سياسة عربية

صور الأقمار الصناعية تكشف تضرر نحو 100 ألف مبنى بفعل العدوان على غزة

دمار كبير في غزة - الأناضول
كشفت صور الأقمار الصناعية عن دمار مخيف من جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية وتم التقاط تلك الصور قبل توقف العمليات العسكرية بموجب الهدنة الإنسانية.

وأظهرت الصور التي نشرها موقع بي بي سي عن دمار واسع في أنحاء قطاع غزة، بينت أن ما يقرب من 98 ألف مبنى تعرض لأضرار كبيرة.

وتظهر لقطات طائرات بدون طيار ومقاطع فيديو تم التحقق منها أيضًا مباني وأحياء بأكملها وقد تحولت إلى أنقاض بعد الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال على الأرض.


وفي حين كشفت الصور بأن مناطق شمال قطاع غزة التي كانت محور الهجوم الإسرائيلي وتحملت العبء الأكبر من الدمار، فإن الأضرار واسعة النطاق تمتد عبر القطاع بأكمله.

بيانات الأقمار الصناعية تظهر الأضرار في شمال غزة

تدعي إسرائيل أن شمال غزة، الذي يضم المركز الرئيسي لمدينة غزة، كان "مركز ثقل لحركة حماس"، ويقول جيش الاحتلال إن حملته الجوية استهدفت قادة ومقاتلي حماس، فيما تظهر الصور دمارا واسعا للأحياء السكنية والأماكن المأهولة بالسكان.

يشير تحليل بيانات الأقمار الصناعية إلى أن ما يقرب من 98,000 مبنى في جميع أنحاء قطاع غزة ربما تعرضت لأضرار، معظمها في الشمال كما توضح الخريطة.


وأجرى تحليل البيانات كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة سيتي في نيويورك فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون. وهو يعتمد على مقارنات بين صورتين منفصلتين، مما يكشف عن التغيرات في ارتفاع أو هيكل المباني مما يشير إلى حدوث ضرر.


قامت بي بي سي بتحليل صور الأقمار الصناعية من عدة مناطق تعرضت لأضرار جسيمة وتبين أن نسبة الدمار الأكبر كانت في مدينة غزة والجزء الشمالي من القطاع.

المناطق الشمالية الشرقية
أظهرت الصور أن مدينتي بيت لاهيا وبيت حانون في شمال وشمال شرق قطاع غزة من أولى المدن التي استهدفتها الغارات الجوية وسويت بالأرض أجزاء من بيت لاهيا، التي تطل على بساتين الزيتون والكثبان الرملية الممتدة نحو الحدود مع إسرائيل. 

تظهر صورة القمر الصناعي منطقة في الشمال الشرقي من بيت لاهيا، وقد تم تدمير مجموعة كبيرة من المباني ويبدو أن الجرافات قامت بتجريف الطرق وأقام جيش الاحتلال فيها مواقع دفاعية.





كما استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة بيت حانون، على بعد أقل من 1.6 كيلومتر من الحدود مع المستوطنات الإسرائيلية حيث تعرض أكثر من 120 موقعا سكنيا في اليوم الأول من الضربات الجوية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي.

تظهر الخرائط تحول عدد من المباني متعددة الطوابق ومسجد تدريجي إلى أنقاض في الفترة ما بين 14 أكتوبر/تشرين الأول و22 نوفمبر/تشرين الثاني.


مناطق سويت بالأرض
وبعد أسابيع من الضربات الجوية على غزة تحركت إسرائيل على الأرض ودخلت الدبابات والجرافات في المناطق التي تعرضت لقصف شديد. وشق جيش الاحتلال الإسرائيلي طريقه جنوبا على طول الساحل باتجاه مخيم الشاطئ للاجئين في منطقة مدينة غزة.

كما تظهر الصورة، سلسلة كاملة من الحفر فيما كان في السابق منطقة سكنية وتبدو بعض المباني الواقعة على شاطئ البحر، والتي كانت تضم أول فندق خمس نجوم في غزة، المشتل، فضلاً عن الأكواخ والمطاعم، التي دمرت بشكل جزئي.




الأضرار في جنوب غزة
وبعد حوالي أسبوع من بدء الغارات الجوية، وجه جيش الاحتلال تحذيرا للفلسطينيين في شمال غزة بضرورة التحرك جنوب المنطقة التي تعرف باسم وادي غزة حفاظا على سلامتهم حسب زعمه.
وعلى الرغم من التحذير وفرار مئات الآلاف من الأشخاص من مدينة غزة، استمر استهداف المناطق الواقعة في الجنوب.


مخيم النصيرات
تعرض مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة للقصف عدة مرات قبل بدء الهدنة المؤقتة ويحتوي المخيم على حوالي 85 ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

وأظهرت الصور الناس وهم يبحثون بين أنقاض المباني المنهارة والمتضررة عن ناجين أو ضحايا تحت ركام المباني المدمرة فيما تظهر في خلفية الصورة المداخن السوداء لمحطة توليد الكهرباء في غزة التي دمرتها غارات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تقع شمال المخيم مباشرة.





معارك الاحتلال في الجنوب

وبالإضافة إلى توغلها من الشمال، قطعت القوات الإسرائيلية أيضًا قطاع غزة باتجاه الغرب، مما أدى إلى عزل مدينة غزة عن الجنوب.

كما أظهرت الخرائط والصور، منطقة سكنية كانت مأهولة سابقا قد تم تدميرها من قبل جيش الاحتلال بآليات ثقيلة وتم تجريف طريق باتجاه الساحل الغربي للبحر وتظهر فيها عشرات الآليات العسكرية لجيش الاحتلال بما في ذلك الدبابات، متجمعة خلف تحصينات مصنوعة من الأرض.


وتظهر صور الأقمار الصناعية أيضا ساحة مفتوحة من الأرض عليها نجمة داود محفورة في الأرض بواسطة مسارات المركبات في مدينة غزة، بالقرب من جامعة الأزهر.