صحافة إسرائيلية

"معاريف": انتفاضة ثالثة على الأبواب

متظاهرون فلسطينيون يرشقون قوات الاحتلال بالحجارة (أرشيفية)- أ ف ب
قال رئيس دائرة دراسات الشرق الأوسط في الكلية الأكاديمية في الجليل الغربي د. رونين اسحق "إن هناك تناقضاً بين تصريحات الزعماء الفلسطينيين وبين الواقع على الارض" حول وعود أبو مازن السابقة بعدم إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة، وأنّ انتفاضة ثالثة تقف على الأبواب.

وفي مقالته التي نشرتها صحيفة معاريف الإسرائيلية، الخميس، دلّل إسحق على كلامه بما أسماه " تعاظم أعمال الإرهاب في المناطق وداخل الخط الاخضر وفي غلاف القدس "، ولكنّه استدرك مدافعاً عن قادة السلطة بالقول إنّ هذا "لا يفسر بالضرورة أن الارهاب مبادر اليه ومنظم من القيادة الفلسطينية، بل يتمثل في تنظيمات محلية صغيرة وعاقة" على حد زعمه.

وقال إنّ القيادة الفلسطينية، برأي محافل الأمن، مصرة على التمسك بالطريق السياسي كحل للنزاع. ولكن لمعطيات التقارير المخابراتية رأيٌ آخر إذ أنّ الإحصاءات تشير إلى أنّ "العمليات الإرهابية" بحسب إسحق تضاعفت في السنة الأخيرة، حيث وقع أكثر من 1.200 عملية إرهابية نفذت في 2013، وتضمنت "إطلاق النار، والعبوات والقنابل اليدوية".
 
وعزّز الكاتب نظريته بقرب حدوث انتفاضة جديدة بالتذكير بالانتفاضة الثانية بعد محادثات كامب ديفيد قائلاً "في نهاية أيلول 2000، بعد نحو شهرين من فشل محادثات كامب ديفيد بين ايهود باراك وياسر عرفات، بدأت الانتفاضة الثانية". 

وأشار إسحق إلى أنّ "التقويمات الاستخبارية" أخطأت في تقييم الموقف حينها "ففي البداية ظنّت بأن الانتفاضة اندلعت كحدث مخطط له مسبقا من قبل عرفات، كي يبقي في يديه خيار الإرهاب وأن يدفع بواسطته المسيرة السياسية الى الامام".

وأكد أنّه "في وقت لاحق تبين بأن التنظيمات الميدانية المختلفة بالذات هي التي بادرت إلى الانتفاضة، فيما القيادة الفلسطينية انجرت خلفها". 
 
ونوّه الكاتب إلى أنّ دور النشطاء الميدانيين في المنظمات الفلسطينية المختلفة العاملة في المناطق اليوم يتعاظم.

وأضاف أنه "في ضوء غياب كبح السلطة الفلسطينية لجماح التنظيمات الميدانية، فإن خيار اندلاع انتفاضة أخرى سيبقى قائماً، حتى لو لم تكن في السلطة نية كهذه في هذه اللحظة." 
 
 وختم إسحاق تعزيز نظرية "الانتفاضة الثالثة" بالإشارة إلى الاستطلاع الذي أجرته جامعة النجاح في نابلس في تشرين الثاني الماضي حول هذا الأمر.

 وأظهر الاستطلاع حينها "أن اكثر من نصف المستطلعين اعتقدوا انه من المتوقع اندلاع انتفاضة ثالثة مع فشل المفاوضات". 

وشدّد الكاتب على أنّ "ظهور المسلحين الملثمين في الأيام الأخيرة وهم يطلقون النار من أسلحتهم، دون رد مناسب من السلطة الفلسطينية، بالتوازي مع التحريض في وسائل الاعلام الرسمي للسلطة الفلسطينية، ونشاط السلطة في المؤسسات الدولية ضد دولة اسرائيل وغيرها، قد تفسر بين الجمهور الفلسطيني كتهيئة التربة لـ "يوم فشل المفاوضات والشروع بانتفاضة جديدة". 

ومن وجهة نظر اسحقا فإنّ هناك احتمالاً "أن تكون السلطة غير معنية بذلك، لكن يمكن أن تخرج الامور عن نطاق السيطرة، اذا لم تعمد اليوم الى كبح جماح المحافل الاستفزازية في السلطة الفلسطينية، وغداً يمكن أن يكون قد فات الأوان".