سياسة عربية

مستوطنون يقتحمون الأقصى.. وطقوس وحفلات صاخبة في الحرم الإبراهيمي

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى خلال ما يسمى "عيد العرش"- تويتر
اقتحم مئات المستوطنين، صباح الخميس، المسجد الأقصى، في اليوم السادس لما يسمى "عيد العرش"، فيما شهد الحرم الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية صلوات تلمودية وأخرى صاخبة.

وأدى مئات المستوطنين صلاة تلمودية عند باب القطانين أحد أبواب المسجد الأقصى، فيما اعتدى متطرفون يهود بالضرب والبصق على الأطقم الصحفية هناك. 

وقالت إدارة المسجد الأقصى في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن إجمالي عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى اليوم الخميس خلال الفترة الصباحية التي تمتد من السابعة صباحا وحتى الحادية عشر والنصف بلغ 832 متطرفا. 

وعن تفاصيل الأوضاع داخل القدس والمسجد الأقصى، فقد أوضحت مرابطة مقدسية، أن هناك تمركزا لقوات الاحتلال أمام أبواب المسجد الأقصى، يمنعون المصلين من الدخول إلى المسجد.

وذكرت في حديثها لـ"عربي21" أن قوات الاحتلال تمنع بعض القادمين إلى المسجد الأقصى من الدخول من أبوب القدس القديمة، وأن عناصر مخابرات الاحتلال تتواجد في أزقة وطرق البلدة القديمة. 

وأوضحت أن قوات الاحتلال فتحت باب المغاربة وسمحت لمجموعات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، وفي هذه الأثناء يقومون بجولات استفزازية ويؤدون صلوات وشعائر تلمودية داخل الأقصى وتحت حماية القوات الخاصة الإسرائيلية. 



وبحسب ما أكدته إدارة المسجد الأقصى لـ"عربي21"، فقد تضاعفت أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى وبلغ عددهم أمس الأربعاء في الفترتين الصباحية والمسائية 1459 متطرفا، والثلاثاء أكثر من 800، ويوم الاثنين وصل عددهم إلى 1489 متطرفا. 

وتنوعت انتهاكات المقتحمين التي تمس حرمة المسجد الأقصى؛ وتمكن بعضهم من إدخال قرابين نباتية داخله، وإقامة صلوات تلمودية والرقص والغناء داخل باحات المسجد وعلى أبوابه، إضافة لقيام قوات الاحتلال بالاعتداء على المرابطين واعتقال بعضهم والتنكيل بهم. 

وتلبية لدعوات "منظمات الهيكل" المزعوم والجماعات اليهودية المتطرفة، زادت خلال فترة الأعياد اليهودية الحالية الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى؛ وشهدت باحاته انتهاكات شاذة تمس حرمة المسجد، وبالذات في "عيد العرش" الحالي الذي بدأ السبت الماضي ويمتد 8 أيام. 

وتستغل الجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة فترة الأعياد اليهودية، التي تمتد لـ22 يوما، وتبدأ بما يسمى "رأس السنة العبرية" يوم 17 أيلول/ سبتمبر المنصرم وتستمر حتى نهاية "عيد العرش" التوراتي يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، من أجل شن اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، تترافق مع حالة توتر كبير في القدس والأقصى.




انتهاكات وصلوات تلمودية في الحرم الإبراهيمي
وحول واقع الحرم الإبراهيمي خلال فترة الأعياد اليهودية الحالية، فقال مدير الحرم الشيخ غسان الرجبي: "الاحتلال يسلب المسجد من الفلسطينيين أصحاب الحق، والثلاثاء الماضي أغلقه جيش الاحتلال أمام المصلين".

وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "عند استباحة الحرم، يتم أداء صلوات تلمودية، وإقامة طقوس غير معروفة وحفلات ماجنة صاخبة، وكل هذه الانتهاكات وغيرها التي ترتكب داخل أروقة الحرم الإبراهيمي؛ هي من أجل استفزاز مشاعر المسلمين". 

وأوضح الرجبي، أن "هناك سرقة 63 بالمئة من مساحة الحرم بشكل دائم، هي بيد الاحتلال وتحت سيطرة المستوطنين، وهذا هو التقسيم الزماني والمكاني الذي يحاول الاحتلال سحبه على المسجد الأقصى المبارك". 

ونوه إلى أن سلطات والاحتلال ومن خلال المتطرفين، تعمل على تغيير بعض معالم الحرم؛ مضيفا أن هناك محاولات لرفع العلم الإسرائيلي، والشمعدان، ونصب الخيام والقناصة ووضع الحواجز العسكرية وغيرها من الاعتداءات.

وأفاد بأن "الاحتلال منع رفع الأذان 60 مرة خلال الشهر الماضي"، موضحا أنه "يتم إغلاق الحرم لاقتحام المتطرفين من الساعة العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء، وأحيانا يتم اقتحامه ليلا لأداء طقوسهم، وفي بعض الأحيان يتم اقتحامه وسط النهار وفي ساعات الفجر الأولى". 

ونوه الرجبي، إلى أن "تدنيس الحرم الإبراهيمي لا يقتصر فقط على أروقة الحرم وداخله، بل يمتد للساحات الخارجية؛ الشرقية والغربية الجنوبية. وهذه الساحات تقع تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى المصعد الكهربائي والمسار السياحي (التهويدي)، فكلها مجهزة دائما لاقتحامات قطعان المستوطنين، وهناك ساحات لإقامة حفلات صاخبة، فكل ما يطلبه المستوطن متاح له، بينما الفلسطيني لا يمكن أن يصل إلى الحرم إلا بعد التفتيش الجسدي والتدقيق على الهويات".