سياسة عربية

المليشيات الشيعية تلاحق نازحي الأنبار في بغداد

مليشيات الحشد الشعبي تقتل على الهوية (أرشيفية) ـ أ ف ب
سادت حالة من القلق والخوف بين أوساط السُنّة من أهالي بغداد عامّة، والعائلات النازحة من محافظة الأنبار بشكل خاص، تخوفا من أن يصبح الاعتداء على عائلات المناطق الغربية النازحة هدفا جديدا للمليشيات، بحجة أنهم يقفون وراء سلسلة التفجيرات التي ضربت بغداد مؤخرا، وخاصة بعد عثور قوة أمنية عراقية على ثماني جثث في إحدى مكبات النفايات جنوبي غرب بغداد، كانت تعود لرجال من أسرة واحد نازحة من محافظة الأنبار من عشيرة "البو نمر" قضوا رميا بالرصاص على يد المليشيات.
 
وقال أبو عمر -وهو أحد النازحين- في حديثه لـ "عربي21" إن عمليات الانتقام من نازحي أهالي الأنبار في بغداد مستمرة، حتى إن العائلات أصبحت تخشى حملات الاعتقال، والاغتيال، والدعاية المغرضة، واتهام أهالي الرمادي بالإرهاب من قبل المليشيات التي تهدف إلى ترحيلهم قسرا من بغداد، مع العلم أنهم لا يملكون أموالا للسكن في المناطق السنية الراقية، أو السفر إلى أي دولة أخرى، فاضطروا إلى اللجوء للمناطق الشيعية الشعبية كأحياء العامل، والبياع أبو دشير، والشرطة الخامسة، وحي الجهاد، لكنهم استقبلوا بالتهديد، والقتل، والوعيد، وأجبروهم على ترك هذه المناطق خلال ساعات.
 
وأضاف أبو عمر: "أنا وجميع النازحين الأنباريين في بغداد خائفون جدا، نتيجة استهداف منازلنا بالقنابل الصوتية، والكتابات على الجدران التي تدعوننا للرحيل، وهي لم تتوقف منذ دخولنا العاصمة، ولم أعد أستطيع النوم وأنا أفكر بأولادي؛ لأنني أخشى عليهم من المليشيات".
 
وأردف قائلا: لقد تركنا الأنبار متوجهين إلى بغداد للبحث عن الأمان، ومع ذلك، فإن الكثير من العائلات النازحة بدأت تحزم أمتعتها تمهيداً للرحيل عن العاصمة، هرباً من الموت، خاصة بعد اعتقال مجموعة من الشباب في مناطق حي العامل، والبياع، فقط لأن أوراقهم الثبوتية تشير إلى أنهم من الأنبار، ولا يعرف أهاليهم مصيرهم حتى الآن.
 
وبعد دخول مئات العائلات النازحة من محافظة الأنبار إلى مدن العاصمة بغداد في الأسابيع الماضية، تنامت موجة تفجيرات عنيفة استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية نزح إليها العشرات من أهالي الرمادي، ويؤكد كثيرون أن الهدف هو إيصال رسالة للمواطنين الشيعية أن النازحين هم من يقف وراءها.
 
وفي منطقة حي العامل جنوب غرب بغداد استيقظت عائلة الحاج أبو عادل، وهم نازحون من منطقة جزيرة الرمادي، على صوت تفجير قنبلة أرعبتهم، قد زرعها مسلحون مجهولون، أرفقها بمنشور تابع لإحدى المليشيات تهددهم بالقتل، وتطالبهم بالرحيل فوراً من الحي، واصفين العائلة بـ "الداعشييّن". 

يقول الحاج أبو عادل في حديثه مع "عربي21": "سمعت في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين صوت انفجار هز المنزل، تناثر على إثره الزجاج، وتحطمت الأبواب من شدة التفجير، لكن الحمد لله لم أصب أنا وأولادي بأي أذى، وغادرت المنطقة حفاظًا على حياتي وحياة أسرتي، متوجهاً إلى إقليم كردستان وعند وصولي، لم يسمح لي بالدخول لأسباب أمنية تتعلق بأمن الإقليم". 

ويرى شهود عيان أن ما يحصل للنازحين في بغداد ينذر ببداية اقتتال طائفي، لا سيما بعد الدعوات التي تطلقها صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للمليشيات الشيعية ببث أشرطة مصورة، وبيانات تهديد وتحرض على قتل النازحين المتواجدين في بغداد من أهالي الأنبار، على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية.