صحافة دولية

سيناتور أمريكي يعد الأكراد بدولة ليقاتلوا حتى الموت!

الصحافة التركية - الصحافة التركية الخميس
أوردت الصحافة التركية في عددها، الصادر الخميس، عددا من القضايا المثيرة للجدل في تركيا والمنطقة، ومن أبرز ما أوردته الصحف تساؤلات عن دور الرئيس التركي السابق "عبد الله غل"، في تركيا في مقبل الأيام. 

ويروي صحفي تركي قصة حلب السورية التي زارها قبل أيام ورأى من الدمار ما جعله يائسا من تغيير الأوضاع في المنطقة. 

وأوردت صحيفة "ستار" في خبر لها، أن السيناتور الأمريكي "راند بول"، المرشح للانتخابات الرئاسية المقرر انعقادها في 2016، وعد الأكراد بتحقيق حلمهم ورسم حدود جديدة لإنشاء دولة كردستان.

وأفادت الصحيفة بأن السيناتور الأمريكي قال في وعده للأكراد، إنه من أجل تحقيق ذلك سيستلزم أخذ قطعة أرض داخل الحدود التركية.

ولفتت الصحيفة إلى أن السيناتور الأمريكي أشار إلى ضرورة الاعتراف رسميًا بحرية الأكراد في إنشاء دولة مستقلة لهم في المنطقة. وحول ذلك قال: "يجب منح الأكراد دولة مستقلة ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم من التنظيمات الجهادية. وسأقوم أنا بدوري بتقديم دعم أكبر من هذا لهم. سأرسم حدودًا جديدةً لكردستان، وأعدهم بإنشاء دولة جديدة".

وعن دوافع ما يروم إليه السيناتور، أوضح قائلا: "أؤمن بأننا إذا وعدناهم بدولة مستقلة فإنهم سيحاربون حتى الموت لأجل هذا". وتابع: "في الحقيقة قول هذا الشيء أسهل من تحقيقه. لأن رسم حدود جديدة للدولة سيستلزم أخذ أراض من تركيا والعراق وسوريا".

وأوردت الصحيفة أن السيناتور أشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقدّم الدعم الكافي للأكراد حتى الآن، وأنه يجب تقويتهم بالأسلحة الكافية لهم ضد تنظيم الدولة.

الاقتصاد التركي والمرحلة الراهنة

ذكرت صحيفة "صباح" في خبر لها، أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، ونائب رئيس الوزراء "علي باباجان"، ورئيس البنك المركزي "أردم باشتشي"، شددوا على ضرورة الحفاظ على أجواء الاستقرار والثقة بشكل بالغ الدقة، في ضوء أهداف عام 2023 التي وضعتها تركيا نصب أعينها لتحقيقها في ذلك العام الذي يمثل الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.

وتورد الصحيفة أن المسؤولين الأتراك أشاروا إلى أن "كافة المؤسسات والوحدات الاقتصادية تتابع المرحلة الراهنة عن كثب، وتقوم باتخاذ التدابير اللازمة عندما تقتضي، وأوضحوا أن اللقاء تطرق إلى السياسات المالية التي يتم تطبيقها من أجل تحقيق أهداف نمو قوية ومتوازنة، وإلى رؤية الرئيس أردوغان وموقفه من نسب الفائدة والإنتاج". 

المهمة القادمة لـ"غل" 

قال الصحفي "أحمد طاش غيتيران" في مقال له بصحيفة "ستار"، إنه ومن ضمن الأسئلة المتكررة والمهمة التي تأتي في مقدمة هذه المرحلة، خاصة من قبل المعارضة التركية، سؤال عن طبيعة الدور السياسي الذي سيلعبه رئيس الجمهورية السابق "عبد الله غل"، بعد خروجه من رئاسة الجمهورية. وهناك تساؤل كذلك، عن خطة حزب العدالة والتنمية في هذا الموضوع، وأفكار كل من "أردوغان" و"داود أوغلو" بشأن المهمة التي سيستلمها "غل" في المرحلة القادمة.

ولفت "غيتيران" إلى أنه ليس من الضروري إعادة التذكير بأهمية وجود "غل" داخل أروقة حزب "العدالة والتنمية"، قائلا: "من دون أدنى شك هو شخصية رفيعة ذو تجربة عريقة، ولا ننكر أنه شخصية سياسية تعود بالفائدة على حزب العدالة والتنمية في كل الأحوال، وذلك بحكم الخصائص المميزة التي يتمتع بها. ولا نستطيع القول بأن تركيا اجتازت مرحلة الاستفادة من أصحاب التجربة والمخضرمين، بل إن الأمر على العكس تمامًا، فـ غل عاش فترة سياسية مليئة بالتجارب المفيدة للمرحلة الحالية".

وأشار الكاتب إلى أنه من المؤكد أيضًا أن "غل" لن يكون له أي دور من قريب أو من بعيد في إلحاق الضرر بحزب العدالة والتنمية من خلال مشاريعه السياسية، بعد أن شهدنا تضحياته. وفي الجهة الأخرى، لا نريد أن ننسى أنّ أي مسؤولية تلقى على عاتق "غل" لا تخلو من حساسية في الموقف، وهذا أمر طبيعي.

عن حُطام حلب: القاتل والمقتول يُكبِّر

روى الصحفي "كمال أوزتورك" في مقال له بصحيفة "يني شفق" ما شاهده في مخيم "أطمة" للاجئين الذي يقع مباشرة بجانب الحدود السورية، التي عبرها بشكل غير رسمي. وقال "أوزتورك" إنه "كان يعيش هناك آلاف النساء والأطفال والشيوخ تحت حر الصحراء، فوق الأرض المشتعلة، في خيام من قماش، لقد كان منظرًا مخيفًا لدرجة أن الموت كان يبدو أهون عليهم أحيانًا!".
 
وأضاف "أوزتورك": "حين دخلت حلب قهرني الوضع الذي وصلت إليه هذه الحضارة العريقة، فقد تهدمت قلعتها التي بنتها الدولة العثمانية بكل عناية، وتهدمت أسواقها وجوامعها!".

وقال إن "الشوارع خالية والموت في كل مكان! هذه المدينة التي كانت جوهرة بلاد الشام والدولة العثمانية ومهد الحضارات، تحولت إلى موطن الجرائم والقتل الموحش..".

ولفت "أوزتورك" إلى أن "جماعات من المعارضة في سوريا كانت تقاتل بعضها أمامنا، وقد كان القاتل والمقتول يُكبِّران!".

واسترسل بالقول: "لن أتحدث مرة أخرى عن الدول الغربية، فيكفي العالم العربي أنه سيحمل عار سوريا معه لأجيال طويلة قادمة، فقد صمتوا عن قتل الأخ أخيه لمصالح رخيصة، بل وحثوهم على هذا!".

وعن الدور التركي في سوريا، قال إن "تركيا سعت كثيرًا لإيقاف هذه الحرب الأهلية، وقد ذهب "أحمد داود أوغلو" -الذي كان وزيرًا للخارجية حينها- وحاول مرارًا إقناعهم. ولكنه لم يتمكن، ولم تكف قوتنا لإقناعهم، وتحولت سوريا إلى مشرحة يقتل فيها الأخ أخاه".
 
وعن الوضع القائم في سوريا الآن، قال "أوزتورك": "قبل أيام قامت قوات الأسد بتفجير مناطق بالقرب من جبل التركمان ومخيم أطمة، ومات وجرح مئات المدنيين مجددًا، فلجأ أطفال المخيم إلى خيمهم من الخوف، وكأنها ستحميهم! ولكن العالم أجمع لم يفعل شيئًا مجددًا، ولم يسمع!".

وشبه ما يجري في سوريا، بالقول: "كل شيء مثل فيلم.. مثل كابوس نظنه سينتهي، ولكنه لا ينتهي!"، مضيفا أنه "تأتي الأخبار كالمصائب من كل اتجاه، وتركيا تقف بين كرات النار، وتسعى لإخمادها، فهم شعب يذرف دموعه بكل فئاته من فلاحين وقرويين ومدنيين وطلاب جامعات، لأجل إخوانهم". 

وعن المستقبل المرتقب، لفت أوزتورك إلى أنه "إذا زادت قوة تركيا مع شعبها هذا فإنها ستتمكن من إيقاف كل هذه الحروب اللاأخلاقية والآلام، ولهذا فإن علينا أن نعمل في السياسة، لنوقف هذه الآلام.. علينا أن ننشئ تركيا جديدة قوية!".