ملفات وتقارير

عملية طبية بضوء محمول تنكأ جرح المصريين من الكهرباء

أطباء يجرون عملية جراحية على ضوء الهواتف المحمولة جراء أزمة الكهرباء بمصر - أرشيفية
نكأت عملية جراحية أجراها عدد من الأطباء بمستشفى الإسماعيلية الحكومي العام على أضواء الكشافات والهواتف المحمولة، الاثنين، جراح المصريين من جراء استمرار أزمة انقطاع الكهرباء، الأمر الذي أدى إلى مثل هذه المواقف، ومعاناة شديدة في حياتهم اليومية، دون إيجاد حل لهذه الأزمة التي كانت أحد الأسباب التي تذرع بها الانقلابيون حينها للتخلص من حكم الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي.
 
وكان استشاري أمراض النساء والتوليد بمستشفى الإسماعيلية العام، الطبيب عاطف السماك، وأخصائي النساء، الطبيب نادر محسن اللبيدي، والفريق الطبي المرافق لهما؛ أجروا جراحة "استئصال رحم" لمواطنة في العقد الرابع من عمرها على أضواء الكشافات العادية، وكشافات الهواتف المحمولة، لتعطل مولدات الكهرباء، بسبب عطل في مولدات الكهرباء المتواجدة بالمستشفى نتيجة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر.
 
وبعد انتهاء الجراحة، أبلغت إدارة المستشفى قسم الصيانة لديها بإتمام الإصلاحات اللازمة للمولدات لتشغيلها، وأكدت الإدارة أن توقف 12 مولدا عن العمل تسبب في توقف تشغيل الأجهزة الطبية في أقسام "الخارجي والأشعة والأقسام الداخلية والحضانات بالمستشفى".
 
وقالت نقابة الأطباء، في بيان لها، إن انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر عن المستشفى أجبر الأطباء على إجراء العملية الجراحية، نظرا لخطورة الحالة، مؤكدة أن المرضى والأطباء يعانون على مدار اليوم داخل المستشفيات، جراء تعطل الأجهزة الطبية، بسبب انقطاع الكهرباء.
 
ونشرت النقابة صورا للأطباء، وهم يجرون العملية تحت إضاءة الكشافات العادية، وكشافات الهواتف المحمولة. وتبارت الصحف المصرية في نشر هذه الصور الأربعاء.
 
وأكدت النقابة أن العملية استغرقت نحو ساعتين، قضاهما الفريق الطبي في إجراء عملية استئصال رحم لمريضة، مضيفة أن العملية تمت? بنجاح، وأن المريضة في حالة صحية مستقرة.
 
ومن جهته، قال الدكتور محمد محسن اللبيدي -في تصريح لصحيفة "البديل" الأسبوعية- إنه لم يعتد في أثناء وجوده بغرف العمليات على قطع الكهرباء بهذا الشكل، حيث كانت تقطع لمدة دقيقتين على الأغلب، لكن هذا اليوم (الاثنين) اضطررنا إلى تشغيل أضواء الكشافات والهواتف المحمولة، وقمنا بإتمام العملية.
 
وأشار إلى أن العملية نجحت على الرغم من انقطاع التيار الكهربائي، وأن المريضة تحت العناية حاليا، مؤكدا أن الظروف التي يعمل بها الأطباء في مصر صعبة.

وطالب اللبيدي بدعم الأطباء لإتمام عملهم، وليس سبّهم لمجرد مطالبتهم بتحسين الخدمة للمرضى، على حد قوله.
 
ومن جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء، الدكتور محمد اليماني، أنه لن يتم انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفيات، مشيرا إلى أن أطباء مستشفى الإسماعيلية العام، اضطروا ظهر الاثنين الماضي، إلى إجراء العملية الجراحية تحت أضواء الكشافات، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وتوقف المولدات الكهربائية الخاصة بالمستشفى.
 
واعتبرت صحيفة "المصري اليوم"، الأربعاء، أن الواقعة تكشف مدى تضارب تصريحات المسؤولين مع الواقع، ومدى تفشى الإهمال داخل المؤسسات الحكومية.
 
وقال مدير "برنامج الحق في الصحة" الدكتور علاء الغنام: "إن الطبيب المعالج اضطر إلى إجراء العملية على أضواء الكشافات حفاظا علي حياة المريض بعد انقطاع الكهرباء".
 
وشدد على ضرورة توافر عدد كاف من المولدات الكهربائية بالمستشفيات حفاظا على حياة المرضي والأطفال الذين يعيشون في الحضانات فور ولادتها بسبب النقص في نموها.
 
وأكد مواطنون أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، حيث تنقطع الكهرباء دوما عن المستشفيات الحكومية في محافظات مصر، ما يتسبب بخطر على حياة المرضى، مشيرين إلى أنه سبق أن تم قطع الكهرباء في أثناء إجراء عمليات جراحية مشابهة.
 
وقالوا إن الواقعة تضاف إلى سجل الإهمال داخل القطاع الصحي في مصر، إذ إن مولدات المستشفيات الحكومية العامة بها أعطال، وقد لا تعمل، إضافة إلى قائمة طويلة من الإهمال داخل هذه المستشفيات، على حد قولهم.

وبدورهم، تبادل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" صور العملية، ومعها تعليقات ساخرة لهم، من استمرار أزمة انقطاع الكهرباء، مبدين دهشتهم من أن يكون هذا هو الحال بمستشفيات مصر في عام 2014.