مقالات مختارة

المغرد ضاحي خلفان!

1300x600
من يتابع تغريدات قائد شرطة دبي السابق الفريق ضاحي خلفان منذ دخوله عالم تويتر يلاحظ أمرين: أولهما أن الضابط السابق الذي اكتسب شهرة كبيرة في مجال عمله لم يفرق بين أضواء العالم الواقعي وأضواء العالم الافتراضي!

فتعامل مع «تويتر» على أنه نفس المنصة التي كان يقف عليها عندما كان قائدا لشرطة دبي، ليطلق تصريحاته المثيرة للجدل، لكنه فوجئ في «تويتر» بأن المتلقي ليس صحفيا يدون الإجابة لينشرها، بل قارئ يناقش الإجابة ليقتنع بها !

كما أن الملاحظ أن الضابط السابق تقمصته في «تويتر» نفس الروح التي تقمصته خلال قضية قيام عملاء الموساد بقتل الناشط السياسي الفلسطيني في أحد فنادق «دبي»، فهناك أطلق التصريحات الحادة والعنترية التي توعدت «الموساد» بالويل بالثبور حتى ظننا أنه سيقتاد العملاء المتهمين من آذانهم من تل أبيب إلى دبي، وهنا في «تويتر» مارس نفس الأسلوب في نقاشاته حتى أصبح سهل الاستفزاز والاستدراج للدخول في مهاترات المناقشات والجدل في أي موضوع ومع أي مغرد!

ثاني؛ الأمرين أنه وبحكم موقعه الأثير لدى القيادة في إمارة دبي عبر عن مواقف سياسية دون أن يخرج من المنطقة الضبابية للفصل بين الرأي الشخصي المستقل والرأي الرسمي غير المباشر، ووجد لذة في إرباك المتلقي وجعله في متاهة هذه المنطقة الضبابية، وهو أمر يمارسه كثير من المسؤولين السابقين حين تنحسر عنهم الأضواء أو يتقلص نفوذهم !

ومن حق خلفان أن يعبر عن رأيه الشخصي -حتى وإن كان رأيا يفتقر للأسس الأخلاقية-، بدكتاتور سابق كعلي عبد الله صالح تآمر على جيرانه في جميع الأزمات الإقليمية، لكن ما ليس من حقه أن يقف في المنطقة الضبابية ليقف من جديد على المنصة ليتقمص دور من يمرر المواقف السياسية في هذه الأوقات الحرجة، حتى جاء الشيخ عبد الله بن زايد لينزله منها بتغريدته الموبخة !

مشكلة المتقاعدين كانت دائما في وقت الفراغ، ومشكلتنا نحن أن «تويتر» بات أحد وسائل قتله!

(نقلا عن صحيفة عكاظ)