ملفات وتقارير

تحويل مدارس غزة إلى ملاجئ للمتضررين من العاصفة

فيضانات غزة 12-12-13 - أ ف ب
لم تجد الفلسطينية هاجر حلاوة، ملجأ لها وعائلتها، يقيها من برد الشتاء ورياحه، سوى مدرسة تقع بالقرب من بيتها، بعد أن اقتلعت العاصفة الشديدة سقف منزلها المصنوع من الصفيح، وأدت لغرق كامل لمنزلها بالمياه وتلف غالبية الممتلكات.

لكن المدرسة التي أوت حلاوة (40 عاما) إليها، تفتقد لأدنى مقومات الحياة الكريمة، حيث لا كهرباء، ولا أدوات للتدفئة، ولا تحتوي سوى على بعض الأغطية التي قدمتها الحكومة المقالة في غزة.


وتقيم حلاوة في مدرسة عبد الرحمن بن عوف، الكائنة في حي "الصفطاوي" شمال مدينة غزة، بعد أن خصصتها حكومة غزة للعائلات المنكوبة.


وتقول حلاوة التي تجلس في أحد صفوف الدراسة، متلحفة بغطاء يقيها لفحات البرد القارس، لوكالة الأناضول "تشردت مع عائلتي المكونة من 18 فردا، في منتصف الليل (الخميس- الجمعة)، بعد أن تعرض منزلي لعاصفة شديدة اقتلعت سقفه المصنوع من الصفيح، إضافة لغرقه بالكامل".

وتضيف في حسرة " كل ممتلكاتنا من أغطية وأجهزة كهربائية وأثاث تلفت، بسبب شدة العاصفة والأمطار".

وتتابع "بعد أن اقتلعت الرياح سقف المنزل، وغُمر بالمياه، استغثنا بالجيران والأقارب، وبحمد لله تم إخلاء المنزل قبل حدوث أي أضرار بشرية".

ولم تكن عائلة حلاوة هي الوحيدة هناك، حيث احتضنت المدرسة عشرات العائلات التي تعرضت بيوتها للغرق بسب العاصفة وكثافة الأمطار التي ضربت المنطقة.

وتقول حلاوة "جئنا إلى المدرسة لعدم وجود أي مكان آخر نذهب إليه يحميني أنا وأطفالي من برد الشتاء والأمطار الكثيفة".

وأشارت في حديثها إلى أن المدرسة لا يتوفر فيها سوى بعض الأغطية ولا يوجد بها أي وسائل للتدفئة أو طعام للأطفال، إضافة لعدم ملائمة حماماتها للاستخدام العائلي.

وناشدت "المؤسسات الإنسانية بتوفير مسكن آخر مؤقت للعائلات المنكوبة، لحين إصلاح منزلها الذي تضرر، وتوفير طعام، ووسائل تدفئة لتقيها من البرد القارس".

واكتظت المدرسة، بالعائلات التي تركت بيوتها بفعل الأضرار التي ألحقتها العاصفة ببيوتهم.

بدورها، قالت عبير ابنه هاجر حلاوة، ذات "11 عاما" لوكالة الأناضول "أريد أن أعود إلى منزلي، فالمدرسة باردة جدا، وأخاف كثيرا حينما يأتي الليل".

من جانبها تقول السيدة روان غَبِن التي حضرت هي وعائلتها اليوم إلى المدرسة إن منزلها تعرض كذلك للتدمير الكامل بفعل العاصفة.

وأضافت في حديثها لوكالة الأناضول " بيتنا تدمر ولم يبقَ أي شيء فيه.. السقف تطاير، والأثاث تكسر، والملابس غرقت، وأموالنا وأكلنا ضاع".

وتضيف غبن البالغة من العمر35 عاما "كدنا أن نموت لولا رعاية الله، ثم رجال الدفاع المدني، فأسرتي مكونة من 7 أفراد، والبيت غرق بالكامل، وتطايرت كافة محتوياته بفعل الرياح الشديدة".

وتُبدي غبن عدم رضاها عن وجودها في المدرسة، معبرة عن "خوفها الشديد على أطفالها بسبب عدم توفر سبل الحياة الكريمة فيها".

من جهته قال وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية في الحكومة المقالة بغزة، مصطفى الصواف، إن العاصفة التي ضربت المنطقة تسببت بغرق العديد من المنازل، وتشرد مئات الأسر.

وأضاف الصواف للأناضول :" أجلينا 137 أسرة تعرضت بيوتهم للغرق بفعل الرياح وكثافة الأمطار، وتم فتح 10 مراكز إيواء في كافة محافظات قطاع غزة، لاحتواء المواطنين الذين تضرروا بفعل العاصفة ".

وبيّن أن طواقم وزارة الشئون الاجتماعية تعمل على مدار الساعة بالتعاون مع كل الجهات المعنية بالحكومة لتقديم المساعدات و نقل المتضررين إلى مراكز الإيواء.

وتعرضت مناطق عديدة في قطاع غزة، لسيول أدت لغرق عشرات المنازل وإغلاق شوارع، نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال اليومين الماضيين.

ويعاني القطاع من ضعف في البنية التحتية، ورداءة شبكات الصرف الصحي، والتي تحول دون تصريف مياه الأمطار بالشكل الملائم.

كما يعاني الغزيون من انعدام وسائل التدفئة، جراء انقطاع الكهرباء، وشحّ "غاز الطهي"، وعدم المقدرة على شراء الوقود المستورد من إسرائيل، والذي يقترب سعر اللتر الواحد منه لدولارين.

وللأسبوع السادس على التوالي تشهد محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة توقفا كاملا عن العمل، عقب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.

وتمد سلطة الطاقة المنازل بتيار كهربائي وفق جدول يعمل على 6 ساعات وصل، ثم يتم قطعه لمدة 12 ساعة أخرى، معتمدة في ذلك على الخطوط المصرية والإسرائيلية.

ولكن العاصفة التي ضربت القطاع منذ ثلاثة أيام تسببت بأعطال كبيرة في شبكة توزيع الكهرباء؛ ما أدى إلى عدم وصول التيار الكهربائي إلى معظم أحياء قطاع غزة لمدة تزيد عن 48 ساعة متواصلة، وفق تصريح صحفي لمدير العلاقات العامة لشركة توزيع الكهرباء في غزة جمال الدردساوي.

وتجتاج موجة برد قارصة منطقة الشرق الأوسط، مصحوبة بأمطار رعدية، وأمطار غزيرة منذ مساء الثلاثاء الماضي.

وقررت وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة بالقطاع تعطيل الدراسة في جميع مؤسسات التعليم العالي والعام يومي الأربعاء والخميس الماضيين.

وتواجه حكومة غزة عقبات في التعامل مع موجة الطقس السيئ، بسبب نقص بعض المعدات والوقود اللازم للتدفئة ولتشغيل الآليات، جراء اشتداد الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، حيث يعيش نحو 1.8 مليون نسمة.

وأصيب قرابة 45 فلسطينيا بجراح متفاوتة الخميس، بينها إصابات خطيرة، جرّاء المنخفض الجوي، غالبيتهم في جنوب قطاع غزة.

وكان إسماعيل هنية، قد دعا مساء أمس الخميس قادة العالم، إلى التدخل العاجل لحل "أزمتي الوقود والكهرباء"، اللتين زادتا من معاناة سكان غزة، وفاقمتا من تأثير المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة.