صحافة دولية

FT‏: الانحياز للاحتلال يفجر غضب أعضاء بالعمال البريطاني ضد ستارمر

ستارمر أيد قطع الماء والغذاء عن غزة- جيتي
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن ‏رؤساء المجالس وأعضاءها المسلمين المؤثرين، من حزب ‏العمال، إلى جانب قطاعات من اليسار، من ‏بين من ‏يضغطون على زعيمه كير ستارمر؛ بسبب دعمه غير المشروط لدولة الاحتلال في عدوانها على غزة بعد ‏هجوم حماس هذا ‏الشهر.‏ ‏

وأشارت في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن ستارمر، زعيم حزب العمال، يواجه تمردا ‏متزايدا من أعضاء المجالس العماليين الذين طالبوا الحزب ‏بتغيير موقفه ‏لإدانة إسرائيل بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة ‏في غزة‎.‎

وأثار ستارمر غضب البعض في حزبه، بعد أن قال إن ‏لإسرائيل الحق في حجب الكهرباء والمياه عن غزة، حتى ‏عندما قال إنه يجب ‏احترام القانون الدولي.‏

وتسبب العدوان على غزة في إحداث انقسامات ‏حادة داخل حزب العمال، مع غضب بعض أوساطه بسبب ‏القرار الذي ‏اتخذته قياداته بعدم انتقاد الحصار الإسرائيلي ‏على غزة وقصفها بقوة.‏


ويقول آخرون إن ستارمر "كان على حق في دعم إسرائيل في ‏أعقاب الفظائع التي ارتكبتها حماس"، وفق وصفهم، وربطوا هذا الموقف ‏بحملته ‏الناجحة للقضاء على معاداة السامية في حزب العمال ‏في أعقاب عهد جيريمي كوربين.‏

ويتوقع مسؤولو حزب العمال أن تتعمق الانقسامات مع تفاقم ‏الأزمة التي تواجه المدنيين في غزة، أو إذا مضت إسرائيل ‏قدما في ‏هجوم بري متوقع على نطاق واسع من شأنه أن ‏يزيد من عدد الشهداء المدنيين.‏

وفي ليلة الاثنين، تم تحذير ديفيد لامي، وزير خارجية الظل، ‏وسو غراي، رئيسة موظفي ستارمر، من قبل أعضاء ‏المجالس الذين ‏يريدون من حزب العمال أن ينتقد تصرفات ‏إسرائيل، بأن الحزب لديه "يوم أو يومين" لتغيير المسار قبل ‏أن يصبح الوضع الداخلي ‏أسوأ، و"لا يمكن السيطرة عليه"، ‏بحسب أحد الحاضرين‎.‎

ورفض حزب العمال التعليق على اجتماع خاص، لكن ‏مسؤولا بالحزب أصر على أن نهج القيادة كان "حساسا ‏لجميع الأطراف".‏

وأضافوا أن ستارمر ولامي وغيرهما من وزراء حكومة ‏الظل "يتحدثون مع مجتمعات من مختلف الأديان"، ‏ويتواصلون مع ‏المنظمات الإنسانية التي تسعى لمساعدة ‏سكان غزة‎.‎

وواجه ستارمر دعوات للاعتذار والتراجع عن التصريحات ‏التي أدلى بها على قناة‎ LBC ‎الأسبوع الماضي، التي قال ‏فيها إن لإسرائيل ‏‏"الحق" في حجب المياه والكهرباء عن ‏قطاع غزة. وأضاف أن "كل شيء يجب أن يتم في إطار ‏القانون الدولي".‏

وفي مناقشة في مجلس العموم يوم الاثنين، أكد ستارمر أن ‏‏"حزب العمال يقف إلى جانب إسرائيل"، لكنه شدد على ‏ضرورة التزام ‏جميع الأطراف بالقانون الدولي وحماية ‏أرواح المدنيين‎.‎

واعترف بأن الآباء الذين حزنوا على أقاربهم في الأسابيع ‏الأخيرة شملوا "إسرائيليين، فلسطينيين، مسلمين، ويهود"، ‏وأوضح أن ‏حماس ليست هي الشعب الفلسطيني.‏

وقبل وقت قصير من تصريحاته، استقالت آمنة عبد اللطيف، ‏أول امرأة عربية مسلمة يتم انتخابها لعضوية مجلس مدينة ‏مانشستر، ‏من حزب العمال. وقالت إنها "شعرت بالفزع من ‏الافتقار إلى الإنسانية التي أظهرها الحزب تجاه الفلسطينيين".‏

وجاء خروجها بعد أن استقال اثنان آخران من أعضاء مجلس ‏محلي من المسلمين في أوكسفوردشاير احتجاجا الأسبوع ‏الماضي. ‏واستقالت عضوة أخرى في مجلس حزب العمال، ‏جيسي هوسكين، في ستراود، قائلة إنها غير سعيدة بتعليقات ‏ستارمر "التي تدعم ‏جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني".‏


وقال أحد الأعضاء المسلمين المؤثرين في الحزب لصحيفة ‏‏"فاينانشيال تايمز" إنه تحدث مباشرة إلى ستارمر في مؤتمر ‏حزب العمال ‏في مانشستر الأسبوع الماضي حول ضرورة ‏موازنة استجابته للأحداث.‏

وقال ذلك الشخص: "لقد حذرته في المؤتمر من أن أي شيء ‏تقوله الآن، سيكون في الذاكرة عندما يتم تسوية غزة ‏بالأرض وعند ‏ارتفاع عدد القتلى".‏

ومن المقرر أن يتعرض نواب حزب العمال يوم الأربعاء ‏لتدقيق أكبر لموقفهم بشأن الصراع المستمر‎.‎

وقالت الصحيفة: ستنشر مجموعة الحملات اليسارية‎ Momentum ‎داخل ‏حزب العمال قاعدة بيانات على الإنترنت، تحدد نواب حزب ‏العمال الذين لم ‏يدعوا بعد إلى وقف إطلاق النار في المنطقة، ‏إلى جانب أداة تساعد النشطاء في الضغط عليهم عبر البريد ‏الإلكتروني.‏

وسوف يسلط الضوء على كيفية ابتعاد بعض أعضاء ‏البرلمان اليساريين عن قيادة الحزب، بما في ذلك ريتشارد ‏بورغون، الذي اتهم ‏في البرلمان يوم الاثنين إسرائيل بفرض ‏‏"عقاب جماعي" على المدنيين في غزة.‏

وأجرى مسؤولو حزب العمال مناقشات يوم الثلاثاء لمنع ‏المزيد من استقالة أعضاء المجالس، حيث كان الحزب ‏معرضا لخطر مباشر ‏بفقدان السيطرة على مجلسين، حيث ‏يحتفظ المسلمون المنتخبون بتوازن القوى، وفقا لأشخاص ‏شاركوا في المحادثات، ورفضوا تسمية ‏المناطق المعنية‎.‎

وقال أحد الأشخاص المشاركين في المحادثات: "لقد واجهنا ‏وابلا من أعضاء المجالس الغاضبين، إما على وشك ‏الاستقالة أو خوفا من ‏احتمال طردهم بسبب كلمة واحدة في ‏غير محلها"، مضيفا أن تصريحات ستارمر في البرلمان يوم ‏الاثنين لم تذهب أبعد من إصلاح ‏الضرر‎.‎

وقال بعض أعضاء حزب العمال المسلمين إن مخاوفهم بشأن ‏موقف حزب العمال من الصراع تفاقمت بسبب تحذير ‏الحزب من إظهار ‏التضامن مع الفلسطينيين.‏

وقال ديفيد إيفانز، الأمين العام لحزب العمال، لأعضاء ‏المجالس في رسالة حديثة اطلعت عليها صحيفة فايننشال ‏تايمز، إنه لا ينبغي ‏لهم حضور المظاهرات المؤيدة لفلسطين ‏أو "المخاطرة بوضع أنفسهم في موقف حيث تشارك منصة ‏مع، أو تكون قريبا من، الناس ‏الذين من شأنهم أن يقوضوا ‏حزب العمال بأي شكل من الأشكال".‏

وقال عضو الحزب المسلم ذو النفوذ: "ليس لدينا أي مشكلة ‏في إدانة حماس وإظهار التضامن مع الإسرائيليين، لدينا ‏إنسانية، نحن ‏نتحدث عن إظهار القليل من التعاطف مع ‏الفلسطينيين، يمكنك القيام بالأمرين معا في نفس الوقت".‏

وأضافوا أن البعض في الحزب عازمون الآن على التنظيم ‏بشكل جماعي ضد ستارمر في دائرته الانتخابية بوسط لندن، ‏وضد لامي، ‏وكلاهما لديه أعداد كبيرة من السكان المسلمين ‏في مناطق التصويت الخاصة بهما.‏

وأضاف: "لم أر قط غضبا بهذا المستوى".‏