سياسة عربية

هيكل يدعو لسلطة جديدة دون أحزاب أو إسلاميين

محمد حسنين هيكل
 

قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل إن الشعب المصري يسعى في طلب سلطة قوية تستوعب ضرورات التغيير وتعي أن العودة للوراء مستحيلة، معتبرا أن "الأحزاب القديمة والتيار الإسلامى لا يستطيعون ملء الفراغ السياسي في مصر".

 

وأضاف هيكل في حوار مع صحيفة الأهرام الجمعة؛ أن الأحزاب القديمة الموجودة على الساحة لا تملك فرصة ملء الفراغ، لأن الزمن تجاوزها وابتعد، حسب قوله.

 

وتابع: "هناك تيار إسلامي لا يستطيع هو الآخر ملء الفراغ، لأنه بالطبيعة تيار محافظ، وتناقضات التاريخ البعيد بما فيها صراع المذاهب تسكنه".

 

وقال إن مناخ الفوران أظهر أن الأزمة أكبر من الحلول السريعة المسكِّنة. وبشّر بنهايات تظل عالقة لبعض الوقت، مضيفا أن "التفكير بالأساليب القديمة لم ينفع، ولن ينفع".

 

بذاءة في فوارق الثروة

 

ورأى هيكل أن هناك، ومنذ ثورة 25 يناير؛ "مسارا اجتماعيا في بلد تردت أحواله، وزادت فيه فوارق الثروة، وهي في مصر تصل إلى حد البذاءة. وهناك مسار اقتصادي لبلد تعرَّض للنهب بأكثر مما علا فيه العمران، وهناك مسار علمى وتعليمى فى بلد خرجت جامعاته من قوائم التصنيف العالمى للعالم المتقدم، وهناك مسار فكري وثقافي، ديني وإنساني، شاع فيه الخلط والتبست القيم، وضاعت الحدود بين الأصول والفروع، وبين الدنيا والآخرة، وبين الفوضى والأمل!".

 

وتابع أن جماهير الشعب في مصر بحماسة التجربة التاريخية الطويلة تطالب وتسعى فى طلب سلطة قوية، تستوعب ضرورات التغيير، وتفهم دواعى "حالة الثورة"، وتقدر أن تحمى المسيرة، وتقدر أن تفتح المسارات إلى المستقبل، واعية بأن الحركة إلى وراء مستحيلة، وأن الوقوف فى المكان هو الآخر مستحيل".

 

وقال هيكل لصحيفة "الأهرام": "في المواجهات السابقة كانت الضغوط كلها من الخارج، ابتداءً من الضغوط النفسية.. إلى الضغوط الاقتصادية..إلى التهديد بالسلاح.. والآن اختلفت الوسائل، وفي الوسائل الجديدة فإن الضغوط تتولد من الداخل، وتتركز على مواقع التأثير، وتبحث عن عناصر تتلاقى مع وسائلها، والضغوط لها فعل الزلازل ترج وتهز وتكسر، وتؤجج التناقضات الداخلية حتى وإن وصلت إلى حد الحرب الأهلية".

 

وتابع أن "هناك مشكلة أخرى كبيرة في قضية الثورة، هى أن وسائل الإعلام الحديثة ألغت تقريبا دور الأحزاب السياسية المعبِّرة عن الطبقات الاجتماعية كما كان الحال سابقا. ثم إن القادة الجُدد لم يعودوا نفس العقائديين الكبار، وإنما هم النجوم اللامعة في سماء الحياة العامة. وحتى الديمقراطية التعددية التي حلت محل ديكتاتورية الطبقة العاملة، وعمادها المعارك الانتخابية أصبحت تحتاج إلى أموال طائلة، والأموال الطائلة عدو طبيعي للثورة من الأصل، والأساس".

 

دفاع عن الانقلاب العسكري

 

ودافع هيكل عن الانقلاب العسكري في مصر، وقال: "لولا أن القوات المسلحة المصرية تحملت مسئولية حماية حركة الجماهير، حتى وإن لم تستطع توصيفها بدقة، لوصلت الأمور فى "مصر" إلى ما وصلت إليه فى بلدان عربية حولها، وما يمكن أن تصل إليه فى أى مكان فى العالم العربى دون استثناء".

 

وتابع أن" حالة الثورة تفرض علينا أن نعرف أكثر أن القصة ليست لها خاتمة سريعة، وسعيدة، كما كان الحال فيما نسميه أحيانا: الزمن الجميل".

 

وحذر من أن "هذا البلد المكشوف (مصر) يواجه حالة سيولة تصبح قابلة للاستمرار دون حسم، فهي لا تتحول إلى دورة كاملة متصلة لها بداية، ولها ذروة، ولها نهاية. وفي حلقة لا تكتمل، فإن الدائرة تظل مفتوحة لثغرة أو ثغرات".

 

وأضاف: "نحن هنا أمام لحظات خطر في حياة الأمم.. تتبدى فيها مخاطر حياة بلا سقف، ولا أرض، ولفترة قد تطول".

 

وكانت الأديبة والكاتبة الروائية "أهداف سويف" قد نشرت مقالا بجريدة الشروق الخميس بعنوان: "خطاب إلى الأستاذ"، قالت فيه مخاطبة هيكل: "نفيتم أكثر من مرة أنكم تكتبون البرنامج السياسي للمشير عبد الفتاح السيسي، ومن المؤكد أن رأيكم ورؤيتكم من أهم ما يؤثر في المشير إن لم يكن أهمها على الإطلاق".