صحافة إسرائيلية

كتاب إسرائيليون: لا مكان لطبول النصر بالصفقة.. مواصلة الحرب قد تكون صعبة

نتنياهو يقف أمام صور الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة- إكس
أبدى كتاب إسرائيليون، مخاوفهم من أن تؤدي الهدنة المؤقتة، للعدوان على غزة، إلى حدوث تراجع لزخم الهجوم، مشيرين إلى أن صفقة التبادل كانت إضرارا لعوامل كثيرة ضاغطة.

وقال الكاتب ناحوم برنياع، في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، إنه لا مكان لطبول النصر ولا حتى ذرة منه، فالادعاء الذي فهم من تصريحات نتنياهو، وكأن إسرائيل حققت إنجازا كبيرا في المفاوضات، بعيد عن الحقيقة.

وأوضح أنه بناء على ما جرى الاتفاق عليه، "فهذه هي ذات الصفقة التي اقترحها رئيس حكومة قطر في الأسبوع الأول للحرب، مع تغييرات طفيفة. فإسرائيل لانت قليلا، وحماس لانت قليلا، وبالإجمال، أخذ السنوار ما أراده".


وأشار إلى أن الدرس الذي يجب أن تتعلمه عائلات المخطوفين بعد إقرار الصفقة في الكابينت لا لبس فيه، هو الضغط، الضغط ثم الضغط. خاصة اللقاءات مع ممثلي حكومات أجنبية، لكن الأهم منها اللقاءات هنا، مع وزراء الكابينت، تحديدا المظاهرات، المسيرات، الجهد الذي لا يتوقف لأجل وضع المخطوفين على رأس سلم الأولويات، فباللطف لم تحقق هذه العائلات مبتغاها.

وأوضح أن ما حسم في نهاية الأمر كان حملة العائلات للمطالبة بالإفراج عن أبنائها.

ولفت إلى أن هناك خيارات سيئة، وقرارات صعبة، فوقف إطلاق النار، ومزيد من التوقف عن القتال، يجب من الصعب مواصلة العملية البرية، بشكل ناجع، ويشوش على الخطط ويخلق إحباطا في أوساط القوات بسبب المراوحة في المكان، ويخلق ضغطا في الميدان وفي الجبهة الداخلية لتسريع الاحتياط.

وقال إن ما جرى ليس صفقة، "فالصفقة كلمة منكرة، حين يدور الحديث عن منظمة إرهابية فما تعرضنا له ابتزاز".

 وشدد على أنه لم يكن هناك مفر من دفع هذا الثمن، والبديل، ترك المخطوفين لمصيرهم مرة أخرى بعد أن تركوا لمصيرهم في 7 أكتوبر، وكان جسيما وخطيرا أكثر. فضلا عن أن الثمن كان يجبي دما، وأرواحا وكان سيخلف وصمة عار أخلاقية لا تمحى عن جبين حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي.

وأشار إلى وجود محافل مغفلة، داخل الجيش الإسرائيلي، في الأيام الأخيرة، تغذي عبر المراسلين العسكريين، ادعاءات صبيانية، بأن أحدا في الجيش، يخشى تخريب خطة الهجوم وبهجة النار.

وقال إنه لا سبيل لإنقاذ إسرائيل من الهوة التي وقعت فيها في 7 تشرين أول/أكتوبر بينما سموتريتش وبن غفير، يشكلون جزءا من الحكم. 

بند كارثي

من جانبه قال الكاتب عاموس هرئيل، إنه لا تزال توجد عقبات في الطريق، رغم اتفاق الهدنة وصفقة التبادل، ويمكن الافتراض أن حماس ستشد أكثر من أعصاب إسرائيل.

وأوضح بمقال له في صحيفة هآرتس، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه، لا يلغي الاحتمالية المعقولة وهي أن حماس ستحاول القيام بمناورات أخرى من الحرب النفسية ضد الجمهور الإسرائيلي. ويتوقع أن تحدث هنا مآس إنسانية صعبة حول إطلاق سراح عدد من المخطوفين وإبقاء آخرين في القطاع.

ورجح أن حماس، ستزيد من تعميق الأزمة وتفاقم الانقسام في المجتمع الإسرائيلي حول الموافقة على صفقة جزئية أثناء القتال، يجب الافتراض بأنه سيكون هناك المزيد من المحاولات للتضليل وإثارة الذعر.

وشدد على أن تدمير حكم حماس وقدراتها وإطلاق سراح جميع المخطوفين، هذه القضايا لم يتم حلها في العملية الحالية، فمن الواضح أن مصلحة رئيس حماس يحيى السنوار ستكون الاحتفاظ بعدد كبير من المخطوفين كورقة للمساومة خلال القتال.

بدوره أثار الكاتب والمحلل تسفي برئيل، المخاوف من بند جرى الحديث عنه بتسريبات صحفية، ويتعلق بإبعاد قوات الاحتلال، عن شارع صلاح الدين الرابط بين شمال وجنوب القطاع.

وشدد برئيل بمقال له في صحيفة هآرتس، على أن تسريبات لصحيفة لبنانية، من مصدر قريب من حماس، أشارت إلى أن إسرائيل وافقت على عدم الاقتراب من السكان الذين سيمرون في الطريق، حتى لو كانوا يتحركون نحو الشمال.

وقال إن هذا البند إذا كان حقا مشمولا في الاتفاق فإن رجال حماس يمكنهم التحرك خمسة أيام بدون إزعاج بين شطري القطاع.

وأثار مخاوف إسرائيلية، من أن بنود الاتفاق توضح المعضلات الصعبة التي تواجه إسرائيل، لا سيما بخصوص طبيعة ومدة وقف إطلاق النار، إزاء الخوف من أن ذلك سيعطي حماس وقتا ضروريا لتنظيم قواتها، في نفس الوقت هو لا يلغي ضرورة إجراء المفاوضات مع حماس حول إطلاق سراح الأسرى الباقين.


من جانبه قال الكاتب يؤآف ليمور، إن صفقة المخطوفين التي أقرت في الحكومة هي خطوة ضرورية على طريق تحقيق أهداف الحرب كما هو الحال دوما، فهي حل وسط بين الآمال والأحلام وبين الواقع، وفي الحالة الغزية الواقع العنيد ليحيى السنوار.

سوء الحظ

وأشار في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، إلى أنه في الوضع الذي علقت فيه إسرائيل في غزة بعد هجمة 7 تشرين أول/أكتوبر فإن التعابير الوحيدة ذات الصلة هي ممكن وغير ممكن، ولسوء الحظ لم يكن ممكنا في هذا الوقت تحقيق صفقة أفضل، تعيد مخطوفين آخرين إلى الديار. كما لم يكن ممكنا أيضا الامتناع عن وقف نار طويل نسبيا، وتحرير سجناء أمنيين محتجزين في إسرائيل.

وقال إن المفتاح الذي تقرر أسير إسرائيلي واحد مقابل ثلاثة أسرى فلسطينيين، وينبغي الأمل في أن يبقى هذا المفتاح لاحقا أيضا، وإن كان معقولا لأنه كلما تقدمت المفاوضات ستزيد حماس مطالبها وبالتوازي ستتعمق المعضلة في الجانب الإسرائيلي.

ولفت إلى أن على الجمهور الفهم، أننا أمام حالة مريرة يتم الحديث عنها، حين يكون العمل لتحرير "أسوأ المخربين، مثل حسن سلامة، مهند شريم، عباس السيد إبراهيم حماد، عبد الله البرغوثي، وهذا كابوس لأصحاب القرار، لأنه ليس بسبب ما فعلوه، بل لما سيفعلونه في المستقبل".

وقال إن التمديدات التي ستمنح مقابل المزيد من الأسرى، تعطي حماس إمكانية وقف نار طويل إذا ما تمسكت بمسيرة التحرير المتدرجة ووضعت أمام دولة إسرائيل تحديا أكبر، ينطوي ليس فقط على وقف الهجوم بل وأيضا على الحاجة لتأكيد الشرعية الدولية التي لا بد أنها ستضعف، من اللحظة التي يبدأ فيها تحويل المخطوفين وتنكشف فيها بالتوازي هجوم الدمار في غزة.