مقالات مختارة

بوتين مرّغ أوباما في القرم!

1300x600
كتب راجح الخوري: عشية الاستفتاء الذي دبرته موسكو في القرم، كتبت كوندوليزا رايس مقالاً في "الواشنطن بوست" جاء فيه ان بوتين يوجه رسالة الى الغرب مفادها ان اوكرانيا لن تكون حرة بما يكفي للقيام بخياراتها الخاصة، لكنها رسالة روسية تتجاوز اوكرانيا الى باقي دول اوروبا الشرقية والبلقان.

القرم التي كانت تحت السيطرة السوفياتية وقدمها نيكيتا خروتشوف الى اوكرانيا، صوتت بنسبة 96 ? لمصلحة الانضمام الى روسيا، وسط سلسلة من التحذيرات الغربية الكلامية، التي لن تثني بوتين عن مساعيه المتواصلة لإعادة تأسيس امبراطورية قيصرية على قاعدة "المفهوم الاوراسي"، الذي يعتبر ان الدول من بولونيا الى آسيا الوسطى كانت مرتبطة ثقافياً لقرون بالروس وينبغي إعادة إحياء ذلك! أمام هذا التصميم يصبح على اوكرانيا عينها وقرغيزيا وتركمانستان ان تتذكر حقيقة محبطة، وهي ان اميركا ودول اوروبا الغربية لن تقدم لها اكثر من البيانات الانشائية، فها هي تعلن عن عقوبات شكلية ضد مجموعة من الشخصيات الروسية والاوكرانية المؤيدة لموسكو، وها هو اوباما واشنطن ينتقد الاستفتاء لأنه "خطير ومزعزع للاستقرار وستكون له عواقب اقتصادية"، ولكن هذا التهديد لا يخيف بوتين!

التعليقات التي ظهرت في الصحافة الغربية، تجمع على الاستنتاج ان ضم القرم هو جائزة يحصل عليها بوتين اكثر مما هو عبء جديد يمكن ان يسبب له المتاعب، انطلاقاً من ان اقلية التتار (12 ?) الذين كانوا قد وصلوا الى القرم ايام السلطنة العثمانية ثم قمعهم ستالين وهجّرهم، يمكن ان يشكلوا طرف مقاومة تتصل بالشيشان وانغوشيا وداغستان وأوسيتيا الشمالية ذات الغالبية السنّية التي ترفض الهيمنة الروسية!

من الواضح ان انضمام القرم سيعزز أمن الاسطول الروسي في البحر الاسود، وسيعطي شرعية للادعاءات التي طالما رددتها موسكو، عن حقها في امتلاك حقول الغاز البحرية هناك، والتي يمكن من خلالها تجاوز اي مفعول للعقوبات الاقتصادية التي اعلنها الاوروبيون!
النائب الروسي ليونيد سلوتسكي يقول: "ان اهمية القرم انها باتت المكان الذي تمكنا فيه من تحدي اميركا وانهاء حلمها بسيطرة آحادية"، وهذا الكلام يعيدنا الى مقال كوندوليزا التي تذكّر بأن واشنطن استطاعت عام 2008 ان تقطع على موسكو تحقيق الهيمنة في جورجيا، ثم تنتقل الى القول:

"يتعين على اميركا استعادة مكانتها التي تآكلت بسبب المبالغة في مد يد الصداقة الى خصومنا والتي تكون احياناً على حساب اصدقائنا. ان عدم تحركنا في سوريا عزز الحضور الروسي في الشرق الاوسط، وان الانطباع بأننا متلهفون على اتفاق نووي مع ايران، لا يمكن فصله ابداً عن تحركات بوتين الاخيرة..."!

لكنهم في البيت الابيض، لا يقرأون "الواشنطن بوست" سيدة كوندي!

(النهار اللبنانية)