مقالات مختارة

ماذا تنتظر تركيا لتضرب داعش؟

1300x600
داعش نفذت جريمتها الأخيرة خلال شهر رمضان، هاجمت المدنيين العزل في كوباني، أهدرت العديد من دماء المدنيين الأبرياء، مشكلتنا وآلامنا كبيرة، والمشكلة الأكبر هي قيام العديد من أصحاب ضخ الفتنة والنزاعات بالتلاعب وتغيير الأحداث على حسب مصالحهم.

وهذا ما قامت به زعيمة حزب الشعوب الديمقراطية المشاركة "فيجان يوكسك داغ"، التي تعدت جميع القواعد السياسية والحقوقية واستخدمت الأساليب التحريضية قائلة "فلتثبت تركيا بأنها لا تدعم داعش". نعم هذا ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية بالضبط عندما اتهمت تركيا بدعم نظام صدام حسين في قصفه للأكراد دون الاستناد لأي إثبات أو دليل.

تفنيد ادعاءات "يوكسك داغ"، وغيرها الكثير من المحرضين على تركيا وحكومتها، جاء من ميدان المعركة نفسه حيث أعلن الناطق باسم حزب الدفاع الشعبي "الكردي" رادور خليل، في تقرير صحفي له مع قناة الجزيرة، بأن "ليس هناك أي اثبات أو دليل بأن هناك مقاتلين أو دعم أتى من تركيا لداعش"، وأضاف بأن "مقاتلي داعش هجموا على كوباني من الغرب ومن الجنوب أي من الداخل السوري".

وكما قال المحلل السياسي والكاتب التركي "جنغيز ألجان"، "يجب على الحركة الكردية قبل تركها السلاح أن تترك الكذب والإفتراءات التي تزيد من شعلة الفتنة في تركيا"، وعلى كل حال يجب علينا ترك السياسيين الذين يصنعون الكثير من الكذب والافتراءات التي تذكي نار الفتنة بين الشاب التركي والكردي وننتبه للحقائق السياسية الموجودة على أرض الواقع، لأن هناك الكثير من الذين يريدون نقل المجازر الدموية لدولتنا العزيزة، ولكن نحن يجب أن نعلنها بأننا لن نقبل بتدفق الدماء من جديد جراء الاقتتال الداخلي في تركيا.

وبعد هجمات تنظيم الدولة الشرسة على كوباني، تم إحضار الجرحى إلى المستشفيات التركية على الفور، وتمت معالجتهم في هذه المستشفيات، وهذا ما تم فعله بالضبط أثناء الاشتبكات السابقة.

وأفاد رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، في تعليقه على الهجمات، أن تركيا تدين "وبشكل قوي هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين الأبرياء، ونعلن أنه إلى يومنا هذا لم نغلق بابنا أمام أي أحد يريد مساعدتنا ويلجئ لأرضنا ولن نغلق أبوابنا ولن ندير ظهورنا لهم، كما أننا لن نسمح لأحد بأن يتهم تركيا بأنها دولة تدعم الإرهاب". تركيا هي أول دول هاجمتها منظمة "داعش"، وكما أن تركيا هي أول دولة أعلنت بأن تنظيم الدولة "منظمة إرهابية"، وعلى الرغم من معارضة المعارضة لمرور قوات البشمركة من تركيا لكوباني لطرد التنظيم، فقد حاولت تركيا بكل الوسائل السماح لهم بالمرور لمواجهته. ويجب ألا ننسى بأنه في ظل أحداث كوباني تم استقبال أكثر من 100 ألف كردي كضيف في مخيمات تركيا الإنسانية.

الآن ما يجب على تركيا فعله هو اتخاذ إجراءات جدية ضد التهديد المسمى ب"داعش"، الذي يهدد حدودها الجنوبية بشكل جدي، يجب على تركيا مناقشة موضوع التدخل العسكري الجاد ضد هذا التنظيم. وسيفيد هذا التدخل تركيا كثيرا في تفنيد الدعاية السياسية الظالمة المحاكة ضدها والتي تفيد بأنها تدعم داعش، وفي ذلك الحين سنرى حزب الاتحاد والديمقراطية الكردي" البي يي دي"، وحزب الدفاع الشعبي "اليي بي جي" أي نوع من الكذب والافتراءات سيستخدم؟.