سياسة عربية

مطار حماة العسكري..الموت القادم من السماء والأرض

طائرات هيليوكبتر رابضة في مطار حماه العسكري ـ غوغل
يعد مطار حماة العسكري من أقوى وأضخم الثكنات العسكرية التي تحيط بمدينة حماة، ويتحوي على كم كبير من الآليات العسكرية والأسلحة، ويعد قاعدة لانطلاق الصواريخ بعيدة المدى، إضافة لكونه النقطة الأساسية لانطلاق الطيران الحربي، ومعتقلا يحتجز داخله آلاف المعتقلين.

 يقع المطار في الجهة الغربية لمدينة حماة، ويعد الفاصل بين أحياء حماة والريف الغربي وتبلغ مساحته حوالي 7.3 كم مربع، وهو محاط من كل الجهات بثكنات عسكرية لحمايته من أي هجمات قريبة من قبل الثوار، ويحوي بالإضافة إلى الطائرات مئات من الآليات العسكرية كالدبابات، والمصفحات، وعربات الشيلكا والتي تخرج منه على شكل أرتال لدعم مناطق المعارك في ريف حماة وإدلب وحتى ريف اللاذقية.

وحسب إحصائيات قام بها ناشطون يسجل مطار حماة حوالي 50 طلعة جوية في اليوم، 30 منها على ريف حماة إضافة إلى إطلاق الصواريخ على المناطق الخاضعه لسيطرة الثوار مدة يستمر لعدة ساعات يوميا.

 وحسب رواية أبو رياض الذي يسكن في حي غرب المشتل القريب من المطار فقد أصبح المطار يشكل منغصا لحياة السكان في المدينة؛ بسبب أصوات القصف والطيران الذي لا يهدأ في السماء.

وقال أبو رياض في تصريح لصحيفة "عربي 21"، أن هذا كفيل بأن يوتر جو المدينة بالكامل، ويضيف: "نصحوا على صوت الطيران وإطلاق الصواريخ وننام عليها، إضافة إلى إطلاق النار الكثيف الذي يصاحب دخول الأرتال وخروجها، ليفرغوا الطرقات من الناس، كما تصحبه حالة من الاستنفار الأمني في كل حواجز المدينة ".

وتابع أبو رياض: "لقد قمنا باستبدال زجاج النوافذ بالبلاستيك الشفاف بعد تحطمه أكثر من مرة بسبب خرق الطيران لجدار الصوت وهذا ما يسبب اهتزاز الجدران وكأن زلزالا يضرب المنزل وترتطم النوافذ ببعضها فيتحطم الزجاج".

 ويصف "أبو أحمد"، في تصريح لصحيفة "عربي21"، من جهته، شعور سكان المناطق المحررة بـ"الرهيب والمرهق للأعصاب"، ويكشف أنه هو نفسه "يخاف عندما يسمع أصوات الصواريخ والطائرات مع أني أعلم أنها لن تستهدفني".
وتساءل أبو احمد  "كيف سيكون شعور الناس وهم يعلمون أن هذه الطائرة قادمة لتلقي حمولتها عليهم، ويرون ذاك الصاروخ يقترب بسرعة ليسقط فوق بيوتهم".
 
كابوس الريف
وحسب كلام أبو مصطفى الذي يعمل في أحد المراصد التي تتبع حركة الطيران منذ انطلاقه من حماة: "فإن الطيران ينفذ  حوالي 15 غارة جوية على مناطق سهل الغاب التي تدور فيها معارك شرسة إضافة لعدد مماثل على قرى كفرزيتا، واللطامنة في ريف حماة".

وأضاف أبو مصطفى، في تصريح لـ"عربي21"؛ "لذلك أصبح كثير من الناس يخرجون من قراهم في النهار ليعودوا في الليل عند توقف القصف لكن هذه الخطة لم تعد تنفع في الفترة الأخيرة بسبب تعمد النظام قصف القرى في الليل، ولذلك أصبح الناس يخرجون إلى الشوارع حاملين الأضواء والكشافات على أمل أن يروا شيئا ويعرفوا أين ستلقي الطائرة حمولتها ليتسنى لهم الهروب منها".

كل هذا دفع الثوار لاستهداف المطار بالصواريخ فهو يشكل الورقة الأصعب في معادلة تحرير حماة حسب كلام المقاتلين؛ وذلك بسبب تحصينه من جميع الجهات واتصاله مع الريف الغربي الموالي، إضافة إلى الكم الهائل الذي يحويه من الأسلحة الثقيلة والذخائر، غير أن أكثر النقاط حساسية في معركة تحرير المطار هي آلاف المعتقلين الذين يحتجزهم النظام في هنغارات الطائرات والذين يخشى الثوار من أي فعل انتقامي بحقهم في حال حاولوا تحرير المطار.