سياسة عربية

تايمز: قوات مصرية وباكستانية لحماية حدود السعودية

عدد من الجنود يقومون بحراسة الحدود السعودية - أ ف ب
كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير لها السبت، عن اعتماد المملكة العربية السعودية على قوات مصرية وباكستانية للدفاع عن حدودها ضد تهديد القاعدة القادم من العراق.

وتقول الصحيفة إن السعودية أصيبت بالفزع بسبب التقدم الذي حققه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المنشق عن تنظيم القاعدة في الأشهر الأخيرة، فقامت باللجوء إلى حلفائها المقربين في مصر والباكستان طلبا للمساعدة، وحماية حدودها التي تمتد على طول 500 ميل مع العراق.

وقالت الصحيفة: "إن السعودية أنفقت في العام الماضي ما يقدر بـ 35 مليار جنيه إسترليني (55 مليار دولار) على شؤون الدفاع وتفوقت على بريطانيا في الإنفاق العسكري حيث حلت في المرتبة الرابعة". 

وتعلق بأن حجم الإنفاق يشير إلى المخاوف السعودية وقدرة قواتها على الدفاع عن البلاد حالة تعرضها لغزو من الجهاديين.
 
ومن أهم مظاهر القلق هو الدفاع عن الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، خاصة أن الجهاديين في داعش لم يخفوا في بياناتهم على الإنترنت نيتهم الهجوم على الحرم الشريف واحتلاله.

ونقلت الصحيفة عن مستشار  للحكومة السعودية قوله إن "المملكة طلبت مساعدات من الباكستان ومصر"، مضيفا أنه "لا أحد يعرف ما هي خطط داعش، لكن التنظيم كان واضحا في رغبته باستهداف مكة، ونتوقع أن تتراجع قوتهم ولكن لا أحد هنا يتعامل مع الوضع بلا إبالية".

وجاءت الإجراءات السعودية بعد احتلال تنظيم داعش مناطق شاسعة في العراق وسوريا في شهري أيار/ مايو، وحزيران/ يونيو، ما أثار حالة من الفزع في كل المنطقة. وأعلن التنظيم منذ ذلك عن "الدولة الإسلامية" و"الخلافة" في المناطق التي يسيطر عليها.

وتقوم السعودية منذ بداية الأزمة بتقوية دفاعاتها حيث وعد الملك عبد الله باتخاذ "كل الإجراءات الضرورية" للدفاع عن الدولة الأكبر إنتاجا في للنفط في العالم وأمر بنشر 30 ألف جندي على الحدود السعودية – العراقية.

وبحسب مصادر في الخليج، فعلى ما يبدو أن معظم هؤلاء الجنود الذين تم نشرهم لم يكونوا سعوديين بل أجانب.

في الوقت الذي تباطأت فيه وتيرة القوات التابعة لداعش المنشغل الآن بتقوية ما قام بإنجازه ما يعني تراجع تهديده للسعودية على الأقل في الوقت الحالي، يلفت تيودور كراسيك من معهد الشرق الأدنى والتحليل العسكري في دبي إلى أنه "لا أحد قرر القيام بمبادرة وهزيمة هؤلاء المقاتلين، وهناك مخاوف من محاولتهم الهجوم على المملكة حالة عززوا من مكتسباتهم" في العراق وسوريا.

ويخشى مراقبون من هجوم ينبع من داخل المملكة بدلا من غزو يتم عبر الحدود، مشيرين إلى أن السعودية قاتلت الجهاديين داخل أراضيها لمدة عقد من الزمان أو أكثر في مرحلة ما بعد هجمات أيلول/ سبتمبر، وهناك علامات دالة على هجمات محتومة.

 وكانت المملكة قد اتخذت عدة إجراءات لمواجهة التهديدات وأصدرت قانونا لمكافحة الإرهاب، وجرّمت من يسافر لسوريا ويقاتل في صفوف المعارضة لنظام بشار الأسد، وأعطت مهلة أسبوعين للسعوديين في سوريا للعودة إلى بلادهم. وتقول السعودية إن هناك أكثر من ألف متطوع مع أن بعض التقديرات تضعهم بحوالي 3 ألاف مقاتل.

وفي أيار/ مايو أعلنت وزارة الداخلية عن نجاح قوات الأمن بتفكيك خلية إرهابية قالت إن أفرادها على صلة بجبهة النصرة لأهل الشام التنظيم الذي صنفته المملكة "إرهابيا".

ونفت متحدثة باسم الحكومة المصرية في القاهرة إرسال بلادها قوات للسعودية، لكنها أكدت أن البلدين على اتصال دائم بشأن التهديد الإرهابي. وقالت: "أمن الخليج يؤثر على أمن المنطقة بشكل عام". 

يذكر أن جميع الأطراف المعنية، وهي المملكة العربية السعودية وباكستان، فضلا عن مصر، قد نفت ما ورد في تقرير التايمز- (عربي21).