حقوق وحريات

القوات العراقية تحتجز نازحين من الرمادي بحجة وجود مندسين

نازحون من محافظة الأنبار باتجاه بغداد
احتجزت قوات الأمن العراقية عددا من العائلات النازحة من مدينة الرمادي عند جسر "بزيبز"، الواقع في ناحية عامرية الفلوجة، ويعد المنفذ الوحيد المتبقي باتجاه بغداد، بحجة ورود معلومات تفيد بتنكر أفراد من عناصر تنظيم الدولة بزي النساء بين النازحين للتسل إلى بغداد.
 
وقال شهود عيان إن الجنود العراقيين احتجزوا قرابة 20 شخصا من شباب الرمادي، للاشتباه بهم بالانتماء للتنظيم، لكنهم كانوا يرتدون ملابس الرجال، على عكس ما ادعت القوات الأمنية، وقد تم تقييدهم وتعصيب أعينهم، واحتجازهم داخل كرافان، لنقلهم فيما بعد إلى بغداد لإجراء التحقيق معهم.
 
وقال أبو هدى، وهو نازح من مدينة الصوفية، في حديث خاص لـ"عربي21": "فوجئنا بحملة اعتقالات واسعة نفذتها الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، وقامت أيضا بتفتيش الشباب والنساء بحجة وجود أشخاص مطلوبين، أو أشخاص يتنكرون بزي النساء للدخول الى العاصمة، للقيام بعمليات انتحارية تستهدف أمن المواطن".
 
وبحسب قول أبو هدى، فإن "الحكومة العراقية بدأت تتبع هذه الأسلوب الرخيص مع آلاف العائلات التي تفترش الأرض وتلتحف السماء منذ ثلاثة أيام عند حاجز جسر بزيبر، لمنعهم من الدخول إلى العاصمة بغداد، وذلك بعد حجة إحضار الكفيل التي لم تلغها حتى الساعة، وما زالت الأجهزة تفرضها على كل عائلة، بالرغم من المناشدات الحثيثة من كبار المسؤولين عن محافظة الأنبار".
 
أما هيثم عايد، وهو نازح أيضا من جزيرة الرمادي، فيروي بمرارة لـ"عربي21" كيف احتُجز لساعات، وتعرضه إلى الإهانة بحجة الاشتباه به، وهذا ما أجبره على أخذ عائلته والسكن في الصحراء، برفقته مئات العائلات التي لاقت المصير ذاته.

وتابع الحديث عايد حديثه قائلا: "بعد رحلة طويلة ومتعبة، خيرنا أحد عناصر الأمن المتمركزين على الحاجز بين العودة إلى مدننا الملتهبة، أو البقاء هنا في العراء".

ويتساءل عايد، ويكلم نفسه بحرقة: "ألسنا متواجدين بحضن الوطن؟ ألم نهرب من بطش تنظيم الدولة، بعد أن صدّعت رؤوسنا الأجهزة الأمنية وهي تحذرنا من خطرهم؟ نحن هربنا من جحيم سطوتهم إلى جحيم الإهانة والذل والاعتقال".
 
ويوضح أن الاتهامات، و"نظرات الحقد والكره"، كانت ظاهرة بوضوح لدى عناصر الحواجز الأمنية التابعة للجيش والشرطة. ويقول: "شعرت أن لسان حالهم يقول: لماذا قاتلتم المحتل الأمريكي، وخرجتهم بمظاهرات ضد حكومة المالكي، وبعد كل هذا تطالبون بحقوقكم الشرعية، وإخراج الحرائر من السجون؟".

ويشير عايد إلى أن التهم بمساندة الإرهاب جاهزة، ولا يحتاج العنصر الموجود على الحاجز الكثير من الوقت حتى يعتقل عشرات الشباب بتهمة تسلل مندسين بين النازحين، وأنهم يهدفون إلى زعزعة أمن العاصمة بغداد.