سياسة عربية

ردود فعل دولية واسعة رفضا لمحاولات الاحتلال تهجير سكان غزة

قصفت طائرات الاحتلال قافلة لنازحين فلسطينيين وسط غزة- جيتي
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم السبت، إن "قرار إسرائيل تهجير الفلسطينيين مرفوض ويخرق كل القوانين الدولية وسيكون جريمة حرب".

وأضاف في مؤتمر صحفي، أن "أي تحرك من إسرائيل لفرض تهجير جديد على الفلسطينيين سيدفع المنطقة كلها نحو الهاوية".

ودعا الصفدي المجتمع الدولي، إلى تطبيق القانون الدولي بالتساوي، كما أن عليه إدانة خروقات الاحتلال الفاضحة للقانون الدولي.

 وأوضح، أن الخطوة الأولى يجب أن تكون إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى أن حماية المدنيين من الجانبين مسؤولية يجب على المجتمع الدولي الاضطلاع بها.

وأكد الصفدي، أن منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة وضغطها على السكان للمغادرة خرق للقانون الدولي.

تصريحات الصفدي تأتي بعد يوم من تحذير العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، من "خطورة أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم"، مشددا على "عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين".

من جهتها أكدت وزارة الخارجية القطرية، رفضها القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من قطاع غزة.

وحذرت الوزارة من خطورة سياسة العقاب الجماعي بما في ذلك الدعوات لإخلاء شمال غزة‬⁩، مبينة أن إجبار المدنيين على النزوح أو اللجوء إلى دول الجوار يمثل انتهاكا للقوانين الدولية.

ودعت إلى رفع الحصار عن القطاع وتوفير الحماية للمدنيين، وفقا للقانون الدولي، كما حثت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لفتح ممرات إنسانية تسمح للمنظمات الدولية بإدخال المساعدات الغذائية والطبية وإجلاء المصابين.

من جانبه قال الممثل السامي للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنه يؤيد الأمين العام للأمم المتحدة بالتحذير من مغبة إجلاء سكان غزة.

وأضاف بوريل في منشور على منصة "إكس"، أن طلب الاحتلال إجلاء مليون مدني من شمال غزة عبر منطقة حرب مكتظة بالسكان إلى مكان بلا طعام أو ماء أو مأوى في منطقة تحت الحصار هو أمر خطير للغاية ومستحيل تقريبا.



وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن "نقل أكثر من مليون شخص عبر منطقة حرب مكتظة بالسكان إلى مكان بلا طعام أو ماء أو سكن، في حين أن منطقة غزة بأكملها تحت الحصار، أمر بالغ الخطورة ــ وفي بعض الحالات، ببساطة غير ممكن".



وأمس الجمعة، أعلنت مصر رفضها دعوات الاحتلال، سكان غزة إلى المغادرة جنوبا، محذرة في بيان لوزارة الخارجية من أن هذا الإجراء يعد "مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني".

ولفتت إلى أن هذا الإجراء "سيعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلا عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها".

وفي ذات السياق، أكدت وزارة الخارجية السعودية رفضها دعوات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة وندّدت باستمرار استهداف الاحتلال "للمدنيين العزل في قطاع غزة".



من جانبه، قال وزير الخارجية الكويتي سالم الصباح، أمس الجمعة، إن بلاده ترفض بشكل قاطع دعوات الاحتلال للتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، معبرا عن "إدانة الكويت لاستمرار التصعيد وعمليات القتل والتدمير العشوائي في غزة الذي يعد خرقا للقانون الدولي والإنساني".

وسبق أن أعلن مندوبُ فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أن المجموعة العربية في المنظمة سوف تتحرك لتحقيق ثلاثة مطالب أساسية.

وأوضح أن المطالب تشمل وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وتوفير المستلزمات الإنسانية، ووقف عملية الترحيل التي تعتزم إسرائيل القيام بها لأكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة.

وناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على نحو عاجل، إدانة المحاولة الإسرائيلية غير العقلانية لنقل السكان.

من جهتها استنكرت وزارة الخارجية الأفغانية، الجرائم والانتهاكات الت يرتكبها الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة.

وعبرت الوزارة، عن تعاطف وتضامن ودعم أفغانستان لشعب فلسطين، داعية "العالم أجمع، وخاصة الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى معالجة قضية فلسطين ووقف أعمال إسرائيل الوحشية وغير الكفؤة في أسرع وقت ممكن".

وأكدت، أن محاولة التهجير القسري لأكثر من 1.2 مليون فلسطيني من المناطق الشمالية لقطاع غزة والضم المخطط للأراضي الفلسطينية يمثل جريمة حرب، والموقف غير الفعال للهياكل الدولية في هذا الصدد يظهر الفشل غير المسبوق للنظام الدولي الحالي.

من جهته، قال ستيفان فان بارلي، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "دينك" في هولندا، "إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة مع صمت مطبق من جانب الدول الغربية".

ونقلت وكالة الأناضول عن بارلي قوله، "إن إسرائيل تطبق نظام الأبارتهايد (الفصل العنصري) وأفلتت من المحاسبة على كل ما فعلته طوال 75 عاما بسبب صمت الدول الغربية".

وأضاف بارلي، " مثلما تجاهلت هولندا والدول الأوروبية حقيقة ترك الفلسطينيين لمصيرهم لمدة 75 عاما، الآن أيضا يغضون الطرف عن قتل الأطفال الفلسطينيين بالقنابل الإسرائيلية".

وأكد أنه "بينما تُرتكب جرائم حرب ضد الفلسطينيين العزل يجب على هولندا استخدام لهجة قاسية بدلا من الوقوف موقف المتفرج"، وفقا للأناضول.

وأردف، "عندما يتعلق الأمر بالحرب في أوكرانيا، نرى الدول الغربية وهولندا تطلق تصريحات قاسية للغاية وتتحدث عن جرائم حرب، وعندما يتعلق الأمر بمصير الفلسطينيين أو المسلمين، نرى أن هولندا والعالم الغربي يظلان صامتين ويمارسان تمييزا صارخا، يتعين علينا الكفاح ضد ذلك".

وأمس الجمعة، دعت قوات الاحتلال سكان غزة إلى الاتجاه إلى جنوب القطاع لتجنب الغارات.

وفي غزة تظاهر مئات الفلسطينيين رغم القصف رفضا للتهجير وتأكيدا على دعم المقاومة ضد العدوان المستمر على القطاع.

من جهتها قالت وزارة الداخلية في غزة، إن الاحتلال يريد تهجير الفلسطينيين مرة أخرى من أرضهم، مؤكدة أن هجرة عام 1948 لن تتكرر، بل سيعود الفلسطينيون إلى أراضيهم المحتلة عام 48.

ودعت الوزارة، الشعب الفلسطيني إلى الصمود في منازلهم وعدم الانصياع لأكاذيب وترهيب الاحتلال الذي يسعى لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.