ملفات وتقارير

"مرارة النزوح لا تتوقف".. جنوب قطاع غزة غير آمن والعائلات تنزح من خانيونس إلى رفح

يسعى الاحتلال لإرسال أهالي القطاع إلى الصحارى، ضمن إطار التطهير العرقي- جيتي
على خلفية التوغل البري في خانيوس، نزحت مئات العائلات الفلسطينية إلى رفح جنوب قطاع غزة وبالقرب من الحدود المصرية، في ظل ظروف قاهرة وانعدام لمقومات الحياة. 

وعانت تلك العائلات مرارة النزوح لمرات عديدة هربا من القصف الإسرائيلي، لتواجه اليوم أوضاعا أكثر صعوبة تتمثل في غياب المأوى في ظل ظروف جويه باردة وانعدام وسائل التدفئة وخيارات باتت معدومة.

واشتكى المواطنون عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من نفاد الكثير من المواد الغذائية، وإغلاق الكثير من المحال التجارية أبوابها، لعدم وجود ما تبيعه.

وباتت تلك الوسائل طريقة للبحث عن منازل للإيواء أو حتى أغطية ووسائد وأفرشة ، مقابل المال. 

نزوح من النزوح 



وشارك ناشطون صورا تظهر عشرات العائلات التي تفترش الأرض في الخلاء،"دون مأوى وفي ظل البرد القارس"، إذ نزحوا من خانيونس إلى رفح بفعل العملية البرية لجيش الاحتلال، وسط تقصير من وكالة الأونروا تجاههم بحسب ما أكدته الجهات الحكومية في غزة سابقا.

وكان الإعلام الحكومي في قطاع غزة، قال: "نؤكد أن تخاذل وكالة الأونروا ومسؤوليها عن دورهم الواجب هو تواطؤ واضح مع الاحتلال ومخططاته بالتهجير القسري".

واتهم الإعلام الحكومي المنظمة الأممية بالتخلي عن "مسؤوليتها تجاه مئات الآلاف من السكان في هذه المناطق، فتركتهم دون مأوى أو ماء أو غذاء أو علاج، وصمّت آذانها عن الاستماع لكل صرخات الألم والمعاناة حتى اللحظة".


وأجبر أهالي القطاع في وقت سابق على النزوح إلى مدينة خانيوس، إذ قال حينها الاحتلال إنها مدينة آمنة إلا أنه اليوم تبين أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، وأن الاحتلال يسعى لإرسال أهالي القطاع  إلى الصحارى، ضمن إطار التطهير العرقي، وفق ناشطين. 


ويرى ناشطون أن خطة التهجير مبنية على سياسة تجويع أهالي القطاع، وإجبارهم على النزوح عدة مرات. 


 
ويقول عمر عبر أكس: "مش قادر أتخطى اللي صار اليوم، كنت رايح على السوق فشفت عائلة نازحة على رفح وفش إلهم مكان وقاعدين في الشارع، وكانت في امرأة كبيرة هيك رافعة إيديها وبتدعي. يا رب هدول الناس تكون معهم يا رب مالهم غيرك يا رب خفف عنهم برد الشتا يا رب إنت ملجأهم الوحيد". 



وقالت رهف عبر منصة إكس: "انزلت السوق والوضع في رفح صعب صعب صعب!! الناس فوق بعض مع حركة النزوح الجديدة من خانيونس.. ما في أي شي بالأسواق، ما في أي شي يشتروه ولا ياكلوه!!! احنا داخلين ع أصعب مرحلة في الحرب. الناس حتموت من الجوع". 


وكتب ذياب على أكس: "اليوم الأمور اتجهت للأسوأ في خانيونس ف طلعنا في رحلة بحث عن مكان أامن، أقسم بالله بحياتي ما تخيلت المناظر اللي شفتها في الشوارع على طريق البحر وفي الأراضي الفاضية قرب رفح، الناس عايشة في خيم بدائية لا فيها مية ولا حمامات ولا أي حاجة، تترك كل شيء بُعداً عن الموت، نجاةً بالأرواح".



خانيونس تحت القصف ورفح مكتظة 
بدوره قال مدير شؤون الأونروا في غزة تومس ويت، عبر حسابه على "إكس" (تويتر سابقا): "الجيش يطلب من الناس مغادرة شرق خانيونس ويأمر الناس في قلب المدينة بأن هذه المنطقة أصبحت الآن منطقة قتال خطيرة، يطلبون من الناس الانتقال إلى رفح لتلقي المساعدة - لكننا غير قادرين على توفير 100 ألف من النازحين الجدد". 


ونزح نحو 35 إلى 40 ألفا من المواطنين من مناطق شرق خانيونس تركوا المدارس والمستشفيات وتوجهوا نحو رفح آخر منطقة في قطاع غزة على الحدود المصرية، حيث تبعد الدبابات الإسرائيلية نحو 1500 متر عن مدينة مستشفى ناصر في خانيونس، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة: "سيؤدي أمر الانتقال فعليا إلى رفع عدد الأشخاص في رفح إلى 1.35 مليون شخص، عبر دفع 600 ألف شخص إضافيين من خانيونس إلى منطقة يبلغ عدد سكانها حاليا 750 ألف نسمة حيث تواجه قدرة الأمم المتحدة وشركائها على تقديم المساعدة تحديات خطيرة بالفعل".

محاولات تهجير 
تجمع كل الأطراف أن ما يقوم به الاحتلال هي محاولة لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة إلى مصر. 

وحذر بيان للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة من "كل محاولات التهجير التي ستبوء بالفشل ومن أي تساوق عربي وغربي مع مخططات تصفية القضية بأي شكل".

فيما قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش عقب زيارة للمستشفى الأوروبي في خانيونس: "لا يمكننا أن ندير ظهورنا لما يعتبر فشلًا أخلاقيًا واضحًا يواجه المجتمع الدولي"، بحسب وكالة رويترز.