سياسة عربية

استقالة مسؤول مصري احتجاجا على هدم المقابر التاريخية

أكد المسؤول المستقيل أن عمليات الهدم إهدار لثروات مصر التاريخية- حساب أيمن ونس على فيسبوك
استقال أستاذ التصميم العمراني والبيئي المصري، أيمن ونس، من منصبه في رئاسة اللجنة الدائمة لحصر المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز في شرق القاهرة، احتجاجا على مواصلة عمليات هدم المقابر التاريخية في العاصمة المصرية.

وبرر ونس استقالته التي نشرها على صفحته في "فيسبوك"، بـ "عدم جدوى عمل اللجنة في التسجيل للمباني المتميزة ذات القيمة التراثية؛ بغرض الحفاظ عليها؛ نظرا لقيمتها المنصوص عليها في القانون رقم 144 لسنة 2006، في ظل ما يحدث الآن من أعمال هدم وإزالة للمقابر التراثية ذات القيمة المعمارية والعمرانية والتاريخية بالقاهرة".

وقال؛ إن ما يحدث الآن ليس فقط "إهدارا لمباني المقابر التاريخية التراثية فحسب، ولكنه إهدار عمراني وتاريخي ذو قيمة متفردة على مستوى العالم، ويمثل جزءا مهما في التراث العالمي"، بحسب نص الاستقالة الذي نشره عبر صفحته على موقع فيسبوك.

 وأكد أن ما يحدث "يعتبر إهدارا لثروات مصر التاريخية، ذات القيمة التي لا يمكن تعويضها، وهو الأمر الذي لا يستقيم مع الاستمرار في عمله كرئيس للجنة".



وأصدر متخصصو آثار مصريون نداء تحت عنوان "أنقذوا جبانات القاهرة التاريخية من الزوال"، وأكدوا أنهم شخصيات من هيئات اجتماعية وجمعيات ونقابات مهنية ومتخصصين وشخصيات عامة، يدينون "التعدي على منطقة جبانات القاهرة التاريخية والمسجلة على قائمة التراث العالمي"، بحسب موقع "المنصة" المحلي.

وأشار هؤلاء في بيان إلى أن "مثل هذه المناطق تحميها قوانين عالمية ومحلية، واكتسبت قيمتها بمن ضمته في ثراها من أجيال متعاقبة من أبناء هذا البلد بجميع فئاته وطبقاته، ومن ساهموا في نهضة هذا البلد الثقافية والحضارية". 

وأكدوا أنه تم "عرض حلول وبدائل عن الإزالة، طرحتها لجنة شكلها مجلـس الوزراء مـن المتخصصين في التخطيط العمراني والحفاظ على التراث". 

بدورها، أكدت جمعية المهندسين المعماريين، أن "جبانات مصر التاريخية تتعرض لتدمير شامل لم تشهده من قبل خلال 14 قرنا منذ نشأتها إلى يومنا هذا، كما لم تشهده حتى فترة الاحتلال الأجنبي، أو من جراء الحروب والكوارث الطبيعية".

وأضافت الجمعية أن هذه الجبانات ضمن القاهرة التاريخية المسجلة على قائمة التراث العالمي، تحميها مواثيق عالمية وقوانين محلية، كما أنها مسجلة أيضا كمنطقة تراثية ضمن القاهرة التاريخية طبقا للقانون رقم 119 لسنة 2008.

وذكرت أن هذه المقابر، اكتسبت قيمتها التاريخية والتراثية لما لها من نسيج عمراني متميز ارتبط بمدينة العصور الوسطى، وكذلك بمن ضمتهم في ثراها، من أجيال متعاقبة من أبناء هذا البلد بجميع فئاته وطبقاته ورموزه، ممن ساهموا في نهضة مصر من علماء وحكام وسياسيين وفنانين وأدباء وشعراء.