سياسة عربية

الفصائل المسلحة في سوريا تتهم الوحدات الكردية بالتطهير العرقي

سكان تل أبيض العرب والتركمان هجروا باتجاه تركيا - الأناضول
اتهمت فصائل إسلامية، وأخرى مقاتلة تابعة للمعارضة السورية المسلحة، اليوم الاثنين، قوات وحدات حماية الشعب الكردي بتنفيذ حملة تطهير عرقي وطائفي بحق "العرب السنة والتركمان" في ريف محافظة الحسكة الغربي وتل أبيض، بغطاء جوي من قوات التحالف.

وقالت الفصائل في بيانٍ مشترك لها، إن "قوات من وحدات حماية الشعب الكردية "YPG" التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي "PYD" قامت بتنفيذ حملة تطهير عرقي وطائفي جديدة بحق العرب السنة والتركمان في ريف الحسكة الغربي وتل أبيض".

وأضاف البيان أن هذه العمليات تجري "تحت غطاء جوي من قوات التحالف التي ساهمت بالقصف لترويع المدنيين ودفعهم إلى هجرة قراهم".

وتابع البيان: "تأتي هذه الخطوة استكمالا لمخطط تقسيم تعمل عليه أطراف محددة على رأسها حزب العمال الكردستاني "PKK" المصنف كمنظمة إرهابية بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية، في خطوة ستكون كارثية على مستقبل سوريا والمنطقة".

وختم البيان بالقول: "بناء على ما سبق، فإن الفصائل الثورية المسلحة الممثلة لإرادة الشعب السوري تعلن الآتي:

1- التأكيد على أن وحدة أراضي سوريا خط أحمر لا نسمح بالمساس به تحت أي ظرف، وأن الشعب السوري بأكمله سيقف في وجه أي مشروع تقسيمي.

2- إن العرب والكرد في سوريا تجمعهم رابطة الإسلام الحنيف وشراكة الوطن والمستقبل، حيث انخرط الإخوة الكرد في مختلف الفصائل المقاتلة وكانت لهم أيادٍ بيضاء في ثورتنا إلى جانب إخوانهم العرب، فهم جزء أساسي من ثورتنا ومجتمعنا، ونهيب بالوطنيين منهم أن ينحازوا إلى الثورة ومبادئها.
 
3- ندين صمت وتواطؤ المجتمع الدولي في مؤامرة جديدة على الشعب السوري، فلم يُسمع أي اعتراض أو تنديد بجرائم الـ"PYD" العميلة التي خرقت عدة بنود من ميثاق المحكمة الجنائية الدولية واتفاقية جنيف الرابعة بخصوص حماية المدنيين والاتفاقية الدولية المتعلقة بجرائم الإبادة الجماعية، وكلها جرائم تجعل من هذه المنظمة العميلة للنظام السوري منظمة إرهابية وفقا للقوانين الدولية، إلا أن اهتمام المجتمع الدولي ينصب حصرا على تصنيف الجماعات السنية العربية.

4- لن نقف مكتوفي الأيدي أمام حملة التلاعب بديموغرافية بلدنا والتطهير العرقي والطائفي الذي يتعرض له أهل سورية من العرب السنة، والذين كانت لحماقات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وتصرفاته المشبوهة وغدره بالمجاهدين دور بارز فيه.

5- إن قوى الثورة السورية المدنية والعسكرية سترد بحزم على كل المتورطين في هذا العمل الإجرامي، ولن نسمح بالتفريط بحقوق أهلنا ومطالبهم ووحدة ترابهم".

على صعيد متصل كانت وحدات حماية الشعب الكردي "YPG" قد أصدرت بيانا، فندت فيه الاتهامات الموجهة لها بارتكاب "انتهاكات وتعديها على الآخرين".

وأكدت الوحدات الكردية في بيانها أن من يلقي بهذه الاتهامات إنما "يحاول تجميل صورة تنظيم الدولة الإسلامية والتهوين من إرهابه، وشرعنة بقائه في المنطقة، وأنها وجهت نداءا للنازحين بعدم النزوح إلى خارج الحدود، والتوجه إلى المدن والمناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية على أن تقوم الوحدات بتأمين حياتهم ومستلزمات العيش لهم".

ومضى البيان بالقول "تواصل قواتنا تحرير مناطق جميع مقاطعات روج آفا (غرب كردستان) من دنس "داعش"، فمن تحرير تل براك وتل حميس وريف مدينة قامشلي الشرقي، مرورا بحوض الخابور وجبل كزوان (عبد العزيز) في ريف مدينة الحسكة الغربي، وصولا إلى بلدة سلوك وأطراف مدينة تل أبيض في الريف الشمالي لمدينة الرقة. عشرات آلاف الكيلومترات من الأراضي والقرى والبلدات استطعنا تحريرها من إرهاب "داعش" مع انسجام وفرحة كبيرة من أهل المنطقة بكافة مكوناتهم المختلفة".

من جهته، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قبل يومين بأن فصائل إسلامية في المعارضة السورية طردت مقاتلي تنظيم الدولة، من بلدة تقع شمال محافظة حلب، قرب الحدود التركية، حيث يحاول التنظيم قطع نقطة إمدادات أساسية للفصائل الإسلامية.