مقالات مختارة

ناصريون وليبراليون.. وكاذبون

1300x600
كتب محمود عيسى: لقد كذب علينا رافعو راية الناصرية البالية، تماما كما كذب علينا مدعو الليبرالية والحريات. 

وبعيدا عن حديث الناصريين عن الديمقراطية وتداول السلطة، وهم دراويش ومجاذيب مؤسس الاستبداد والدولة البوليسية.

وتجسس الصديق على صديقه، بل والاخ على اخيه في المنطقة، فان هؤلاء الذين توارثوا منذ اكثر من نصف قرن راية القومية العربية، التي جعلها نبيهم المزعوم شعارا له ( رغم انه صاحب افشل تجربة وحدة في التاريخ العربي، واول من ارسل جيشا عربيا ليقتل شعبا عربيا )، وبيرق الدفاع عن القضية الفلسطينية. 

فقد ثبت ان ذلك بالنسبة لهم ليس الا (اكل عيش)، فهاهم يلقون بالبيرق في وحل الصمت المخزي على جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد اشقائنا في قطاع غزة، بل ان منهم من لا يجد غضاضة في نعت المقاومة الفلسطينية بالارهاب متسقا في ذلك مع اسرائيل، التي لم نعد نسمع اسمها مسبوقا بوصف العدو الصهيوني، الذي كان يجري على السنتهم.

في الوقت الذي يصف فيه بعضهم حركة حماس بالارهابية، لا لشيء الا لأن منطلقاتها في المقاومة اسلامية، وليست اكاذيب قومية وناصرية. 

ليس اكذب من هؤلاء ولا اعجب منهم، الا مدعو الليبرالية والحريات، اولئك الذين كانوا يخرجون علينا في الفضائيات كل مساء، يلطمون الخدود ويشقون الجيوب حزنا على الحريات، وخوفا على الديمقراطية المهددة. 

كنت اذا سمعت الواحد منهم يزمجر غاضبا لأن بلاغا قدم للنيابة ضد برنامج الساخر باسم يوسف ( مجرد بلاغ للقضاء لا اكثر )، تظن انه من ذلك النوع المستعد لأن يموت فداء لأن تقول رأيك الذي يختلف معه.

فلما احمرت عين السلطة، ظهر ان هؤلاء على استعداد لقتلك، ان قلت رأيا يخالف رأيهم اللصيق الآن بوجهة نظر اهل الحكم. 

ميزة هؤلاء الليبراليين، انهم قادرون على تبرير كل تصرفات السلطة وقراراتها، اوالنوم في كنف مبررات هذه السطة قريري العين مرتاحي الضمير، حتى وان تعلق الامر بانتهاك للحقوق والآدمية.

يتفرد هؤلاء المدعون بقدرة عجيبة على تجزيء المبادئ، وتفصيل القيم الانسانية على مقاس من يريدون.

فالذين انتفضوا لتحرش التحرير، هم انفسهم من كذبوا وبكل عنف اغتصاب طالبة الأزهر في مدرعة للشرطة، دون حتى ان يكلفوا انفسهم عناء وضع فرضية صدق الفتاة ولو بأقل نسبة، والمطالبة بتحقيق مستقل ونزيه في الامر لا اكثر... لكنهم ولأنهم ليبراليون جدا كذبوا ما كذبت السلطة، والتأموا في حلقة زار ليبرالية حول من اهدتها السطة وردها الاحمر. 

التعميم خطأ، ومع الاعتراف بأن هناك من لا يزالون يقبضون على جمر القيم الانسانية، ويدافعون عن الحقوق والحريات ويتمسكون بمبادئ الوطنية العربية، متحملين في ذلك سفاهة سفهاء الصحف والفضائيات.. اقول رغم وجود هؤلاء، الا ان الاغلبية ممن يوصفون زورا بالنخبة، انكشف امرها، وهو ليس شرا على كل الاحوال . 

(الوطن القطرية)