صحافة إسرائيلية

نتنياهو بين مطرقة غزة وسندان المستوطنين

إسرائيل أخفت شريط مكالمة مخطوف لشن عملية عسكرية بالضفة - أرشيفية
قال الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل إن المعضلة التي تعيشها إسرائيل الآن هي اتخاذ القرار بين عملية عسكرية عنيفة في قطاع غزة قد تنشب صداما مع حماس، وبين إجراءات أضيق في الضفة الغربية ويلاحظ أن نتنياهو غير مهتم بجولة حرب في غزة.

وأوضح الكاتب في مقاله بصحيفة هآرتس الأربعاء إن على نتنياهو في مقابل هذا الوضع "أن يعمل على نحو يهدئ النفوس الهائجة من نشطاء الليكود والمستوطنين حيث وعد في تصريح نشره بعد كشف الجثث فورا  بالقول سنحاسب حماس، وستدفع حماس الثمن لأن هذا هو ما تطلبه الغريزة الإسرائيلية الآن".

ولفت إلى أن عددا من نشطاء الليكود الغاضبين الأربعاء نقلوا وعدا من وزراء بأن الدولة "ستُعد عددا من ساحات وقوف السيارات الجديدة في الخليل وهذه إشارة خفية إلى نية تجديد سياسة هدم البيوت".

وأشار إلى أن هذه السياسة لتي حظيت أمس بموافقة المحكمة العليا التي رفضت استئنافا يعترض على هدم بيت المتهم بقتل ضابط الشرطة باروخ مزراحي وبُحثت في الوقت نفسه خطوات أخرى موجهة على الجهاز المدني الاقتصادي لحماس وطرد نشطاء كبار من الضفة.

إلا أن الكاتب أشار إلى عقبة تواجه قضية الإبعاد وهي مشكلة في المادة الأخيرة من القانون الدولي أثارها المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين، فالقانون الدولي يبيح نقل مدنيين من مكان إلى مكان في داخل ارض محتلة لا خارجها وقد أعلنت إسرائيل أنها تخلت عن مسؤوليتها عن قطاع غزة بالانفصال وكان إبعاد الأسرى الذين أُفرج عنهم بصفقة شاليط من الضفة إلى غزة ممكنا في حينه لأنهم وقعوا على كتاب موافقة.

وألمح الكاتب إلى ما نقله ساسة من أن نتنياهو التقى أمس عددا من قادة المستوطنين منهم زئيف حفير، المدير العام لـ "أمانه" وحفير  بحسب الكاتب "غير معني بغزة بل يريد وحدات سكنية وهنا أيضا يقوم الجناح الأكثر اعتدالا في المجلس الوزاري المصغر الوزيران لفني ولبيد وأهارونوفيتش أحيانا على نحو مفاجئ أيضا بمعركة صد لكن الحمائم يفضلون أن يتم في داخل غوش عصيون لا في مستوطنات مفرقة. 

وأضاف أنهم "سيحاولون أيضا أن يزيدوا عدد الوحدات التي تتم الموافقة عليها ويتوقع بالطبع أن يثير البناء في المستوطنات نقدا دوليا لإسرائيل، لكنه سيفضي مع كل ذلك إلى غضب أقل من الغضب لعملية عسكرية كبيرة في غزة".

وعلى صعيد العمل العسكري أشار الكاتب إلى أن عددا من الخبراء في النقاشات التلفزيونية الطويلة يتحدثون عن الحاجة الى عمليات اغتيال لكبار قادة حماس في غزة. وليس احتمال أن تتاح هذه الفرصة في الأيام القريبة كبيرا لأن أكثر القادة الكبار من المنظمة بادروا إلى الاختفاء بعد إيجاد الجثث فورا ومن المؤكد أنهم سيحرصون على حذر زائد في الأيام القريبة.


ولفت الكاتب إلى الشريط المسجل الذي سمحت بنشره المحكمة للمكالمة الهاتفية بين المستوطن المخطوف ومركز طوارئ الشرطة. 

ورأى أن الشريط المسجل يكشف "عظم التقصير بخلاف اللغة التي كانت تستعملها الشرطة في الأيام الأولى التي تلت الاختطاف وبخلاف كلام الطمس والتضليل للوزير يئير لبيد مع مجري المقابلات الصحفية من القناة الثانية في 20 حزيران".

وأوضح أن النسخة المنشورة من الشريط يُسمع فيها بوضوح الهمس بقول "خطفوني" وبعدها صرخات "الرأس إلى أسفل" وما يُسمع على أنه "ضجيج طلقات".

وأشار الكاتب إلى نشر الشريط أنتج نظريات مؤامرة كثيرة أحداها سياسية من قبل اليسار وهي أن القيادتين السياسية والعسكرية عرفتا فورا أن الفتيان أموات بسبب تحليل الشريط المسجل وآثار الرصاص في السيارة المحروقة التي استخدمت للخطف وبدل قول ذلك للجمهور اختبأتا وراء مقولة: "فرضية عملنا أن المخطوفين أحياء".

وأشار إلى أن المعلومة أخفيت لخدمة إجراء عسكري واسع على الفلسطينيين ولإحباط المصالحة بين السلطة وحماس بذلك أو لصرف التباحث عن الحاجة الملحة الى تغيير ترتيب الأولويات الاقتصادية.