سياسة عربية

السيسي: لا معتقلين سياسيين بمصر وحق التظاهر مكفول

السيسي قال إنه لا توجد أي لقاءات قمة مقررة بين القاهرة والدوحة - يوتيوب
زعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه لا يُوجد معتقل سياسي واحد في مصر، مؤكدا أن حق التظاهر مكفول، وأن هناك 90 مليون حالة صعبة جدا في مصر، وفق وصفه.
 
وقال السيسي -في حوار مع فضائية "سكاي نيوز عربية" الأحد- إن "كلمة اعتقال أحد بشكل إداري في مصر غير موجودة.. توجد إجراءات نيابة، ومحكمة، وإجراءات قضائية، وأنا لا أتدخل فيها، ومن المهم عدم التدخل فيها، لكي نعطي أنفسنا فرصة حتى تعود مؤسسات مصر أقوى مما كانت"، على حد تعبيره.
 
وكانت تسريبات صوتية عدة فضحت تدخل السيسي وإدارته وأعضاء بالمجلس العسكري في أمور القضاء، لا سيما من أجل توفير غطاء قانوني للاحتجاز غير القانوني للرئيس محمد مرسي، وغلق ملف مصرع 37 سجينا مصريا في سيارة ترحيلات، وغيرها من القضايا.
 
وشدد السيسي في حواره على أن القانون في مصر له السيادة، كما قال مضيفا: "تمت مراجعة موقف الموجودين في السجون خلال الفترة الماضية مرتين، وهناك مرة ثالثة يتم تنفيذها حاليا، لكي لا يكون لأحد مظلمة، فليس مطلوبا أن يوجد أحد في السجن، وهو مظلوم، لكن لا يوجد أحد معتقل اعتقالا سياسيا في السجن".
 
وكان قد تم إطلاق سراح خالد القزاز أحد أعضاء مستشارية الرئيس محمد مرسي قبل أيام، بعد أن تم احتجازه لما يزيد على عام ونيف، دون توجيه أي اتهام إليه، أو معرفة ظروف احتجازه الذي تم خارج القانون.
 
وحول الانتقادات الموجهة من الاتحاد الأوروبي لمصر بفرض قيود مبالغ فيها على الحريات، قال السيسي: "تحدث مع المواطن المصري البسيط، واسمع منه، هل فعلا في مصر شكل من أشكال التدخل في حريات الناس، أو المساس بحرياتهم؟، وهل حق التظاهر مكفول أم لا؟، هل تقدم أحد بطلب لتنظيم مظاهرة خلال الشهور الماضية، ورفض طلبه؟".
 
وأكد أن موضوع قانون التظاهر، أخذ شكلا غير حقيقي، وفق قوله.
 
وأضاف: "ليتقدم ألف طلب للتظاهر، ونرى رد الفعل ماذا سيكون، ولكن هذا لم يحدث، وهذا ليس معناه أن كل الأمور على ما يرام، ولكن المعايير التي يريد أن يقيس بها الأوروبيون الأمور في بلاد مثل مصر، وظروفها ستكون ظالمة لظروفنا.. وأنا أقول إن هناك 90 مليون حالة صعبة جدا، ونريد تحقيق الاستقرار والأمن للناس لكي نلبي طلباتهم".
 
وواصل حديثه: "المواطنون يريدون أن يعيشوا، ويستقروا، ويتعلموا، ويعلموا أولادهم، ويعالجوا، وهذا يتكلف كثيرا"، مضيفا: "كنت أتمنى منهم (الأوروبيون) أن يقولوا لي: سنتصدى لحجم العشوائيات الموجود في البلد، فهل هذا ليس من حقوق الإنسان، ومستوى التعليم أيضا، وحجم العمل المتوفر.. أليس من حقوق الإنسان أن يتوفر عمل جيد، وتعليم جيد، وعلاج جيد".
 
وتابع: "لا نريد اختزال الموضوع في السماح بالتظاهر من عدمه، وهناك قضايا كثيرة جدا تحتاج معالجة في مصر"، على حد تعبيره.
 
وكان عدد كبير من نشطاء ثورة 25 يناير قد أُلقي بهم في غيابات السجون المصرية، لمجرد مطالبتهم بحق المصريين في التظاهرات السلمية دون اشتراط ذلك بالموافقة المسبقة من قبل جهاز الشرطة، وهي الموافقة لتي يشترطها قانون التظاهر المثير للجدل، الذي أصدره الرئيس المؤقت (المعين من قبل العسكر) عدلي منصور.
 
مصر في طريقها الصحيح
 
وأضاف السيسي في حواره أن مصر تسير بشكل جيد في طريقها الصحيح، لتنفيذ مراحل خارطة الطريق، بإجراء الانتخابات البرلمانية، بعدما تم تنفيذ أول استحقاقين: تعديل الدستور، والانتخابات الرئاسية.
 
واستطرد: الانتخابات البرلمانية مرحلة من باقي المراحل، والبشرية تتطور، لكنها لم تصل لمرحلة الكمال، ونحن نُطور ونُصلح ما نمر به بشكل جيد في ظل الظروف القائمة، والتجربة الثرية للغاية التي نعيشها".
 
ونفى السيسي وجود خصومة مع شباب مصر، مؤكدا أن الأمور تسير بشكل جيد في ظل الظروف الحالية، وفي ظل تجربتنا، وهي تجربة ثرية جدا، ويجب أن نتذكر شكل مصر منذ خمس سنوات، حسبما قال.
 
وتساءل: "هل هناك دولة تعدادها 90 مليون مواطن مثل مصر يمكن في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها منذ أربع سنوات، وحالة الاستهداف لمصر من العناصر المتطرفة والإرهابية والتكفيرية، أن تكون بلا تجاوزات؟".
 
وتابع: "أريد أن أقرر واقعا، وأكون صادقا مع نفسي، ومعكم.. أكيد هناك تجاوز، لأن الدولة في ظروف استثنائية، وبالتالي الإجراءات التي تُتخذ بعضها ليس بالشكل الذي نتمناه، لكن الإرادة السياسية تحتاج إلى استقرار وأمان وسلام وحرية.. حرية حقيقة للناس.. هل يمكن أن نتحصل على كل هذا في سنوات قليلة جدا؟".
 
وعن سيناء، قال إنها تعيش مرحلة حرجة من الحرب على الإرهاب.. معتبرا أن التجاوزات بسيطة، وغير مؤثرة، وأن التطرف انتشر في سيناء نتيجة سنوات طويلة من الإهمال، مؤكدا أن الحل الأمني ليس الوحيد لمحاربة الإرهاب، وأنه يجب أن تكون هناك مقاربة فكرية بالتوازي.
 
واستطرد: "الموقف الأمني في سيناء يحتم علينا تقنين العبور من معبر رفح".
 
حتمية غلق معبر رفح
 
عن القضية الفلسطينية، قال السيسي في حواره: "الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية، ودعم شعبها لم يتغير، فنحن نُشجع بقوة على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية".
 
وأضاف "سيكون الواقع جيد جدا، والمناخ إيجابيا في منطقة الشرق الأوسط، إذا تم حل القضية الفلسطينية خلال الشهور والسنين القليلة المُقبلة".
 
ومعلقا على غلق معبر رفح المصري، قال: "الظروف الأمنية التي تشهدها سيناء، خلال الشهور الماضية، كانت تحتم غلق المعبرح لأن المواطن الفلسطيني، الذي يدخل إلى الجانب المصري يجب أن يكون مؤمنا. ومن ناحية أخرى، لا يجب أن يكون الاهتمام منصبا على المعبر المصري فقط، في ظل وجود معابر أخرى للقطاع مع الجانب الفلسطيني."
 
مصر جزء من الحملة على الدولة الإسلامية
 
وحول الدولة الإسلامية، قال السيسي إن "تنظيم (داعش) يمثل مشكلة كبيرة تواجه المنطقة برمتها، وإن مكافحة الإرهاب تحتاج وقتا طويلا لتحقيق أهدافها".
 
وأضاف أن نتائج الحملة الدولية على (داعش) لن تظهر في الوقت الحالي، وأن مصر جزء منها، وأنها تقاتل الإرهاب على أراضيها.
 
وشدد على ضرورة وجود مقاربة فكرية لمحاربة الإرهاب، وأن الخطاب الديني يحتاج إلى تطوير، على حد قوله.
 
حل سياسي لسوريا وليبيا
 
عن سوريا، قال السيسي إن مصر تدعم الحل السياسي باتفاق كافة الأطراف، وإن الحل يكمن في إرادة الشعب السوري، مضيفا: "مصر لن تدخر جهدا إذا طلب منها ذلك".
 
وأشار إلى أن مصر مع وحدة الأراضي السورية، ومع حل الأزمة بشكل سياسي، وليس عسكريا، وأنه يجب أن يكون هناك حل للتعامل مع ظاهرة العناصر المتطرفة المنتشرة في سوريا.
 
وعن الأوضاع في ليبيا، قال إن استقرار ليبيا يصب في صالح مصر وأمنها القومي، مشددا على دعم الشرعية الممثلة في مجلس النواب، والجيش الليبي.
 
وقال: "ندعم حلا سياسيا يضمن أمن واستقرار ووحدة ليبيا، ونرفض وصول أي أسلحة للجماعات المتطرفة".
 
وأضاف: "لا نتدخل عسكريا في ليبيا، لكننا نحمي حدودنا، وأمننا القومي"، معربا عن أمله في أن "يدوم الاستقرار والأمن في دول المنطقة كافة."
 
لا لقاءات قمة بين القاهرة والدوحة
 
وحول العلاقة مع قطر، قال السيسي إنه لا توجد أي لقاءات قمة مقررة بين القاهرة والدوحة.
 
وأضاف: "تطرقت إلى هذا الموضوع في الكويت، وقلت سننتظر ونرى، ولكن لا يوجد هناك لقاء مقرر مع الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر".
 
الأشقاء في الإمارات لهم رؤية للإرهاب
 
وفي حوار ثان مع قناة "أبو ظبي" الإماراتية الأحد أيضا، قال السيسي، إن الأشقاء في دولة الإمارات كان لديهم رؤية لمكافحة ظاهرة الإرهاب، وإن مصر تتفق تماما مع الرؤية الإماراتية بشأن الإرهاب، لكونه يهدد الأوطان،  وسمعة الدين الإسلامي.
 
وشدد على ضرورة اتحاد الدول العربية حتى تكون يدا واحدة في مجابهة الإرهاب، قائلا: "الاتحاد ووضع يد الأشقاء بعضهم مع بعض يقلل من المخاطر التي تهدد الأوطان العربية"، مؤكدا أن استقرار مصر هو استقرار لجميع الدول العربية.
 
وأضاف أن الشعب المصري عظيم وصبور ومتحضر وواع، مضيفا: "أتمنى أن أكون عند حسن ظنه". وقال -بالعامية المصرية-: "لو أقدر أجيب للمصريين حتة من السماء مش هيبقي غالي عليهم".
 
وكان السيسي بدأ زيارة إلى "أبو ظبي" مساء السبت، هي الأولى له إلى دولة الإمارات، ويشارك خلالها في القمة العالمية للطاقة.