قضايا وآراء

بلى.. داعش حربنا.. ولكن كيف؟؟

1300x600
من يتبنى الرأي القائل بأن داعش ليست معركتنا هو واهم ومخطئ، القضاء على الفِكر الداعشي المتطرف هو أولوية من أولويات الأمة الإسلامية اليوم، إن ما تبنيه الأمة في سنين يهدمه هذا التطرف بساعات مع الأسف.

لكن هل الحرب البرية هي الحل؟

استوقفني تصريح للنائب هند الفايز مفاده بأن هنالك تيارا وطيفا يُروّج اليوم بعد الحادثة البشعة لتوريط البلد بكافة مؤسساته ومكوناته، يورطه من خلال دعواته للجيش الأردني إلى الدخول في حرب برية. هذه الحرب غير مدروسة ومحسوبة كما تقول الفايز. وأنا أقول: بل هي محسوبة ومدروسة لأعداء الأمة، وهي تصُب في خدمة مصالحهم وسياساتهم التي تهدف إلى استنزاف الأمة ومواردها. نعم هي مدروسة ومحسوبة "وحسبتها خسرانة كما يقول التُجار". كذلك للأردن، فداعش لن يُقضى عليها، وسيناريو الطيار الكساسبة الوحشي سيتكرر _ لا سمح الله _ مئات المرات، بل ربما أكثر من ذلك. فالخيارات جميعها مفتوحة.

باختصار:
داعش فِكر والفِكر لا يجابه إلا بفِكر.
داعش عَرض وليس مرض.

داعش يواجه بالسماح لأصحاب الخطاب الإسلامي المعتدل والوسطي بأن يعتلوا المنابر والجامعات بدلا من إقصائهم، داعش يواجه بإطلاق سراح معتقلي الرأي ورفع سقف الحريات والتعبير، داعش يواجه بالتشاركية من قبل الجميع في صُنع القرار والسياسات، داعش يواجه بمحاربة الفساد، داعش يواجه بتحسين حال المواطن الغلبان الذي أصبحت لُقمة أولاده ودواؤهم وتعليمهم تحديات كبرى وشاقة ومُرهقة.

القِط الوديع في حال "حُشر بالزاوية" كما يقولون فإنه يتحول إلى حيوان مفترس ينهش كل من هو في طريقه.

داعش باق ويتمدد ما بقيت الأمور على ما هي عليه.. وهذا ما لا نُريده.

داعش إلى زوال إن طُبقت السياسات العادلة وسِرنا معا نحو دولة الحرية والكرامة والمساواة.

داعش تطرف والتطرف لا دين له.

لا لتوريطنا بالحرب البرية، فأبناؤنا يعُزّون علينا !!