ملفات وتقارير

حماس تحيي ذكرى انطلاقتها بمسيرات حاشدة في القطاع

خرج آلاف المواطنين من مساجد محافظات قطاع غزة وسط هتافات تمجد "حماس" - أ ف ب
انطلقت عقب صلاة الجمعة، مسيرات جماهيرية حاشدة في محافظات قطاع غزة، إحياء للذكرى الـ27 لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وخرج آلاف المواطنين من مساجد محافظات خانيونس والوسطى وشمال غزة، وسط هتافات ممجدة لحركة حماس وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس فتحي حماد، إن نصر حركته سيعظم ما عظم الحصار والتآمر عليها، بدليل الحشود الكبيرة من الشعب الفلسطيني، حول برنامج وخيار الجهاد والمقاومة الذي تقوده حماس.

وأكد حماد في كلمته خلال مسيرة حاشدة في بلدة جباليا شمال غزة بعد صلاة الجمعة، أن التحالف الذي يقوده وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وحلفاؤه ضد حماس، سيفشل كما فشل في السنوات الماضية، مبيناً أن عدداً من الدول استعدت للتحالف معهم ضد حماس.

وقال: "إن كانوا يظنون أن حركة حماس بالحصار سينفض الناس من حولها، فهم خاطئون لأن جماهير حركتنا يزدادون عدداً، على الرغم من اشتداد الحصار ومنع إعادة الإعمار وكل التآمر"، مشدداً على أنه إذا لم يكن هناك إعمار وفك للحصار فسيكون انفجار.

ودعا عضو المكتب السياسي الأمة العربية والإسلامية إلى إمداد المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح، حتى تجند مزيداً من المجاهدين ضد الاحتلال الإسرائيلي.

واستدرك حماد بالقول: "لن نأتي على سيرة التنسيق الأمني، لأن جهاد حماس وقوتها سيذيب التنسيق الأمني إلى الأبد، فقد وضعنا كل من تآمر ضدنا وراء ظهورنا"، مؤكداً أن الضفة ستنتصر على سجانها وعملائها، وسيخرج كل أبي من الضفة إلى حواجز الاحتلال.

ولفت حماد إلى أن آلاف المجاهدين التحقوا بكتائب القسام بعد العدوان الأخير، مبيناً أنه بدل كل شهيد قسامي ارتقى خلال العدوان، تقدم ألف من أبناء المساجد للانضمام للقسام.

بدوره، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، إن شمال القطاع ما زال يلقن العدو الدرس يتلوه الدرس، مقدماً التحية لأهالي الشهداء والجرحى والأسرى.

وشارك الآلاف من أبناء المحافظة الوسطى في مسيرة حاشدة، توجت بإسدال الستار عن الجدارية الأضخم في قطاع غزة، التي تحاكي مسيرة "حماس" وتاريخها الديني والمقاوم منذ تأسيسها حتى عام 2014.

وانطلقت مسيرات فرعية من مختلف مساجد مخيمي النصيرات والبريج، بعد صلاة الجمعة، وصولاً إلى طريق صلاح الدين (مكان الجدارية)، وبمشاركة قادة "حماس" ونواب المحافظة الوسطى، وحشد جماهيري غفير.

وتقدم المسيرات التي حاكت "ثورة المساجد"، عشرات الملثمين الموشحين بالرايات الخضراء، رافعين صور القادة الشهداء، ومجسمات تحاكي صواريخ المقاومة، وأسلحتها قديماً، كالسكاكين وغيرها.

وأكد القيادي في حركة "حماس" صلاح البردويل، أن حركته ما زالت متمسكة بنهجها المقاوم حتى تحرير كامل تراب فلسطين، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، رغم الظروف والمؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.

وبيّن البردويل خلال كلمته أن حركته انطلقت من رحم الشعب الفلسطيني المقاوم لتدافع عن حقوقه، ودفعت بذلك ثمناً غالياً، و"رغم كل المؤامرات التي تحاك ضد الحركة من القريب والبعيد، إلا أننا نرى في عيون أبنائنا وقلوب الناس حب هذه الحركة".

وأكد أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، منذ انطلاقتها حتى الآن قدمت للشعب الفلسطيني العديد من الإنجازات، أبرزها صفقة "وفاء الأحرار"، ودافعت عن الشعب الفلسطيني وخاضت المعارك وكسرت كل المؤامرات، ونظفت القطاع من الفلتان الأمني وصمدت ضد الاحتلال.

وفي السياق ذاته، أكد البردويل أن حركته متمسكة بثوابت الشعب الفلسطيني، ولن تتنازل عن حق العودة جنباً إلى جنب مع الفصائل الفلسطينية كافة. 

مواجهات في الخليل إثر منع مهرجان "حماس"
 
واندلعت ظهر الجمعة، مواجهات عنيفة بين مجموعة من الشبان الفلسطينيين وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عقب قيام الأخيرة بالاعتداء على الموقع المجهّز لإقامة مهرجان انطلاقة حركة "حماس" في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، ومنعها من إتمام هذه الفعالية.

وذكرت مصادر محلية لـ"قدس برس"، أن عدداً من الشبان الفلسطينيين أصيبوا بأعيرة الرصاص الحي، التي أطلقتها قوات الاحتلال تجاههم برفقة قنابل الغاز المسيلة للدموع، التي أسفرت عن اختناق عشرات آخرين، وذلك في أثناء المواجهات التي اندلعت عقب صلاة الجمعة قرب مسجد الوصايا جنوب مدينة الخليل، بعد مضي ساعات قليلة على اقتحام الاحتلال لمقر مهرجان انطلاقة حركة "حماس"، وتحطيم منصة الاحتفال ومصادرة معدّات الصوت وتجهيزات أخرى.

وفي السياق ذاته، نصبت قوات الاحتلال منذ ساعات صباح الجمعة، عدة حواجز عسكرية على مداخل المنطقة الجنوبية في محافظة الخليل، وحاصرت الطواقم الصحفية التي وجدت قرب مدرسة "الوصايا" لتغطية فعاليات مهرجان انطلاقة "حماس".

من جانبهم، اتّهم ناشطون من أنصار حركة حماس أجهزة أمن السلطة الفلسطينية باعتقال عدد منهم، ونصب حواجز في مدينة الخليل والتدقيق ببطاقات المارة في محاولة لمنعهم من الوصول إلى مكان المهرجان.