قضايا وآراء

بين السلمية والعنف

1300x600
بعد تزايد حدة الاحتجاجات من جانب الشعب ويقابلها شراسة القمع من جانب السلطة إلى الحد الذي دفع البعض إلى إعادة التفكير بأمر السلمية ومدى تأثيرها الحقيقي على الانقلاب العسكري، نحتاج نحن إلى إعادة تعريف لمسمى "سلمية" ومن ثم تفنيد جانب العنف وقياس مدى تأثيره على المستوى القريب والبعيد .. والأهم من ذلك هو هل هناك إمكانية لإتخاذ مثل ذلك القرار وتحمل تبعاته المادية واللوجيستية ؟

أولا: التعريف السياسي للتظاهر السلمي لا يعني الاستسلام والانبطاح أمام قوات الأمن  فكل ما يمكن للمتظاهر فعله دون حمل الأسلحة القاتلة يعد أمرا سلميا ،طالما ليس بيننا جماعات تنظيمية مسلحة  فنحن -بحسب التعريف السياسي- سلميين حتى لو أنكرت السلطة ذلك!
يشمل ذلك إتلاف عربات الأمن المركزي وإحراقها والدفاع عن النفس باستخدام العصي وتخليص المعتقلين من أيدي الشرطة –طالما ليس هناك إذن نيابي- ومواجهة البلطجية باعتبارهم معتدين بشكل بديهي كأي مواطن يواجه لصا مسلحا أو قاطع طريق (بصرف النظر عن أي توجه سياسي) وبذلك يتضح للجميع أن حدود السلمية ليست بالضيق الذي يدفعهم إلى العنف أصلا!

ثانيا: سيناريو العنف .. متطلباته ونتائجه!
حينما نفكر بتكوين مجموعات مسلحة سنحتاج أولا إلى دعم مادي مستمر وأسلحة كافية لأعضاء المجموعة (أيا كان عددها)  وكمية ضخمة من الذخائر بإمدادات متواصلة.
"تنويه: منذ بداية الخروج المسلح في سوريا والأزمة الحقيقية في عدم المضي قدما نحو إنجاح الثورة تتمركز في نفاذ الذخيرة ،حيث يتحكم المصدر(دولة أو كيان) الممد بها-أي الذخيرة-  بعدد الخطوات التي يخطوها الثوار ويوقفها حينما يقرر ذلك"

أضف إلى ذلك الدعم اللوجيستي والمخابراتي، 
تلك فقط بديهيات العمل المسلح وأساسياته الحتمية وهي بأي حال –أي البديهيات- تحتاج إلى تعاون وثيق من إحدى الدول المجاورة إن كنا نهدف حقا إلى التغيير الجذري للحكم وليس مجرد تهويش تستغله السلطة لتبرير القمع!

بعد توفر أساسيات العمل المسلح تحتاج إلى قيادة واحدة تضم تلك المجموعات حتى لا تتحول الأزمة إلى حرب عصابات لا تنتهي!

وليكن في معلومك أن النتائج ستكون كارثية في البداية وستغرق البلاد في بحور من الدماء ولكنها في النهاية ستصل إلى استقلال حقيقي غير مسبوق!

أما إذا لم تتوفر لديك بديهيات العمل المسلح ومع ذلك أقحمت نفسك فيه بشكل عنتري  فأنت مجرد غاضب يحاول إفراغ غضبه بالثأر من ممثلي السلطة بصرف النظر عن النتائج المترتبة على ذلك –وقد لا ألومك- ولكن أعط لكل فعل مسماه المناسب كما يلي: 

- يجب أن أقتل كل من تسبب في قتلنا 
يسمى (الثأرأو القصاص) معك الحق وامض به إن أردت دون إبلاغنا حتى ولكن سمه باسمه (الثأر أو القصاص).

- يجب أن ننتهج العمل المسلح في التغيير 
يسمى (ثورة مسلحة) معك كل الحق ولكن حينما تتوافر لديك متطلبات العمل المسلح امض في طريقك ونحن أول من سيقف بجوارك.