سياسة دولية

المعارضة في كييف تجدّد الحشد عقب اتفاقات موسكو

جانب من الاتفاقات الاقتصادية بين موسكو وكييف - ا ف ب
 دعت المعارضة الأوكرانية المؤيدة للتقارب مع الاتحاد الأوروبي إلى تنظيم تظاهرة كبيرة في كييف الأحد، بعد أيام على توقيع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش اتفاقات اقتصادية مهمة مع روسيا أثارت خيبة أمل لدى المحتجين.

ودعت المعارضة إلى هذه التظاهرة في ساحة مايدان (الاستقلال) في كييف التي أصبحت مكانا رمزيا للاحتجاج، الأحد.

وكان مئات الآلاف من المحتجين تظاهروا في هذه الساحة في أيام الأحد الثلاثة الماضية، بعد تراجع حكومة فيكتور يانوكوفيتش عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وأثار توقيع اتفاقات اقتصادية مع موسكو تنص على تخصيص 15 مليار دولار للاستثمار في أوكرانيا وخفض في سعر الغاز الروسي بمقدار الثلث لبلد على حافة الإفلاس، غضب قادة الحركة الاحتجاجية التي لم تشهد أوكرانيا لها مثيلا، منذ الثورة البرتقالية الموالية للغرب في 2004.

واتهمت المعارضة يانوكوفيتش عند توقيع الاتفاق الثلاثاء بأنه "رهن أوكرانيا" وتساءلوا عن مضمون الوثائق التي وقعت. لكن رفض التقارب مع روسيا لم يعد واردا بين مطالب المعارضة.

وقال المحلل السياسي المستقل فولوديمير فيسينكو، إن "انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي الذي ترعاه موسكو كان يفترض أن يثير غضب المعارضين، لكن من الصعب انتقاد السلطة على خفض أسعار الغاز". وأضاف أن "المعارضة لن تقوم بتعبئة ضد موسكو".


وكان وزير الداخلية السابق والمعارض حاليا يوري لوتسينكو، صرح بعد اتفاقات موسكو، بأن "محاولات تشكيل حكومة تقنية لتوقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي لم يعد واردا"، معتبرا أن "تمرد الأوليغارشية خنقه السعر المناسب للغاز".

وبدا أن حكومة يانوكوفيتش أضعفت بعد تفريق تظاهرة طلابية في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر باستخدام العنف، عرضت محطات تلفزيونية تسيطر عليها شخصيات قريبة من دوائر السلطة لقطات منها. لكن يبدو أن الحكومة تمكنت من تعزيز موقعها مجددا.

وكتبت الصحيفة الأوكرانية الأسبوعية النافذة دزيركالو تينيا السبت، أن حركة الاحتجاج في ساحة مايدان هي "واقع مواز في نظر يانوكوفيتش ولا تخيفه".

وقال فيسينكو، إن "السلطة اليوم أقوى مما كانت عليه في 2004" عندما أسقطتها الثورة البرتقالية.

وتشهد كييف منذ أكثر من شهر تظاهرات بعد تراجع السلطات عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي يجري الإعداد له منذ ثلاث سنوات، من أجل تعاون اقتصادي مع موسكو.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت أن "بنى التكامل الاورو-آسيوي" التي وضعتها موسكو "مفتوحة" لأوكرانيا.

وكان لافروف الذي لعبت بلاده دورا أساسيا لردع كييف عن توقيع الشراكة مع الأوروبيين، قال إن موسكو مستعدة لمناقشة مسألة أوكرانيا في القمة المقبلة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في كانون الثاني/ يناير.

وقال لافروف لوكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي إن "كل شيء سيكون مرتبطا بحسن نية الاتحاد الأوروبي في أخذ المصالح المشروعة لروسيا في الاعتبار".

وكان القادة الأوروبيون عبروا خلال قمتهم في بروكسل هذا الأسبوع عن استيائهم من الحكومة الأوكرانية.

وقالت الرئيسة الليتوانية داليا غريباوسكايتي التي تتولى بلادها رئاسة الاتحاد الأوروبي حاليا، إن الاتحاد يبقي الباب مفتوحا "أمام الشعب الأوكراني ولكن ليس بالضرورة لحكومته"

وتشهد كييف منذ نحو شهر احتجاجات للمعارضة بدأت بعد رفض الرئاسة التقارب مع الاتحاد الأوروبي مفضلة التقارب مع موسكو.

ومنحت روسيا أوكرانيا قرضا بقيمة 15 مليار دولار وخفضا بقيمة الثلث في سعر الغاز وذلك أثناء زيارة للرئيس الأوكراني الثلاثاء لموسكو.

ونددت المعارضة بهذا الاتفاق الذي اعتبرته "بداية نهاية" استقلال البلاد.