ملفات وتقارير

قوى موريتانية تطلق نداء استغاثة: الجفاف يهدد بمجاعة

موريتانيا - الجفاف - المواشي - الثروة الحيوانية
وجه منتدى المعارضة الموريتانية، الذي يضم أكثر من 12 حزبا سياسيا وعشرات الهيئات والمنظمات الحقوقية والنقابية، نداء استغاثة للمجتمع الدولي من أجل مواجهة الجفاف الذي يضرب أنحاء واسعة من موريتانيا هذا العام، منتقدا ما سماه "تجاهل" النظام الحاكم لموجة الجفاف هذه.

ووصف منتدى المعارضة، في مؤتمر صحفي في نواكشوط الثلاثاء، الوضع بأنه لا يطاق، معتبرا أن الدولة الموريتانية مهددة بالإفلاس، "بعد أن أصبح الاقتصاد الوطني ملكية خاصة بيد رئيس الدولة"، حسب تعبير المنتدى.

وناشد قادة المنتدى المجتمع الدولي والهيئات الأممية التحرك لمواجهة الجفاف، مؤكدين أن سكان قرى ومدن موريتانية باتوا مهددين بمجاعة، إن لم تتخذ إجراءات مستعجلة لمساعدتهم.

قرى يهددها الجوع

وقال الناطق الرسمي باسم منتدى المعارضة، صالح ولد حننا، في رده على سؤال لـ"عربي21"، إن الجفاف عم أنحاء واسعة من موريتانيا، مضيفا أنه عاد قبل أيام من رحلة داخل مدن البلاد الشرقية، واطلع على أوضاع وصفها بـ"المأساوية" يعيشها سكان القرى والريف، وحتى المدن الكبرى، جراء تداعيات موجة الجفاف التي ازدادت حدتها مع بداية فصل الصيف.

وقبل أيام أطلق الرئيس الموريتاني الأسبق، إعلي ولد محمد فال، نداء استغاثة مماثلا للمجتمع الدولي، قال فيه: "إن مئات القرى الموريتانية يهددها الجوع"، متحدثا عن أن موجة الجفاف الحالية تعد الأسوأ من نوعها منذ سنوات.

وقال ولد محمد فال، في بيان وزعه على الصحفيين، وأرسلت نسخة منه لـ"عربي21"، إنه نبه أكثر من مرة إلى أن الوضع بات ينذر بكارثة حقيقة سيصعب التعامل معها، مضيفا: "أمام تجاهل السلطات الموريتانية المستمر لها، فإننا ندعو كل أصدقاء موريتانيا وشركائها في التنمية، وجميع الخيرين في العالم، إلى تحرك سريع لإنقاذ الشعب، ومساعدته في تخفيف آثار محنة الجفاف التي تضرب أغلب مناطق البلاد دون رحمة".

نفوق جماعي للمواشي

وتقول مصادر محلية بولاية الحوض الشرقي لـ"عربي21" إن المئات من قطعان المواشي بالمنطقة باتت مهددة بنفوق جماعي، بفعل انعدام الأعلاف، وغياب أي دعم حكومي.

وقال حماه ولد محمود، وهو مربي مواشي، إن الأسابيع الماضية شهدت نفوق العديد من المواشي، مضيفا، في اتصال هاتفي مع "عربي21"، أن الثورة الحيوانية التي تعد ركيزة اقتصاد المنطقة مهددة بالانقراض، إن لم تتخذ إجراءات حكومية خلال أقل من 20 يوما.

وتعد الثورة الحيوانية ركيزة الاقتصاد الموريتاني، إذ تقدر آخر الإحصائيات رؤوس الإبل -مثلا- في البلاد بحوالي مليوني رأس، حيث تعدّ موريتانيا أكبر مصدر للمواشي في المنطقة، وثاني أكبر مصدر للمواشي عربيا بعد السودان، وتمتلك اكتفاء ذاتيا في مجال اللحوم الحمراء، غير أنها مع ذلك تستورد حوالي 20 في المئة من مشتقات الألبان بفعل غياب المصانع.

ولم تعلق الحكومة بعد على البيانات والنداءات التي أطلقتها قوى معارضة ومنظمات حقوقية ونقابية بشأن الجفاف في البلاد، كما لم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من وزارة التنمية الريفية المعنية بالملف.