صحافة دولية

التايمز: إيران تعتقد أن بوسعها الانتصار على داعش

روحاني - أرشيفية
تساءل محرر الشؤون الدبلوماسية في صحيفة "التايمز" البريطانية روجر بويز عن الأزمة الحالية في العراق، إن كان سيتحول ساحة لمعركة كبيرة بين "القوى السنية الراديكالية التي تلقى دعما هادئا من السعودية ودول الخليج والميليشيات من جهة والشيعية التي تلقى دعما من إيران من جهة أخرى"، على حد قوله.

وجاء حديث بويز بعد لقاء مسؤولين أمريكيين بالوفد الإيراني في فيينا، العاصمة النمساوية، حيث لم يتحدث الطرفان عن أجهزة الطرد المركزي بقدر ما تحدثوا عن ما أسموه "تقدما لقوات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والذي قد يقود لتقسيم العراق ويزعزع استقرار المنطقة"، على حد زعمه.

وتحاول الصحف الأمريكية في تغطيتها الشأن العراقي أن تبرز تنظيم "داعش" بشكل ملحوظ من خلال نسب الانتصارات حظي بها ثوار العراق من أبناء العشائر وفصائل أخرى في عدة مدن عراقية إلى "داعش" ووصفها بالإرهاب، حيث يؤكد مراقبون أن الصحف الأمريكية من خلال تغطيتها تحاول "تبرير ضربة عسكرية أمريكية متوقعة في العراق للثوار المناهضين للمالكي، بحجة ضرب الإرهاب".
 
واعتبر بويز أنه "ليس غريبا أن الكثير من اللاعبين الدوليين من تجار النفط للدبلوماسيين الأمريكيين يشعرون بهزات في أحذيتهم:  فتهشم العراق الذي جاء عقب تفكك سوريا هي الأشياء التي تعبر عن كوابيس جيو-سياسية" بالنسبة لهم.

 وأشار الكاتب إلى أن إيران "المعروفة بمؤامراتها الدقيقة" هي أكثر الأطراف الذين شعروا بالصدمة من الهجوم الذي نسب إلى "داعش". 

وأشار إلى أن إيران التي وصفها بـ"جار العراق وعدوه اللدود لعدة سنوات" بأنها تتعامل مع الأزمة في العراق بجدية أكبر من تعاملها مع الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام، "ولهذا السبب قامت بإرسال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس لتنظيم الدفاع عن بغداد".

ويضيف الكاتب إن "الإيرانيين الذين درسوا أساليب داعش في سوريا يعتقدون أنهم يفهمون مكامن ضعف التنظيم، وأنه يستطيع الانتصار، لكن ليست لديه القدرة على الاحتفاظ بالأراض"، ولكن مشكلة إيران -بحسب الكاتب- أنها "تقاتل على عدة جبهات، في سوريا (مباشرة أو عبر وكلاء)، في لبنان مع أنها تدعم حزب الله، وعلى الجبهة الدبلوماسية تحاول تحييد العقوبات الغربية عليها من خلال صفقة نووية".

وتواجه إدارة الرئيس حسن روحاني معارك داخلية فهي مشغولة بمواجهة معارضة المعسكر المتشدد لاتفاق حول المشروع النووي مع الغرب.

ويضيف الكاتب: "الآن هناك نقد لفكرة تعاون إيران مع الولايات المتحدة للعمل على سحق داعش، وبدأت محادثات فيينا تبدو للكثيرين في طهران على أنها جزء من صفقة مسمومة مع الشيطان الأكبر".
 
ويقول إن "المال الذي يصل لداعش يأتي من ممولين أفراد، سعوديون وكويتيون.. وقد تكون هذه الأموال تأتي من حسابات خاصة لكن يظل بوسع الدول المرتبط أفرادها بداعش خنق التمويل".

ويقول الكاتب إنه يمكن إقناع قطر المشغولة بالتحضير لكأس العالم 2022 "وإصلاح سمعتها" بالتوقف عن دعم المتشددين في سوريا والعراق، على حد قوله.

اما الأكراد الذين هزهم تقدم المسلحين فقد سارعوا وأرسلوا قوات البيشمركة لتشكيل طوق أمني حول مدينة كركوك.
 
وتخشى تركيا التي لا تزال لاعبا قويا مع المعارضة المعتدلة لنظام بشار الأسد من أن يؤدي تفكك العراق لولادة دولة كردية مستقلة ما سيهز تركيا التي يعيش فيها عدد كبير من الأكراد.

ويتابع "تبقى سوريا بلاعبها المعتد بنفسه، أي الأسد الذي من النادر أن تواجه قواته مقاتلي داعش، فهذا التنظيم يخدم رواية النظام وأنه يواجه متطرفين سنة".

ويقول الكاتب إن دعم إيران للأسد أصبح قويا، مع أن اندماج مناطق في سوريا وأجزاء في العراق يسيطرعليها "داعش" تمثل تحد للحدود.

ويرى الكاتب إن قوة "داعش" يمكن سحقها عبر القوة الجوية الأمريكية، لكنه (أي التنظيم) كشف عن التصدع الذي ينذر بانهيار منطقة الشرق الأوسط، بحسب الكاتب.