سياسة عربية

إعلامي مصري: أعدموا كل الإخوان حتى لو كانوا 10 ملايين

قال إن جماعة الإخوان المسلمين لا تستحق أية فرصة - أ ف ب
دعا كاتب مصري، موال لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، إلى إعدام كل من ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر، حتى لو بلغ عددهم 10ملايين شخص، وفق وصفه.
 
وكتب الإعلامي والصحفي محمود الكردوسي مقالا بعنوان: "أعدِموهم.. فالمساواة فى الموت عدل"، بجريدة "الوطن"، الإثنين، اطلعت عليه "عربي21"،قال فيه: "بالقانون أو بالسياسة.. لا أستطيع أن أخفي سعادتي، وشماتتي في إعدام كل من ينتمي إلى عصابة الإخوان، حتى لو كانوا مليونا أو 10 ملايين".
 
ويأتي مقال الكردوسي ضمن عودة ملحوظة من كتاب السيسي وأذرعه الإعلامية لاستخدام أشد ألوان التنفير من جماعة الإخوان المسلمين، وكيل السباب والشتائم بالجملة إليهم، وتحميلهم كل عنف أو إخفاق يحدث في البلاد، في ظل حكم قائد الانقلاب، السيسي، في هذه الآونة، استباقا ليوم 30 حزيران/ يونيو المقبل، الذي تخشى أجهزة السيسي خروج أعداد غفيرة من المصريين فيه، للمطالبة برحيله، وإسقاط حكمه، وفق مراقبين.
 
وفي مقاله، تابع الكردسي تحريضه على الإخوان: "ملعون أبو أم القانون حين يقف عائقا دون إعدام هؤلاء القتلة، الخونة، أعداء الدين والوطن والإنسانية. ملعون أبو أم السياسة إذا كانت تقف عائقا دون إحساس كل مصرى محب لهذا البلد بالشماتة، والفرح، وهو يستيقظ على صورهم، وهم يزفون فى بدلهم الحمراء إلى نار جهنم".
 
جريمتهمم واحدة: إعادتهم للحياة السياسية

وتساءل الكردوسي: "عن أى جريمة عوقب -أو ينبغى أن يعاقب- هؤلاء الإرهابيون، الخونة؟".
 
وكانت الإجابة منه: "الجرائم -وفق القانون- كثيرة، والأدلة أكثر، والضحايا يشيرون إليهم من ثقوب أكفانهم. وبالمعيار السياسي جريمة واحدة، هي إقحامهم أو إعادتهم إلى الحياة السياسية بعد أن كان عبد الناصر قد قطع دابرهم، وشردهم في الأرض، وطهر مصر من دنسهم".
 
وواصل تساؤلاته: "من الذي أعادهم؟ من الذي أخرجهم من مواسير الصرف، وأطلقهم في الجامعات والنقابات والأحزاب ليضرب اليسار والناصريين؟ من الذي أعاد إنتاجهم جهادا، وجماعة إسلامية، وأرسلهم فى بعثات قتل وتكفير إلى جبال أفغانستان، ليرتدوا إلى صدورنا جحيما لا يُبقى، ولا يذر؟ من الذي استخدمهم فزاعة للغرب، وتركهم يتناسلون في العشوائيات، وفى عتمة الزنازين؟ من الذي قفز على تاريخهم الأسود، وسجلهم الإجرامي، وصنفهم "فصيلا وطنيا"، وأقنع شرائح واسعة من المصريين بأحقيتهم في الحكم؟
 
وتابع الكردوسي تهجمه على الإخوان، في صورة تساؤلات، فقال: "من الذي أدخلهم (ميدان) تحرير 25 يناير، وسلمهم زمام الثور فركبوا ثورته المجيدة، وألبسوها ثوب المؤامرة؟ من الذي أجلس خائنهم، محمد مرسى، على سدة الحكم، بحجة أن الخلاف معه ومع عصابته المجرمة.. سياسى؟ من الذى أفتى بأن دماءهم حرام، والحل الأمني لن يردعهم، ولابد من مصالحة تسمح باستيعابهم، وإعادة من لا تزال يداه نظيفتين إلى الحياة السياسية؟".
 
وواصل حديثه، محرضا على إبادة الإخوان، فقال: "لن تضار مصر إذا قطعت إصبعا من كفها قبل أن يتسمم الجسم كله، ولن تضار أيضا إذا لوحت للمتعاطفين مع هذه العصابة، والمستائين من حكم الإعدام، بحبل المشنقة. ليكن القضاء مسيسا. لتكن السياسة عشيقة للقانون في الحرام. ليكن تقدير القاضي، الذي أصدر الحكم، غشيما لا يقرأ العواقب. ليكن رد فعل العصابة مزيدا من التصعيد: لن يضيرنا أن تسقط من اللوح أسماء شهداء جدد، فهذا موعدهم مع الله. ولن يضيرنا أن تجرى فى النهر دماء جديدة. لقد تعودنا على الموت. أهلا بالموت، لكن المساواة في الموت عدل".
 
وحمل الكردوسي، جماعة الإخوان المسلمين مسؤولية الدماء التي تسيل كل يوم في الشارع المصري. وكشف عن نقمته على ثورة 25 يناير.
 
واختتم مقاله مواصلا تحريضه على الإخوان: "ليذهب العالم ورأيه العام إلى الجحيم. العالم لا يزال متوجسا مما يحدث فى مصر. العالم لا يزال يعتقد أن عصابة الإخوان تستحق فرصة. العالم يضغط على مصر بكل السبل لتعيد هؤلاء القتلة إلى المشهد السياسى. العالم لن يتركنا نهنأ بإعدامهم، والثأر لشهدائنا إلا إذا قطعت مصر شعرة المؤامرة: "25 يناير".
 
ويُذكر أنه كلما امتلأ الفضاء في مصر بالحديث عن مبادرات للمصالحة، بين العسكر والإخوان، كما هو الحال في هذه الآونة، بخصوص مبادرة سعودية دعا إليها الشيخ راشد الغنوشي، وكذلك وساطة المفكر أحمد كمال أبو المجد، إلا وخرج الكتاب الداعمون للسيسي، والمعروفون بأنهم أذرعه الإعلامية، مهاجمين الإخوان، وجهود المصالحة، بضراوة، وغضب!  
 
لا أندم على رفع السيسي إلى مصاف الآلهة! 

يشار إلى أن الكردوسي هو مدير تحرير جريدة "الوطن" ذات الصلة الوثيقة بالمخابرات المصرية، ويُعد أشد الكتاب المصريين تطرفا في مساندة السيسي وانقلابه، حتى إنه كتب قبل نحو عام، وتحديدا يوم الأربعاء، 21 أيار/مايو 2014، مؤكدا أنه لم ولن يندم على مقال رفع فيه رجلا مثل السيسى إلى مصاف الآلهة، مضيفا: "هو بالنسبة لي رمز الدولة، وحارس هيبتها".
 
كما كتب مقالا آخر بعنوان: "السيسى أو الكارثة"- قال فيه: "لا أتحمل في السيسي كلمة نقد حتى لو كانت موضوعية، هذا الرجل خارج المنافسة، وبالنسبة لى: كل من ينتقد السيسى مغرض، وأرى أن معركته مع جماعة الإخوان الإرهابية ورئيسها الخائن قبل وبعد 30 حزيران/يونيو.. تغفر له كل ما تقدم، وما سيأتي من أخطاء".
 
وكثيرا ما هاجم الكردوسي ثورة 25 يناير، ووصف من قاموا بها بـأنهم "شوية عيال"، واتهمهم بتلقي تمويلات أجنبية.
 
أما 30 حزيران/يونيو فاعتبرها "ثورة تباركها السماء، بيضاء تسر الناظرين، أو هي عصا موسى التي ألقاها ثوار يونيو، فأخذت تلقف ما كان السحرة يأفكون"، على حد تعبيره.
 
وكان نشر في آيار/ مايو 2013 مقالا بعنوان: "ألا إني قد حرضت اللهم فاشهد"، دعا فيه إلى إنشاء فرق موت لقتل وحرق "الإخوان المسلمين، والمتعاطفين معهم"، كما طالب "بسحب الجنسية المصرية من كل عملائها فى الداخل، من ثوريين اشتراكيين وتيار ثالث و"6 أبريل" وغيرهم من الخونة، وترحيلهم إلى خارج البلاد، وتجريم الهتاف ضد الجيش والشرطة أو رفع أية إشارات أو شعارات أو أعلام يشتبه في انتماء أصحابها أو تعاطفهم مع هذه الجماعة".
 
وقال حينها، ومرسي لم يزل رئيسا لمصر: "أقسم بالله العظيم.. لو كان القرار بيدي لأعلنتها حرب إبادة ضد هؤلاء القتلة.. لو كان القرار بيدي لأمرت بتشكيل فرق موت لملاحقة وتصفية كل من ينتمى إلى هذه الجماعة الخائنة، أو من يُشتبه فى انتمائه إليها، أو من يدافع عنها، أو يتعاطف معها بالقول أو الكتابة أو حتى بمصمصة الشفاه.. لو كان القرار بيدي لفعلت بهم ما فعلته كنيسة أوروبا بساحرات القرن السابع عشر: الإعدام حرقا فى كل ميادين مصر"!.