سياسة دولية

كاتب لبناني: هل تستبدل إيران شعار الموت لأمريكا بالموت للسعودية

قال الكاتب إن هذا الشعار ليس جديدا عليهم إذ لطالما ردّد أتباع الخميني شعار "الموت للعرب" - أرشيفية
في تظاهرة نظمها الحرس الثوري الإيراني انطلقت قبل أسبوعين في طهران أمام السفارة السعودية ردا على حملة "عاصفة الحزم" العربية التي استهدفت حوثيي اليمن، سجّل إطلاق شعار "الموت للسعودية" بعد الشعار الذي كان سائدا وهو "الموت لأمريكا".

وتساءل الكاتب اللبناني الشيعي وسام الأمين، قائلا، "هل سيتكرس هذا الشعار أم سوف تبقى صور الأعمال الفنية التي رفعت حديثا هي السائدة؟".
 
وفي مقال لأمين نشره موقع "جنوبية" المعارض لحزب الله، قال: "على إثر توقيع الاتفاق النووي المبدئي الذي حصل في جنيف الشهر الفائت بين إيران والدول الكبرى، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأريكية، يبدو أن السلطات الإيرانية قررت الاستغناء عن الشعارات التاريخية المعادية للغرب ولأمريكا التي كان يتبناها الإمام الخميني ويأمر برفعها في الأماكن العامة، ولا شكّ أشهر تلك الشعارات وأقدمها هو “الموت لأمريكا الشيطان الأكبر".

ويضيف الكاتب، أن الشعار الذي اختاره الإيرانيون منذ مدة بديلاً لشعار "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" هو"الموت للتكفيريين".

وأكد الكاتب أن تقارير إعلامية من طهران ذكرت أن عمدة طهران قرر التخلي عن الملصقات واللوحات الإعلانية، التي كانت تنتشر في العاصمة وتحمل عبارات "الموت لأمريكا"، وقد حلت محلها صور لوحات فنية مشهورة لرسامين محليين وأجانب، وفق قوله.

وألمح الكاتب إلى أن الأيام العشرة الماضية شهدت وجها جديدا للعاصمة الإيرانية، إذ انتشرت لوحات بابلو بيكاسو وهنري ماتيس ورينيه ماغريت، بشكل جعل العاصمة معرضا مفتوحا للوحات الفنية.

وتابع الكاتب:"غير أنه وفي المقلب الآخر، يقول مراقبون إن موجة عداء جديدة بدأت تتغلغل في نفوس شرائح واسعة من الشعب الإيراني، يشجعها إعلام سلطة الجمهورية الإسلامية من جهة، ويؤيدها الحركات القومية المعارضة المنتشرة حديثا داخل إيران، التي فاقمت النزعة الفارسية ضد باقي القوميات وخاصة القومية العربية بهويتها الخليجية والسعودية بشكل خاص".

ونقل الأمين عن الكاتب الصحفي التركي علي باكير الذي رصد بدوره التحوّل في "شعارات العداء الإيرانية" ما نصه:
"الشعار الذي اختاره الإيرانيون منذ مدة بديلاً لشعار "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" هو "الموت للتكفيريين"، وهو مصطلح كان الإيرانيون يقصدون به في البداية الوهابيين، ثمّ توسعوا فضموا إلى هذا المصطلح المعارضة السورية المسلّحة، ثم بات يشمل العرب السنّة، حتى إنّهم ألغوا آنذاك مؤتمر مقاومة الصهيونية الذي أطلقه "أحمدي نجاد"، ووضعوا بدلاً منه سلسلة من المؤتمرات حول محاربة ما سمّوه "التكفيريين" وخطر التكفيريين على السلام العالمي… إلخ".

ويشير الأمين إلى أن هذه النقلة النوعية في الشعارات كانت مفيدة جداً للإيرانيين، خاصّة أنّ الشعار الجديد لم يكن دخيلاً عليهم، إذ لطالما ردّد أتباع الخميني شعار "الموت للعرب" في إيران ولبنان في الثمانينيات وبداية التسعينييات من القرن الماضي، مضيفا أن الخطير فيما بعد، هو تحوّل شعار "الموت للتكفيريين" عملياً إلى سياسة لقتل العرب السنّة في كل الساحات، تحت ذريعة محاربة "الإرهاب" و"تنظيم الدولة" و"القاعدة".

وعاد الأمين ونقل عن باكير ما كتبه، حيث كتب، "فإنه في تظاهرة نظمها الحرس الثوري الإيراني، انطلقت قبل أسبوعين في طهران من أمام السفارة السعودية ردا على حملة "عاصفة الحزم" العربية التي استهدفت حوثيي اليمن، سجّل إطلاق شعار "الموت للسعودية"، إذن فشعارات العداء يبدو أنها تحوّلت تخصيصا وتركزت نحو المملكة العربية السعودية".

ويضيف الكاتب، "طهران تخلت عن الملصقات واللوحات الإعلانية التي كانت تنتشر في العاصمة وتحمل عبارات الموت لأمريكا".

ويتساءل الكاتب الشيعي عن مدى احتمالية رفع لافتات جديدة في طهران قريبا تنادي ب"الموت للسعودية" بدلا عن شعار "الإمام الخميني" السابق "الموت لأمريكا" أو "الموت لإسرائيل"؟، مردفا، "أم أن رسومات ماتيس وبيكاسو سوف تبقى كما هي في ساحات طهران، بانتظار مساعي التهدئة أو رجحان التصعيد مع السعودية وحلفها العربي الناهض؟".