عمل أي تحليل مذهبي أو التفريق بين المسلمين.. هدفي من هذا المقال هو فقط لفت الانتباه إلى الخطر المحدق الذي يهددنا؛ فالغرب يخطّط لتقسيم العالم الإسلامي إلى قسمين متناحرين، ولهذا السبب شرعوا في تطبيق مشروع "إسلام ضد الإسلام". سيحاولون نشر الفتنة القومية والقبلية والعرقية والمذهبية في العالم الإسلامي، وسيوقعون بين المسلمين.

الهدف من ذلك: هو فك العمود الفقري للسنة في العالم الإسلامي؛ ففك العمودي الفقري السني يعني القضاء على النهج الصحيح حول العالم، وهذا يعني أن الحاجز الأكبر أمام النظام العالمي تم التخلّص منه.

عن صحيفة "يني شفق" التركية- ترجمة وتحرير تركيا بوست، خاص لـ"عربي21")