قضايا وآراء

أيديولوجيا شبكات التواصل الاجتماعي وتشكيل الرأي العام

1300x600
صدر مركز التنوير المعرفي في العاصمة السودانية الخرطوم كتاب "أيديولوجيا شبكات التواصل الاجتماعي وتشكيل الرأي العام" في 349 صفحة من القطع المتوسط، وذلك ضمن سلسلة كتاب التنوير العدد 12، وهو يقدم إلى المكتبة العربية قراءة وتربية إعلامية جديدة يحتاجها المستخدم العربي للإنترنت ويجلي مداخل منهجية للباحث المتخصص أيضا.

صاحب هذا المؤلف الذي صدر أواخر عام 2014 وهو الدكتور معتصم بابكر مصطفى، يمتلك خبرات ميدانية وبحثية متنوعة في العمل الإعلامي والأكاديمي وعضوية مجالس علمية لعدد من كليات الإعلام بجامعات السودان، وعمل ولا يزال مستشارا لعدد من المؤسسات، ناهيك عن مشاركاته العلمية في عدد من المؤتمرات العلمية والأكاديمية ومؤلفاته في مجال الرأي العام وفي أساليب الاتصال، كما أنه شغل –مثلا- منصب المدير العام للإدارة العامة للأخبار والبرامج السياسية بالإذاعة السودانية.

الكتاب قسمه معتصم بابكر إلى أربعة فصول ومقدمة وخاتمة، حيث تضمن الفصل الأول بعنوان "الأيديولوجيا والأيديولوجيا الإعلامية" مباحث عن مفهوم الأيديولوجيا وأنواعها ووظائفها، والأيديولوجيا والعلم، وأيديولوجيا الإعلام. أما الفصل الثاني "شبكات التواصل الاجتماعي" فتناول فيه الإنترنت والإعلام الجديد، ونماذج من شبكات التواصل الاجتماعي، ثم أيديولوجيا الشبكات الاجتماعية. وأما الفصل الثالث "الرأي العام" فقد تضمن مباحث تقدّم تعريفا بالرأي العام وعناصر تكوينه وخصائصه وتقسيماته ووظائفه، والرأي العام والدعاية، وطرق قياسه. الفصل الرابع الأخير "شبكات التواصل الاجتماعي والرأي العام" بيّن فيه تأثير وسائل الاتصال على الرأي العام، وشبكات التواصل الاجتماعي وتشكيل الرأي العام. 

وقد وضع الكاتب نصب عينيه مهمة بيان التكتيكات والإستراتيجيات والأيديولوجيات التي تستخدمها مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام، بعد أن صارت هذه الشبكات مجالا مفتوحا لتبادل الأفكار والآراء والتعليقات والصور والفيديوهات وغيرها من الأنماط والأساليب التي توفرها تطبيقات هذه المواقع لمستخدميها، أي أنه "محاولة لتقديم بعض الملامح حول أساليب وآليات هذه الشبكات في تشكيل الرأي العام وكيفية اصطحاب ذلك في تعاملنا معها"، ثم إنه إعداد للجمهور لفهم الثقافة الإعلامية التي تحيط به، وحسن الانتقاء والاختيار منها، وتعلم كيفية التعامل معها، والمشاركة فيها بصورة فعالة ومؤثرة وبشكل إيجابي بعد امتلاك المهارات التي تساعد على ذلك.

من زاوية علمية يتضمن الكتاب أيضا "دعوة للتبصر بالمنهج العلمي في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي بأدوات صحيحة، والتحقق من مصداقية ودقة وموضوعية ما ينشر عبرها من أفكار وأيديولوجيات، ذلك أن أية ظاهرة بشرية تحمل بين طياتها الكثير من الإيجابيات بمثل ما تحمل من سلبيات، وبالطبع فإن إيجابيات هذه الوسائل كثيرة لكن الوصول إليها يحتاج إلى معرفة كيفية تحليل ما تحمله وتنشره من معلومات بأدوات صحيحة وسليمة".

لقد جاء كتاب الدكتور معتصم بابكر في وقت لم يعد يميز فيه كثير من المستخدمين العرب بين شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حسب آخر الدراسات، فأول ما يتهافت عليه المستخدمون -عند فتح هواتفهم الذكية أو حواسيبهم اللوحية وغيرها- هو التفاعل مع هذه المواقع دون تربية إعلامية تمكنهم من كيفية الاستفادة والإفادة من هذه الوسائل خصوصا والإعلام عموما، وتنمي لديهم الحس النقدي.