فنون منوعة

عمرو خالد عن روايته الأولى: مجتمعاتنا تفتقد نموذج البطل

مواقفه من الأحداث في مصر أدت إلى تراجع شعبيته - أرشيفية
 يرى الداعية الإسلامي المصري عمرو خالد إن المجتمع العربي يفتقد نموذج البطل وهو ما دفعه لدخول مجال الكتابة وتأليف أولى رواياته "رافي بركات وسر الرمال الغامضة".

وقال في مقابلة مع رويترز إن "كل النماذج البطولية مستوردة من الخارج... لكن هذه النماذج لا تشبهنا".

وأضاف أنه يدين بالفضل في إصدار الرواية التي كتبت بين القاهرة ولندن لقراءته لأدب الرحلات وبرنامج (بسمة أمل) الذي يقدمه على بعض محطات الإذاعة إضافة إلى تشجيع صديق له.

*الداعية والروائي

ويستشهد خالد في أنحاء متفرقة من الرواية بآيات قرآنية وأدعية وقصص. ويقول "اكتشفت أن ثقافة الإنسان الشخصية تنعكس دون أن يدري على كتاباته".

وأضاف أن ثقافة الإصرار وهي السمة الغالبة على الرواية "هي ثقافة حياتي."

وعن ما لم يستطع توصيله للشبان كداعية ويحاول إيصاله لهم من خلال الرواية قال "هناك أشياء كثيرة لا تستطيع كداعية إيصالها، لكن الرواية تستطيع إيصالها أقرب لمفهوم سريان الماء في الورد، معروف في علم الزراعة أن الماء يسري في الورد أسهل كثيراً وبشكل تلقائي عن أي منتجات أخرى، والرواية هي سريان الماء في ورد الشباب الصغير عملية تلقائية وليست تلقينية."

واستطرد قائلاً إن "الدعوة ضرورية طبعاً، لكنها تميل للتلقين والناس فطرت عبر التاريخ والزمن ... على حب القصة والتفاعل مع القصة ... وبالتالي فالرواية طبعاً تضع مدخلاً آخر يختلف عن المدخل الدعوي."

وتمسك خالد بدوره كداعية قائلاً "أنا اتمسك بدوري كداعية، والرواية كانت جزءاً من توصيل هذه الرسالة اللي أنا متمسك بيها، وسأظل أؤدي هذا الدور ومتمسك به عمري كله، ولن أغيره إن شاء الله."

وخالد داعية إسلامي أسس منظمة صناع الحياة إحدى مؤسسات المجتمع المدني. وحصل على الدكتوراه من جامعة ويلز في موضوع (الإسلام والتعايش مع الآخر).

وفي 2008 وضعته صحيفة فورين بوليسي بالمركز السادس على قائمة أشهر المفكرين على مستوى العالم. كما جاء في 2007 ضمن قائمة المئة شخص الأكثر تأثيراً في العالم حسب مجلة تايم. واختارته مجلة نيويورك تايمز الداعية الإسلامي الأكثر تأثيراً في 2006.

وقدم عدة برامج تلفزيونية مثل (ونلقى الأحبة) و(صناع الحياة) و(على خطى الحبيب) و(قصص القرآن) و(مع التابعين) و(قصة الأندلس).

*رافي وصفات البطل

ويحدد خالد ست نقاط يتمتع بها البطل استنتجت من تحليله لمواصفات البطل عالمياً، هي أن البطل لابد أن يكون نبيلاً وأخلاقياً وإنسانياً، ولابد أن يقوم بعملية إنقاذ وأن يقوم بعملية تطوير، وأن يكون معاصراً جداً ويستخدم الأدوات المعاصرة. وتنطبق هذه النقاط الست على رافي بطل الرواية الصادرة عن دار نهضة مصر للنشر وتقع في 382 صفحة متوسطة القطع.

كما يقول في شرح اسم البطل على موقع الرواية الإلكتروني "معنى الاسم:الرافي: المصلح يقال رفوته إذا سكنته من الرعب فهو راف ورفوت الثوب أصلحته ورافية نبات يستخرج منه خيوط قوية ومشهورة."

والهدف الذي يسعى إليه "رافي" في الرواية هدف نبيل، يتلخص في تعليم أهل قريته واستغلال الكنز الموجود في أرضها الرملية.

كما أن "رافي" يتمتع بالإنسانية والأخلاق، وتتبدى هاتان الصفتان من خلال علاقته بأبيه وأمه وعلاقته بعمه الذي كان يعامله بقسوة، كما تتبدى في علاقته مع صديقه المسيحي صافي.

وعلى امتداد أحداث الرواية يقوم "رافي" بإنقاذ تاج محل من الانهيار،كما يحاول إنقاذ أهل قريته من الجهل من خلال تعليمهم وتطويرهم لكي يصبحوا فاعلين في المجتمع.

ويستخدم "رافي" صاحب القدرات الخارقة التكنولوجيا الحديثة مثل نظارة جوجل.

وفي تقليد جديد ربط خالد بين الرواية المكتوبة وموقع لها على الإنترنت، وضع فيه معلومات أكثر ثراء عن شخصيات وأماكن وظواهر وردت بالقصة المطبوعة.

ويشير الموقع إلى تخصيص جزء من عائد بيع الرواية "لصالح دعم المؤسسات الخيرية المهتمة بالطفل".

*الترجمة إلى الإنجليزية


وعن الدول التي توزع فيها الرواية قال خالد إنها تباع في مصر والخليج، وقريباً على موقع أمازون على الإنترنت ثم باقي العالم العربي.

وأضاف أنه يجري العمل حالياً على ترجمة الرواية للإنجليزية "عندنا أمل أن تكون موجودة خلال ستة أشهر في إنجلترا، وتصدر في السوق البريطاني كرواية تحمل ثقافة أخرى تعرض على الشباب الإنجليزي؛ لأنها في الآخر إنسانية.. لكن طبعاً عند طرحها هناك سيكون بها كثير من التنقيحات التي تناسب الثقافة الآخرى."

وأشار إلى أن الكلمات الموجودة في الرواية باللغة الإنجليزية "جاءت بشكل طبيعي، فهذه هي المصطلحات التي يستخدمها الشباب"، موضحاً أن اللغة التي كتبت بها الرواية هي اللغة العربية البسيطة جداً، وعندما تترجم للإنجليزية وتتاح في إنجلترا "سنكون حريصين على أن نترجم للغة الإنجليزية السهلة ... لكي نكون قريبين من الثقافة العالمية".

*الهند

وعن اختياره للهند لكي تكون أولى الدول التي تشهد مغامرات "رافي"، قال خالد "وجدت أن جزءاً مهماً من عملية الاستمتاع، أن يشعر الشاب أنه في رحلة معايا، وإنه أنا لابد أن أجعله يشاهد الهند ويشاهد جمال الرحلة".

وأوضح أنه يهدف إلى أن تكون الرواية من عدة أجزاء وسيشهد كل جزء رحلة، ويرجع هذا في جزء منه إلى تأثره "بأدب الرحلات لأنيس منصور" بالإضافة إلى أنه يوجد الكثير من الناس لا تستطيع أن "تسافر لكل بلاد العالم، فعلى الأقل يسافروا في الكتاب".

ويرى خالد أن في الهند "ثقافة غير تقليدية بلد الثقافات والتاريخ والأديان والخرافات والحكماء، فوجدت أن الهند بالنسبة لي مادة جديدة غنية سخية"، لجعل القارىء يتذوق طعم ثقافة جديدة منوهاً إلى أن رافي يتميز بالقدرات الخارقة، وأن هذه القدرات تتناسب بشكل لطيف مع أجزاء في طبيعة الثقافة الهندية.

يذكر أن مواقف خالد الأخيرة من الأحداث التي جرت في مصر بعد الثالث من يوليو عام 2013، وصمته عن الأحداث التي جرت في "رابعة" و"النهضة"  انعكست سلباً على شعبيته.