سياسة عربية

موقع إماراتي يشكك بتعيين ابن نايف وليّا لوليّ عهد السعودية

محمد بن نايف وليا لولي العهد - أرشيفية
شكك موقع إرم الإماراتي في تعيين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي ولياً لولي العهد، المنصب الثالث في هرم السلطة، بعد الملك وولي العهد، المنصب الذي استحدثه العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، في سابقة تعد الأولى من نوعها منذ تأسيس الدولة السعودية، الذي عين فيه أصغر أبناء الملك عبد العزيز سناً الأمير مقرن. 

وأشار الموقع المدعوم من الإمارات، الذي يسوق لسياسات أبو ظبي وتوجهاتها، إلى أن "العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما أصدر أمره الملكي بتعيين ابن شقيقه الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، لم يأخذ رأي هيئة البيعة"، وذلك في تشكيك واضح بالأمر الملكي، وتعيين ابن نايف الذي وصفه الموقع بصاحب المركز القوي في المرتبة الثالثة في هرم الحكم السعودي، ليكون بذلك أول حفيد للملك المؤسس، يقترب من عرش المملكة.

وقال "إرم" : "إن آلية اختيار محمد بن نايف من بين عدة أحفاد بارزين جداً لفتت انتباه المراقبين"،  حيث وصفها الموقع المدعوم إماراتياً بـ"الغامضة".

وأضاف مشككاً في التعيين "إنه لا يمكن تحديد الآلية التي عين بها الملك سلمان، ابن شقيقه الأمير محمد بن نايف، في منصب ولي ولي العهد، إذ من المفترض أن يتم اختيار الشخص الذي سيشغل هذا المنصب، بناءً على قرار صادر من هيئة البيعة المسؤولة عن ذلك وفق نظام تأسيسها".

وتابع قائلاً: "يستبعد أن يكون اختيار الأمير محمد بن نايف لشغل منصب ولي ولي العهد قد تم بموافقة هيئة البيعة".

وشكك الموقع في أن يكون حصل "اجتماع لأعضاء هيئة البيعة بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله"، واصفاً عقد مثل هذا الاجتماع بأنه "أمر صعب جداً"، وأنه "يصطدم بإشكالية حضور ممثل عن الملك الراحل عبد الله، الذي ينشغل أبناؤه، لاسيما كبيرهم الأمير متعب، بتشييع جنازة والدهم واستقبال المعزين".

 وكشف الموقع عن الموقف الكامن لحكام الإمارات الداعم للأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، رغم أنه ليس أكبر أبناء الملك عبد الله.

 ولكن الحقيقة التي لم يقلها "إرم" أن "اختيار محمد بن نايف ولياً لولي العهد، أحبط مخطط "محمد بن زايد- متعب- التويجري"، الذي كان يستهدف التعجيل بتعيين متعب وإدخاله هرم السلطة، وهو القرار الذي سعى إليه متعب وحليفه محمد بن زايد بكل قوة، وذلك بتخطيط من خالد التويجري رئيس الديوان الملكي الذي كان صاحب القرار الرئيسي في الديوان، وكان يمنع حتى أشقاء العاهل السعودي الراحل من الدخول عليه.

 وغير خاف على المراقبين الصراع على منصب "ولي ولي العهد" بين متعب بن عبدالله، وزير الحرس الوطني - منصب استحدث له خصيصاً ليكون وزيراً- ومحمد بن نايف وزير الداخلية، ولجوء كل من متعب ومحمد بن نايف إلى واشنطن، ولقاءاتهما مع أوباما وكبار المسؤولين هناك، وأنه بعد تخطي الأمير أحمد ابن عبد العزيز، واستبعاده من الدخول في مثلث القيادة، وتعيين الأمير مقرن، أصبح الدخول إلى مثلث الحكم في حالة وفاة الملك من نصيب أحفاد الملك عبد العزيز، وهو الأمر الذي يدفع به الغرب ويضغط على القيادة السعودية بشأنه.

 في حين حصر المنصب الثالث في اثنين إما متعب أو ابن نايف، فإذا رحل الملك عبد الله يكون حُسم لمحمد بن نايف، واستأثر به "السديريين"، أما إذا كان الخيار الثاني ورحل سلمان، فإن الأمر سيكون محسوماً لمتعب.
 
أما قصة عدم حصول العاهل السعودي الجديد على موافقة "هيئة البيعة"، واستبعاد أن يكون حصل اجتماع لها، فقد تبين من الأمر الملكي أن سلمان حصل على موافقة أعضاء هيئة البيعة، فعدد الأعضاء خمسة وثلاثون عضواً، وأن الاجتماع يحدث بأغلبية عدد الحضور، ويتخذ القرار بموافقة ثلاثة أرباع عدد أعضاء هيئة البيعة، وسرعة تعيين "ولي ولي العهد" اقتضته ظروف الحصول على البيعة بعد عشاء يوم الجمعة -يوم وفاة الملك- كما جاء في نص الأمر الملكي الذي نعى فيه العاهل الجديد، الملك الراحل، ولم يعرف بعد إذا كان قرار هيئة البيعة كان خلال الاجتماع، أو من خلال التمرير على الأعضاء، أو التشاور. 

 كما شكك الموقع المدعوم إماراتياً في  قرارات التعيين الجذرية التي اتخذها العاهل الجديد الملك سلمان، وقال إنها "شملت مراكز حساسة، لاسيما تعيين نجله الأمير محمد بن سلمان، في منصب وزير الدفاع، إضافة لتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، لافتاً إلى أنها "تثير الكثير من الأسئلة، بسبب طبيعتها العاجلة التي توحي بأن أمراً ما سيحدث إذا ما تأخر صدور تلك القرارات".

وتساءل الموقع "هل كان لدى محمد بن زايد - متعب - التويجري"، خطة عاجلة لقطع الطريق أمام سلمان، بعدم تعيين محمد بن نايف ولياً لولي العهد، وهل اكتشف سلمان هذا المخطط ولجأ إلى السرعة في تعيين الرجل الثالث في الدولة من الأحفاد".

إنها تساؤلات يُسأل عنها من يدعمون موقع "إرم" الذي يرى مراقبون أنه لا يمكن أن يكتب حرفاً واحداً من هذا التحليل التشكيكي دون أخذ الضوء الأخضر من أبو ظبي، بل ومن محمد بن زايد شخصياً، وهو الذي كان يقود مخطط تنصيب متعب بن عبد الله كرجل ثالث في السعودية، المعروف بعدائه وكراهيته لنايف بن عبد العزيز وابنه محمد بن نايف، والتسريبات في هذا المجال منتشرة وموثقة وغير خافية لا عن ابن نايف ولا عن السلطات السعودية.