ملفات وتقارير

"المهدي المنتظر".. مليشيات دموية لـ"تعجيل الفرج"

يعتقد الشيعة أنّ ظهور المهدي يمثِّل آخر حلقة من حلقات الصراع بين الحق والباطل ـ أرشيفية
رغم الغموض الذي يكتنف الروايات الشيعية حول سبب اختفاء الطفل ذي الخمس سنوات في مدينة سامراء العراقية قبل ما يزيد على الـ1000 عام؛ فإنهم ما زالوا يعلقون آمالهم ويبنون أحلامهم وخيالاتهم عن النصرة والأمجاد على هذا "المخلص" الذي بدت علامات نفاد صبرهم على انتظار ظهوره واضحة جليّة... إنه "المهدي المنتظر".

وبحسب الأدبيات الشيعية، فإن هناك علامات كثيرة لظهور المهدي، أهمّها كثرة القتل والدماء وانتشار الفساد في الأرض. 

يعتقد الشيعة الإمامية أن إمامهم الثاني عشر، محمد بن الحسن العسكري، المولود سنة 255 هجرية، دخل في غيبتين، يسمون الأولى منهما "الغيبة الصغرى"، والتي بدأت بعد وفاة والده الإمام الحسن العسكري سنة 260هـ، حين كان عمره خمس سنوات، واستمرت إلى سنة 329هـ، فتكون مدتها 69 عاما.

أما الغيبة الثانية – وفق عقائد الإمامية – فقد ابتدأت في سنة 329 هـ ولا تزال مستمرة حتى الآن.

ويعتقد الشيعة أنّ ظهور المهدي يمثِّل آخر حلقة من حلقات الصراع الدائم بين أهل الحقّ وأهل الباطل، ولذلك فلم يعد الشيعة يطيقون غيابه؛ ولم يعودوا يكتفون بالدعاء له بالقول "عجل الله فرجه"؛ بل إن الأمر تحول لديهم إلى هاجس دائم يستوجب منهم العمل على "إطلاق سراحه".

المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي يعطي الوصفة السحرية لظهوره في خطابه الأخير بذكرى وفاة الإمام الخميني، "فالتاريخ سيتغير إذا تحقق انتصار الشعب الإيراني، والأرض سوف تتهيأ لظهور مخلصهم، ولي الأمر والعصر".

العالم بحسب خامنئي "سيدخل في مرحلة جديدة"، ولكن ما طبيعة هذه المرحلة وما هي مواصفاتها؟ يجيب المرشد بالقول: "إن هذا الأمر يتوقف على عزمنا نحن ومعرفتنا". 

وهذه هي الحقيقة: "العزم" و"المعرفة" لدى الشيعة هي التي ستعجل بفرج المهدي المنتظر، ولكن ما هي هذه المعرفة وما هو ثمنها؟

وفي خطاب سابق لخامنئي، دعا أنصاره إلى "عدم الجلوس وذرف الدموع"؛ بل العمل على إعداد النفس من أجل التحول إلى "جنود لإمام العصر".

حسن نصر الله والوعد الإلهي


الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تحدث بمثل ما تحدث به خامنئي، ففي 31 تشرين أول/ أكتوبر تحدث نصر الله عن علامات ظهور المهدي، ودعا أنصاره لمواصلة العمل (القتال)، وعدم الانتظار لحين ظهوره.

ويرى نصر الله أن خروج المهدي سيكون حدثا عالميا، وأن البشرية تحتاج لأن تتحضر لتحقيق حلم الأنبياء في آخر الزمان، وهذا الأمر لا يمكن أن يتحقق بشكل مفاجئ وبلحظة واحدة، إنما يحتاج إلى علامات تمهد لحصول الوعد الإلهي. ومن وجهة نظره فلا بد من العمل على تحقيق هذا الوعد بالعمل الجاد والتمهيد لتحقيقه.

ويتحدث فقهاء الشيعة الإمامية عن ظهور المهدي، ويعتقدون أن ظهوره مرتبط بكثرة القتل والدماء وانتشار الفساد في الأرض. 

وإن كانت الدعوات الصريحة لبعض معمّمي الشيعة بنشر الفساد والإكثار من القتل لتعجيل ظهور المهدي لا تدين الشيعة عامّة؛ فإن ممارسات مليشياتهم على الأرض في كل من سوريا والعراق، ربما تظهر الوجه الحقيقي للأدوات والجنود الذين طالبت مرجعيات الشيعة وقادتها بإعدادهم وتجهيزهم لاستقبال إمامهم المنتظر.

جنود إمام العصر والوعد الإلهي المتمثل في المليشيات الشيعية لم يتركوا قرية سنية دخلوها في سوريا أو العراق أو اليمن إلا وقتلوا وسلبوا وأحرقوا، الأمر الذي دعا مؤسسة حقوقية مثل "هيومن رايتس ووتش" دعوة العالم للتصدي لهذا الإجرام وكبح جماحه.

ولم يقف الأمر عند الدماء وإزهاق الأرواح، فالأمر يحتاج مزيدا من التضحيات لدى الشيعة، وهو ما ظهر جليا حين عرض شباب شيعة عراقيون بيع أنفسهم على الإنترنت، لا من أجل دنيا ولا من أجل مال؛ بل من أجل تعجيل فرج الإمام المهدي وخروجه.

ربما يرى مراجع الشيعة وقادتها أن الحروب في سوريا واليمن والعراق ما هي إلا تمهيد لظهور المهدي المنتظر وحكمهم للأرض.

ويبقى السؤال: إذا ما تحقق السلام وتوقف القتل وتوقفت الفوضى، فهل سيظهر المهدي الذي تنتظره الشيعة الإمامية؟