ملفات وتقارير

فيسك: قتل المراهقين جريمة وكذلك قتل أطفال قانا

أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في 2006 سقط جراءها أطفال - أرشيفية
علق الصحفي البريطاني المعروف روبرت فيسك على حادث مقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين في منطقة الخليل بالقول: "صحيح أن مقتل ثلاثة مراهقين أسرائيليين على أيدي فلسطينيين جريمة قاسية ولا تغتفر، ولكن من غير الصحيح أن 37 طفلا لبنانيا قتلتهم إسرائيل أمر مؤسف وسوء حظ، ولكن الخطأ في نهاية المطاف هو خطأ الإرهابيين"، على حد قوله.
 
ويذكر الكاتب بمجزرة قانا في عام 1996 قائلا إن "قتل الأطفال في قانا في لبنان عام 1996- بين 109 مدنيين قصفوا بينما كانوا يحتمون في معسكر للأمم المتحدة كانت جريمة حرب وكذلك كان قتل الإسرائليين المراهقين الثلاثة".

ويضيف أن "مسرح الصراع الفلسطيني الإسرائيلي القذر يسير بحسب نص فاضح وقاتل.. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا الأسبوع الفلسطينيين الذين قتلوا الإسرائيلين الثلاثة بالوحوش". 

ويجيب فيسك: "ماذا يعني بهذا؟ ألم يصف مناحيم بيغن الفلسطينيين بحيوانات على رجلين عام 1982؟ وبعدها قام طيرانه بآلاف الغارات عليهم -بالضبط كما يقول نتنياهو إن حماس ستدفع الثمن لأحداث القتل الأخيرة هذه.. الآن يقول الرئيس شيمون بيريس إن إسرائيل ستعاقب "الإرهابيين الخسيسين بيد ثابتة".  

ويتابع: "كم من الإعلاميين يذكر اليوم أن شيمون بيريس هذا هو نفسه الذي شن حربا عام 1996 ضد الإرهاب أدت مباشرة إلى مذبحة قانا؟ لا أحد، وذلك لأن الشيء الوحيد الممنوع عندما تتعلق الأمور بالشرق الأوسط هو الذاكرة المؤسسية".  

ويقول الكاتب: "كانت إسرائيل تقوم بالغارات الجوية ضد الإرهابيين في لبنان منذ ستينات القرن الماضي، وبعد ذلك بآلاف الغارات بقيت إسرائيل تشن الغارات الجوية للقضاء على الإرهاب في لبنان أو لاقتلاع عشبة الإرهاب الخبيثة (بيغن) –حيث كلفت حرب 1982 حياة 17000 إنسان وبعدها خلال الحصار على غزة حيث قتل 1100 فلسطيني عام 2008-2009 و13 إسرائيلي (أربعة منهم بنيران صديقة)، وبقي الرئيس المنتخب أوباما صامتا حيال ذلك، ولكنه فصيح اليوم عندما شجب هذا العمل الإرهابي الأحمق ضد شباب أبرياء"، على حد قوله.

وفي عام 1996 قال حزب الله إن إسرائيل "فتحت أبواب جهنم"، ثم قالت حماس إن إسرائيل "فتحت أبواب جهنم". "هو السيناريو الفاسد نفسه والدم سيجر الدم كما في مسرحية ماكبيث".

ويقول: "علينا أن ننسى أن فلسطين يجب أن تكون دولة -وذلك لو أنار نتنياهو حماسته التي وجدها مؤخرا لقيام دولة كردية على جيرانه الفلسطينيين- وأن دولة ستنهي كل أشكال العنف، أليس كذلك؟ ولكن محمود عباس، الذي لا يقل فسادا عن ياسر عرفات، قام بعمل صفقة مع حماس الفاسدة، ما يسمح للإدارة السياسية الإسرائيلية الفاسدة أن تصر على أنه لا سلام مع وجود حماس في الحكومة الفلسطينية- مع أنها عندما لم تكن حماس جزءا من الحكومة الفلسطينية ادعى نتنياهو عدم وجود شريك فلسطيني للتفاوض وذلك لأن عباس لا يستطيع أن يتكلم عن حماس".

وفي المحصلة يقول: " القضية معلقة بالأرض، متعلقة بالمستوطنات التي تقوم إسرائيل ببنائها مخالفة القانون الدولي على الأراضي الفلسطينية، مستوطنات لليهود فقط، وعلى أرض الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل المستوطنون الثلاثة الذين كانوا في طريقهم لزيارة عائلاتهم التي تعيش في نفس المستوطنات اليهودية الغير شرعية والتي تدمر السلام. .طبعا لم يكن هذا مبرر لقتلهم.. قتلهم كان جريمة وحشية وقاسية ولا تغتفر ولا يستحق أهلهم أن يمروا بذلك الحزن ولذلك يجب تحقيق العدالة.. العدالة وهذا يعني محاكمة القتلة وإعادة الأرض المسروقة.. والمزيد من سفلك الدماء أولا".