صحافة دولية

وزير الخارجية البريطاني يطرح "حلولا" للوضع الإنساني في غزة

أكد كاميرون أن الوضع الإنساني في غزة معقد ولا يمكن لدولة واحدة التصدي له- حاسبه في إكس

نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا كتبه وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون دعا فيه الاحتلال إلى التحرك والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح في غزة، وأن بريطانيا لديها خطة لتحقيق هذا.

وقال كاميرون إن التقييم الأخير لبرنامج الغذاء العالمي حول الجوع في غزة والذي سيصبح أسوأ، فكل تسعة من عشرة فلسطينيين في شمال غزة  يأكلون وجبة واحدة في اليوم على الأرجح.

وأضاف أنه مع تهجير السكان وعدم توفر المرافق الصحية، فالأمراض والأوبئة ستنتشر. ونسبة الغزيين ممن هم تحت سن الـ15 عاما هي 49%، حيث سيلاحقهم الموت واليأس و"نعرف كلنا أن علينا التحرك، والسؤال هو كيف؟" و"البعض يطالب بوقف إطلاق فوري للنار، ولا أريد رؤية هذا النزاع يمضي أطول مما هو ضروري. وهذا يعني تحقيق وقف إطلاق مستدام للنار، واحد يمنع أجيالا أخرى من العيش في ظل الحرب. في ضوء هذا، فقد جادلت لصالح وقفة إنسانية من أجل الإفراج عن الرهائن ومزيد من المساعدات لغزة"، لكن ماذا لو لم يتحقق أي من الأمرين وحالا؟ وكيف يمكننا منع تحول الجوع إلى مجاعة؟ وكيف يمكننا تخفيف الجوع وفي نفس الوقت دعم حق "إسرائيل" بالدفاع عن نفسها؟ وقال إن هناك حاجة لمزيد من المساعدات.


وأشار إلى البحرية البريطانية التي أرسلت 80 طنا من البطانيات والأدوية إلى مصر كي ترسل لغزة، وما قدمه الأردن وفرنسا من مساعدات عبر الجو. وأكد أن الحكومة البريطانية وشركاءها ملتزمون بإيصال المساعدات العاجلة إلى غزة وضرورة التوصل إلى حلول إبداعية.

والحاجة كبيرة ولا تستطيع المساعدات البرية والجوية والبحرية إحداث فرق على المدى القصير. وما يهم هو مزيد من المساعدات التي تنقل عبر البر، بسرعة وطريقة فعالة.

وبلغ عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات والتي تعبر يوميا معبر رفح وكرم أبو سالم 131 وتقترب من  200، لكن العدد ليس كافيا ويجب أن يكون 500 شاحنة في اليوم. وقال إن الوضع على الأرض معقد ولا يمكن لدولة واحدة التصدي له.

ورأى أن تحوله إلى كارثة لن يخدم الأسرى لدى "حماس" أو أهداف العدوان الإسرائيلي و"أعتقد أن هناك الكثير مما يمكن عمله لتحقيق فرق مباشر". وقال إنه شاهد في العريش الكثير من المساعدات المتراكمة ولا تستطيع دخول غزة.


وعين ممثلا خاصا للشؤون الإنسانية في المناطق الفلسطينية المحتلة. وبناء على العمل الكبير، "فقد حددنا مراكز الاختناقات وكيفية فتحها". ويمكن حل المشكلة في المعابر من خلال تمديد ساعات وقدرات العمل في منشأة الفحص في نيتزانا ونقطة تفتيش كرم أبو سالم، بشكل يسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة. وساعد فتح كرم أبو سالم في كانون الأول/ ديسمبر، وسيساعد فتحه مدة سبعة أيام أكثر، بحسب ما قال.

وتطرق إلى أن فتح طرق للشاحنات سيترك أثرا مهما على حركة المساعدات إلى غزة. فميناء أشدود القريب من غزة، أكثر من ميناء بورت سعيد المصري، وتوجد فيه المنشآت لتوصيل المواد الضخمة.

وتم إيصال 750 طنا من المواد الغذائية عبر الممر الأردني إلى غزة بإدارة برنامج الغذاء العالمي ودعم بريطاني. ويمكن أن تزيد المعابر هذه، وبخاصة فتح معبر إيريز، شمال غزة من دخول المساعدات الإنسانية ووصولها للمحتاجين في القطاع.


ودعا كاميرون إلى الانسجام في ما يسمح له بالدخول مع التوضيحات المنطقية لما يقيد الاحتلال دخوله ولماذا، بشكل يسمح للحكومات والمنظمات والقطاع الخاص بزيادة حجم المساعدات وبشكل كبير. ويمكن لدولة الاحتلال إعادة خطوط المياه والكهرباء وأن تسمح بدخول المزيد من الوقود الضروري لتشغيل المخابز، وفق رأيه.

ودعا إلى مساعدة الأمم المتحدة التي يقوم موظفوها "الشجعان" بتوزيع المساعدات في ظروف خطيرة، مبينا أنه لا يكفي وصول المواد الإنسانية إلى غزة وتركها بدون توزيع بل ويجب تأمين الطرق وفتح المعابر الآمنة.

ويساعد في عملية التوزيع منح مزيد من التراخيص واستيراد مزيد من الحافلات بشكل يعزز من عملية التوزيع.

وربما كانت هذه الخطوات تقنية ولا تتعلق بحجم الوضع الإنساني الخطير، لكن التركيز على ما هو عملي يساعد على إنقاذ الأرواح ليس الشعارات الفارغة التي لا تحدث فرقا على الأرض، وحلول كهذه موجودة ويجب التحرك لتطبيقها.