ملفات وتقارير

واشنطن تعلق تسيير الدوريات في مناطق بسوريا خشية هجمات من موالين لإيران

الخطوة الأمريكية تأتي بعد قيام ميليشيات مدعومة إيرانيا بالانتشار في المنطقة - جيتي

في إجراء يبدو احترازياً بسبب الهجمات المتكررة بالصواريخ والمسيرات التي تتعرض لها القواعد التابعة لـ"التحالف الدولي" بقيادة واشنطن في سوريا والعراق منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، أوقفت القوات الأمريكية تسيير الدوريات العسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بمحافظتي دير الزور والحسكة، حيث تنتشر القوات الأمريكية.

الخطوة الأمريكية تأتي بعد قيام الميليشيات الإيرانية بنشر خلايا من أبناء المنطقة في المناطق التي تتواجد بها قوات التحالف الدولي بعد أن زودتهم بقذائف صاروخية، على حد تأكيد المسؤول الإعلامي في شبكة "عين الفرات" المحلية أبو الوليد البو كمال لـ"عربي21".

وتابع بأن الدوريات الأمريكية لم تتوقف بشكل كامل، مشيراً إلى المخاوف من تعرض الدوريات للاستهداف من قبل الميليشيات الإيرانية التي كثفت انتشارها في مناطق دير الزور.



وفي السياق ذاته، قال "تلفزيون سوريا" المعارض إن الإجراء الأمريكي يأتي بسبب الخشية من تعرض الدوريات للاستهداف من قبل الميليشيات المدعومة من إيران، المتواجدة على مقربة من مناطق تواجد الجيش الأمريكي.

وتابع بأن القوات الأمريكية تسير دوريات شبه يومية في مناطق حقول النفط والشريط الحدودي مع تركيا بمحافظة الحسكة ودوريات أخرى في منطقة المعامل وفي محيط حقل العمر والتنك في ريف دير الزور، لتقتصر حالياً على مرافقة قوافل الشاحنات المحملة بالمواد اللوجستية والعسكرية القادمة من إقليم كردستان العراق إلى قواعد التحالف الدولي في سوريا.

بدوره، يصف القيادي في الجيش الوطني النقيب عبد السلام عبد الرزاق، الإجراء الأمريكي بـ"الاحترازي"، مبيناً لـ"عربي21" أن "الولايات المتحدة اتخذت العديد من التدابير في سوريا بسبب الوضع الأمني المتدهور بالمنطقة بشكل عام".



ومنذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تعرضت قواعد "التحالف الدولي" في سوريا إلى أكثر من 20 هجوماً، استهدفت قاعدة حقل العمر النفطي، وقاعدة حقل كونيكو للغاز في ريف دير الزور، وقاعدة روباريا في ريف الحسكة، وقاعدة التنف عند المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي.

وتبنت ميليشيا تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق" بعض هذه الهجمات، وذلك في إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على غزة، ودعم واشنطن غير المحدود لقوات الاحتلال.

والثلاثاء، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، إن واشنطن وجهت رسالة "ردع عالية ومباشرة" لإيران بشأن استعدادها لحماية أفرادها ومصالحها بقوة، مضيفاً "نتخذ أي خطوات ممكنة لحماية مصالحنا في المنطقة".



ونفت إيران على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، الأربعاء، تورطها في الهجمات على القوات الأميركية في سوريا والعراق، الذي قال: "جميع المزاعم الأمريكية لا صحة لها وهي مرفوضة تماماً".

وتابع المسؤول الإيراني بأن بلاده غير ضالعة في أي إجراء أو هجوم على القوات العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق".

وتعليقاً، يقول المحلل السياسي أسامة بشير لـ"عربي21": "رغم نفي إيران لصلتها بالهجمات إلا أنها لا يمكن أن تكون بعيدة عنها".

وتابع بأن الحرب على غزة أدخلت المنطقة في حالة فوضى بعضها منظمة، رغم أن هناك ما يشبه التوافق الدولي والإقليمي على عدم توسيع العمليات العسكرية خارج غزة، وقال: "وأقصد بالفوضى المنظمة، التحرشات من الميليشيات التابعة لإيران بالقواعد الأمريكية في سوريا والعراق".