سياسة عربية

الضربات الأمريكية الأولية تسفر عن أكثر من 70 قتيلا وجريحا في العراق وسوريا

تركز القصف الأمريكي على مقرات الحشد الشعبي التي يعتبر حزب الله العراقي جزءا منها- موقع في قضاء القائم بعد القصف

ضربت الولايات المتحدة مواقع في سوريا والعراق، ليل الجمعة السبت، في جولة أولى من الرد الأمريكي على هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن في نهاية الأسبوع الماضي.

واتهمت واشنطن "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي جماعات مسلحة مدعومة من إيران، بالوقوغ وراء الهجوم، خاصة حزب الله العراقي، لذا فإنها قامت باستهداف 85 هدفا في سبعة مواقع (3 في العراق و4 في سوريا) مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وفصائله.

واستخدمت الولايات المتحدة قاذفات "بي-1" بعيدة المدى، وأطلقت أكثر من 125 قذيفة دقيقة التوجيه، مستهدفة منشآت القيادة والسيطرة والاستخبارات، ومخازن الطائرات المسيرة، ومرافق لوجستية لتوريد الذخائر للجماعات المسلحة التابعة لإيران.


وأفاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، أن الضربات جرت "خلال نحو 30 دقيقة"، وتم اختيار الأهداف بناء على معلومات استخباراتية ربطتها بهجمات ضد القوات الأمريكية، وبعد التأكد من عدم وجود مدنيين في المنطقة.

وقال كيربي إن الولايات المتحدة لا تعرف عدد المسلحين الذين قتلوا أو جرحوا، لكن البنتاغون يجري تقييما للنتائج.

من جانبه، ذكر مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة الأمريكية، دوغلاس سيمز، أن "الضربات كانت ناجحة جدا، ما أدى إلى انفجارات ثانوية كبيرة ناجمة عن ضربات أصابت أسلحتهم، على الرغم من أنه لم يكن من الواضح ما إذا كان أي من المسلحين قد قتلوا".

في سوريا، ذكرت "سانا" أن الغارات أسفرت عن سقوط ضحايا، مدنيين وعسكريين، لكن لم تحدد الأعداد.


وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن 23 مسلحا قتلوا نتيجة الضربات، مشيرا إلى أن القتلى ينتمون لمليشيات موالية لإيران.

وتركزت الضربات الأمريكية على مناطق في بادية الميادين بريف دير الزور، التي تقع تحت سيطرة النظام السوري وإيران.

وأشار عبد الرحمن إلى أن 10 قتلى كانوا في دير الزور و13 في الميادين، مبينا أن تسعة منهم سوريون وستة عراقيون ولبنانيان اثنان، دون معرفة جنسيات باقي القتلى، وفقا لـ "الحرة".

ولفت إلى أن من المرجح ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة وجود مفقودين تحت أنقاض المبنى المستهدف في الميادين، وسط تطويق أمني لتلك المنطقة.

وأضاف مدير المرصد السوري أن "سيارات تابعة للمليشيات الموالية لإيران انتشرت في المناطق المستهدفة في دير الزور وريفها وصولا إلى الحدود السورية العراقية مرورا بمدينتي البوكمال والميادين وسط حالة استنفار وإعادة انتشار وتموضع وإخلاء العديد من المواقع تخوفا من مزيد من الضربات خلال الساعات القادمة".

إلى ذلك، أفاد مسؤول أمريكي، رفض كشف هويته، أن التقييم الأولي لأضرار القصف أظهر أن الولايات المتحدة ضربت كل هدف من أهدافها المخطط لها.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة استهدفت عددا قليلا من "الأهداف الديناميكية" التي ظهرت مع بدء المهمة، بما فيها موقع صواريخ أرض-جو ومواقع إطلاق الطائرات المسيرة.


أما في العراق، فقد أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن الضربات أسفرت عن مقتل 16 شخصا، بينهم مدنيون، وألحقت "أضرارا كبيرة" بالمنازل والممتلكات الخاصة.

ونددت الحكومة بالضربات باعتبارها "انتهاكا للسيادة العراقية"، ووصفتها بـ"العدوان".

من جهتها، أكدت هيئة الحشد الشعبي، أن أحد مقراتها الأمنية تعرض للقصف، وأسفر ذلك عن 16 قتيلا وإصابة 36 بجروح، "فيما لا يزال البحث مستمرا عن جثث عدد من المفقودين".

وأوضح بيان الحشد أن حصيلة القتلى توزعت على: المقر الجوال لعمليات الأنبار وكتيبة إسناد اللواء (7 قتلى و7 جرحى)، موقع مقاتلة الدروع (3 قتلى و10 جرحى)، مستشفى عصام البلداوي التابع للطبابة (5 قتلى)، مقر الدعم اللوجستي (جريح واحد)، موقع المدفعية (قتيل واحد وأربعة جرحى)، موقع كتيبة الدبابات (أربعة جرحى)، وموقعان تابعان للواء 45 (11 جريحا).

وتحدث سكان من قضاء القائم عن أن الجماعات المسلحة تخزن كميات كبيرة من الأسلحة في تلك المنطقة الحدودية.


فيما ذكرت مصادر محلية أن المسلحين غادروا المنطقة واختبأوا في الأيام التي تلت الهجوم في الأردن، وفقا لـ"رويترز".

إلى جانب ذلك، تأكد مقتل مدنيين اثنين في بلدة القائم بمحافظة الأنبار كانوا قريبين من موقع القصف.


وتعرضت القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا، لأكثر من 165 هجوما منذ منتصف أكتوبر، تبنتها "المقاومة الإسلامية في العراق".