ملفات وتقارير

سيناء.. الخيار العسكري في مواجهة العقيدة الحديدية

تركز السلطات المصرية على الحل الأمني بسيناء (أرشيفية) - أ ف ب
في سعيها لبسط سيطرتها على شمال سيناء الذي تنتشر فيه جماعات مسلحة، تواصل السلطات المصرية عملياتها العسكرية، وتضع نصب عينيها هدفين اثنين: القضاء على المسلحين، وتتبع الأنفاق تحت خط الحدود مع قطاع غزة وهدمها.

وبحسب تصريحات المتحدث العسكري تتمثل الأهداف في مطاردة من يطلق عليهم بالتكفيريين، وتصفيتهم، وتدمير مخازن الأسلحة، والعشش، والسيارات والدراجات البخارية الخاصة بهم.

وبسؤال الصحفي (م. أ) المقيم بشمال سيناء عن حجم الخسائر في تلك العمليات، أكد أن الخسائر في صفوف المدنيين أضعاف خسائر الجيش، والجماعات المسلحة مجتمعين، وذلك لأن الكثير من هؤلاء المسلحين يعيشون بين الأهالي، وغالبا ما يصاحب عمليات القصف والهدم الممنهج للمنازل -أو ما يطلق عليها بالأوكار- سقوط ضحايا أبرياء.

أهداف الجماعات المسلحة

وما يخلق حالة من الحنق تجاه تلك العمليات العسكرية أنه لا يتم تعويض الأسر التي تتعرض منازلها ومزارعها للهدم أو الضرر، ويتركون في العراء لمواجهة مصيرهم، بحسب ما صرح به الصحفي في شمال سيناء (م. ي)، والذي أكد أيضا صعوبة التمييز بين المسلحين والسكان في أغلب الأحيان.

هدف تلك الجماعات المسلحة بحسب الروايات الرسمية هو إقامة إمارة إسلامية بمساعدة جهات خارجية، وزعزعة الأمن والاستقرار في تلك المنطقة لتصبح بؤرة قلاقل، وتظل أرضا خصبة للجماعات المتطرفة.
 
مصادر تمويل تلك الجماعات المسلحة وأهدافها

مصادر تمويل تلك الجماعات المسلحة هما تهريب السلاح من ليبيا إلى قطاع غزة، والتمويل من الخارج، بحسب الروايات الرسمية والصحفية أيضا.

وتستهدف تلك الجماعات المسلحة قوات الجيش المصري سواء من خلال مهاجمتها أو رد هجومها، ولا يعتبر المدنيون هدفا صريحا لهم في أي حال من الأحوال. 

المراسلون الصحفيون بسيناء أكدوا صعوبة ملاحقة هؤلاء المقاتلين، على الرغم من قدرتهم على فرض سيطرة لحظية على بعض المناطق بالتحكم في بعض الطرق، بتفتيش السيارات والمارة، ولكنهم سرعان ما يتلاشون.

لعبة القط والفأر بين الجيش والجماعات المسلحة

أساليب التمويه، والمراوغة التي يتبعها المسلحون في شمال سيناء أشبه ما يكون بلعبة القط والفأر، فطبيعة تلك المناطق تجعل من الصعب تعقبهم بسبب درايتهم بالطرق والمسالك الصحراوية، إلا أن الضربات القوية التي تعرضوا لها بحسب الروايات من هناك قلصت من عددهم بشكل كبير، حيث يقدر عددهم بالعشرات.

ويقول المراسلون السيناويون: "إنه بالرغم من تنوع تلك الجماعات المسلحة -وهم خليط من المحافظات ومن خارج القطر المصري- إلا أنها انضوت تحت راية ما يسمى بأنصار بيت المقدس، خاصة عقب قيام الجيش بعزل الرئيس محمد مرسي".

السكان لا يأبهون لتلك الجماعات ولا لأفكارهم بسبب تركز تجمعاتهم خارج المدن، ويبقى الطابع القبلي أحد أهم تلك التحديات أمام الجيش المصري، إذ يعتبرون تصفية أحد من أبناء القبيلة أو العشيرة عملا لا يمكن السكوت عليه بلهَ المساعدة فيه.

ماذا تحقق وما لم يتحقق بعد عام من الحملة العسكرية في سيناء

قيام الجيش المصري بإقامة منطقة عازلة مع قطاع غزة لمسافة خمسمائة متر تتطلب هدم جميع المنازل في تلك المنطقة، ولقد نجح في تدمير معظم تلك الأنفاق بحجة أنها مصدر للإرهاب، وهو ما لم يكن معمولا به في أي من عهد الرئيسين مبارك ومرسي.

إلا أن ما لم يتحقق -ومن الصعب تحقيقه بشكل كامل- هو القضاء على تلك الجماعات المسلحة في شمال سيناء في المنظور القريب على الأقل، وذلك بسبب ما قاله الصحفي (ص. ع) عن غياب التواصل بين الجيش ورجال القبائل واعتماد الحل العسكري فقط من ناحية، والتعامل مع الأمر بناء على المعلومة التي تتطلب موافقات عسكرية قبل التحرك ما يجعلها عديمة الفائدة في بعض الأحيان من ناحية أخرى.