سياسة عربية

بنكيران: إغلاق الجزائر للحدود مع المغرب قطع للأرحام

الحدود الجزائرية المغربية مغلقة منذ العام 1994 - عربي 21
 قال رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله ابن كيران، إن إغلاق الدولة الجزائرية للحدود مع المغرب يعد "قطعا للأرحام وأمر غير طبيعي ولا معقول"، مشددا على ضرورة تحرك الجميع دون حواجز بين البلدين.
 
وطالب ابن كيران، خلال مقابلة خاصة له مع القناة "الحرة" الأمريكية، الجزائر "بتحكيم العقل والمنطق والمبادئ التي تجمعنا"، وعلق قائلا "لو فعلوا ذلك سيفتحون الحدود اليوم قبل غد".
 
وأضاف جوابا على سؤال صحفي القناة، هل يفتح المغرب والجزائر صفحة جديدة؟ بالقول إن المغرب، "لا يحتاج لفتح صفحة جديدة مع الأشقاء الجزائريين، لأن تاريخنا مشترك ونحن نعتبرهم إخوة والصفحة الأصلية التي يجب أن تكون بين الطرفين هي التعاون والخير".
 
ابن كيران، قال إنه "من الأمور التي لا يمكن أن نفهمها ما يتذرع به الجزائريون من أنه إذا ففتحت الحدود البرية معهم سيكون عدد القادمون من الجزائر أكثر من الذاهبون إليها من المغرب".
 
وبعد إشارته للروابط الدينية والعقدية بين المغرب والجزائر، سجل المتحدث، الاختلاف مع الجزائر في التاريخ، موضحا أن التجربة المغربية تميزت بغير كثير من الاستقلالية وبين التجربة الجزائرية التي خضعت للاستعمار الفرنسي لعقود وأيضا للنفوذ العثماني و الشرقي. 
 
وردا عن سؤال حول العلاقات المغربية الإفريقية على الرغم من انسحاب المغرب من "الاتحاد الإفريقي"، قال أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي، "إن موقف منظمة الاتحاد بقبول عضوية دولة وهمية وغير موجودة من الناحية العملية يعد موقفا غير معقول ولا مقبول".
 
 وأضاف رئيس الحكومة المغربية "نحن ننتظر أن يصحح هذا الوضع لنرجع للاتحاد الإفريقي".
 
وشدد ابن كيران، على أن علاقة المغرب بجل الدول الإفريقية هي علاقة قوية جدا، وأنها ليست وليدة اليوم، "بل علاقة قديمة وعريقة لقرون، ومبنية على الجانب الروحي".
 
 موضحا أن نصف القارة الجنوبية له "علاقات بالمغرب من خلال الطرق الصوفية والحج والدارسة". وأكد رئيس الحكومة أن "هذا التأثير جعل المغرب رغم مغادرته للاتحاد الإفريقي يبقى له مكانة كبيرة في قلوب الأفارقة"
 
 وعن العلاقة المغربية الأمريكية قال ابن كيران، إنها علاقة قديمة جدا، و"للتاريخ فقط فنحن أول دولة اعترفت بالولايات المتحدة الأمريكية كدولة مستقلة قبل أزيد من 200 سنة، والمغرب منذ الاستقلال اختار أن يكون حليفا لما كان يسمى بالعالم الحر والذي كانت تترأسه أمريكا وهذه العلاقة استمرت".
 
وفي إطار تقييمه لتلك العلاقة، قال ابن كيران، إنها على المستوى السياسي كانت دائما جيدة ولا تزال، وهي مبنية على تحالف موضوعي مستمر إلى اليوم، أما اقتصاديا يقول ابن كيران، ف"العلاقة محدودة وإن كانت انتعشت مع اتفاقية التبادل الحر،  لكن ما تزال محدودة جدا، فالجانب الأمريكي استفاد أكثر من هذه الاتفاقية بحكم استعدادهم وجاهزيتهم، لكن الدخول للسوق الأمريكية يتطلب كفاءات ومهارات لم تتوفر بعد لعدد من الشركات المغربية وهذا موضوع دراسة وتطوير اليوم".
 
وذكر الضيف الخاص على قناة "الحرة" أن المغرب كان متوجه اقتصاديا بالأساس نحوى أوروبا وخصوصا فيها نحو فرنسا وإسبانيا، ثم ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا"، مستدركا "لكن اعتناء الولايات المتحدة الأمريكية  بإفريقيا وبالمغرب بدأت تظهر له بعض النتائج الآن".
 
يذكر أن الحدود المغربية الجزائرية الممتدة على مساحة 1559 كلومتر، قد أغلقت صيف العام 1994 بقرار من الجزائر في ردها على الرباط التي فرضت التأشيرة على المواطنين الجزائريين بعد ضلوع متطرفين فرنسيين من أصل جزائري وجزائريين في التفجيرات التي استهدفت فندق "أطلس أسني" بمدينة مراكش وسط المغرب.