ملفات وتقارير

ابتهاجا برمضان.. أحياء القدس تكتسي بالزينة والمصابيح (صور)

المقدسيون يستحدثون في كل عام أفكارا جديدة مستوحاة من تصاميم إسلامية عربية
تزينت أحياء البلدة القديمة في القدس، ابتهاجا بقدوم شهر رمضان، وتأكيدا من أهلها على طابعها العربي الإسلامي، الذي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى طمس معالمه.

في حي السعدية بالقدس؛ كان إياد جبر (43 عاما) منشغلا بالإشراف على تعليق "الشباب" في لجنة الحي؛ حبال الزينة، والمصابيح، بأشكالها وألوانها الوضاءة، فيما تنافس قرابة 30 شابا آخرين؛ على تنظيف أرجاء الحي، ووضع لافتات الترحيب في الطرق وعلى الجدران.

وقال جبر لـ"عربي21" إنه "في كل عام تكون الزينة أجمل، وهمة الشباب في تزيين أحياء القدس أعلى"، وتابع: "نحاول أن نثبت المظهر العربي الإسلامي الأصيل لمدينة القدس، وأحيائها القديمة، رغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي تغييبها".

وأضاف أن المقدسيين يستحدثون في كل عام "أفكارا جديدة؛ مستوحاة من تصاميم إسلامية عربية، ما يخلق حالة من التنافس على إظهار روعة وجمال المدينة المقدسة، وتحررها من مضايقات جنود الاحتلال، الذين لا يألون جهدا في العمل على تبديد فرحة أهالي القدس بالشهر الكريم".

تحضيرات

ويجري فريد الباسطي (44 عاما) وفريقه في لجنة حي باب حطة بالبلدة القديمة؛ استعداداتهم لاستقبال شهر رمضان منذ 40 يوما.

يقول الباسطي إن "تزيين الأحياء تقليد سنوي نتحدى به رغبة الاحتلال بطمس الروح الإسلامية والروحانية الرمضانية لمدينتنا".

وأضاف لـ"عربي21" أن "صغر مساحة الحي، وملاصقته للمسجد الأقصى المبارك؛ تجعله مثل كرنفال بهيج، يعطي مجالا للشباب المتطوعين لينفذوا أفكارا إبداعية في تزيين الحي، حيث إنها تكون أقل تكلفة من تنفيذها في أحياء كبيرة المساحة"، مشيرا إلى أن "شباب حطة؛ غالبا ما يعمدون إلى شراء الزينة بأموالهم الخاصة".

وأشار إلى أن "حلة التزيين تختلف من عام إلى عام في الشكل والكمية، غير أن مضمونها واحد، وهدفها التأكيد على طابع المدينة وتراثها الإسلامي في شهر رمضان تحديدا، كونه يتزامن تقريبا مع عيد الأنوار لدى اليهود، الذي تحاول فيه دولة الاحتلال إظهار الطابع اليهودي للمدينة، وسلخها عن واقعها العربي والإسلامي حضاريا وتاريخيا".

مضايقات

وحول المضايقات التي يتعرضون لها أثناء تزيينهم أحياء القدس؛ قال الباسطي إن عشرة من الإسرائيليين هاجموا ابنه أمير (17 عاما) بينما كان يهم بتعليق الزينة بين بوابة المسجد الأقصى والحي، وقامت شرطة الاحتلال باعتقاله مع ابن عمه خالد (16 عاما)، موضحا أن "هذه المضايقات والاعتقالات ليست الأولى من نوعها، وإنما هي مستمرة منذ زمن بعيد".

واستذكر المرة الأولى التي تم خلالها استهدافهم من قبل جنود الاحتلال في عام 2000، قائلا: "حدثت مواجهات عنيفة حينئذ، واعتقل العديد من المقدسيين، وتم إخضاعهم للتحقيق بهدف إجبارهم على الكف عن تزيين البلدة القديمة في شهر رمضان".