ملفات وتقارير

"الحشد الشعبي" تمنع نازحين من العودة لقرية بروانة بديالى

نائبة عراقية قالت إن "مناشدة الحكومة والجهات المختصة بعودة النازحين ذهبت أدراج الرياح" - أرشيفية
ترجو الحاجة أم حيدر، إحدى النازحات من قرية بروانة شمال شرق مدينة بعقوبة بديالى، أحد مسؤولي الميليشيات أن يسمح لها بالعودة إلى مدينتها، وتقضي ما تبقى من أيام عمرها في منزلها، فجسدها الهزيل المثقل بالهموم والمعاناة لم يعد يحتمل كل هذا العناء والتعب، قائلة "بعد هذا العمر لا بد من أن كون معززة مكرمة في منزلي وبين أولادي، الذين أرهقهم النزوح".
 
وقالت أم حيدر في حديثها مع صحيفة "عربي21" الإلكترونية "لم أعد أقوى على البقاء مهجّرة بين المخيمات، أذوق فيها مرارة الذل، فصبري نفد، وأصبحت أدعو الله في كل صلاة أن يأخذ روحي حتى أرتاح من شقاء العذاب، ليضمني قبري حفاظاً لكرامتي؛ لأني أعاني من أمراض عدة أولها السكري وليس آخرها ضغط الدم".
 
وما تعاني منه أم حيدر (65 عاماً) مشابهة لحالات آلاف النازحين الذين يستوطنون المخيمات من مدن محافظة ديالى ويتوزعون على مناطق كثيرة من العراق، في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة، فهناك مئات العائلات التي غادرت قبل خمسة أشهر لم يتمكنوا من العودة إلى مناطق في المقدادية، والسعدية، وجلولاء، والخالص بسبب منع المليشيات، على الرغم من مضي ثلاثة أشهر على تحرير مناطق محافظة ديالى من سيطرة تنظيم الدولة.
 
وكالحاجة أم حيدر، تقيم عائلة أبو زمن الدليمي (45 عاماً) غرب العاصمة بغداد، في غرفة صغيرة غير مكتملة البناء، وينقصها الأبواب والنوافذ، وتتألف أسرته من سبعة أولاد، قبل أن تخرج هذه العائلة من ديالى هرباً من مليشيات الحشد الشعبي.

وقال الدليمي لـ "عربي21" إنه "بسبب عدم توفير سكن جيد للعائلة، والانتقال بين المخيمات غير الصالحة للسكن، فضّلت العودة إلى ديالى قاصداً قريتي ومنزلي في بروانة، تفاجأت بمنعي من الدخول"، مضيفا "حاولت الاستفسار فكان الجواب ممنوع، ببرودة  أعصاب من أحد عناصر المليشيات المرابط عند الحاجز الأمني لمدخل بروانة، لماذا لاتذهب أنت بنفسك إلى اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، وتسألها حول عدم إقرار منحكم  التراخيص والموافقات للعودة إلى بيوتكم".
 
وكان عدد من أعضاء مجلس النواب  في البرلمان العراقي عن ديالى، قد طالبوا رئاسة الوزراء في أكثر من تصريح وبيان صحفي بحلّ هذه اللجنة، واستبدالها بلجنة حيادية غير مرتبطة بمليشيات، أو أجندات خارجية، وتعطي ضمانات أمنية لعودة العائلات النازحة إلى المناطق المحررة من يد نتظيم الدولة.

من جهتها قالت النائبة عن ديالى ناهدة الدايني إن "مناشداتنا للحكومة والجهات المختصة بمتابعة ملف عودة النازحين ذهبت أدراج الرياح، ولا توجد حتى الآن أي عودة حقيقية للنازحين بالمحافظة"، موضحة أن الإجراءات الأمنية الصارمة، وصدور مذكرات الاعتقال بحق الأبرياء، وإهمال ملف الخدمات في المناطق المحررة من نتظيم الدولة، كلها معوقات تعترض طريق عودة النازحين، فضلاً عن عمليات الخطف والابتزاز التي يتعرض لها المدنيون في تلك المناطق.